أعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية الخميس تعيين الإعلامي ياسر أبو هلالة مديرا لـقناة الجزيرة الإخبارية.
تعيين أبو هلالة جاء من قلب قناة الجزيرة، إذ عمل الرجل فيها على مدار خمسة عشر عاما، حيث عمل مراسلا ميدانيا في العديد من المناطق، خاصة مناطق النزاع في العراق ولبنان وحتى تداعيات الحرب على غزة في 2008.
خبر تعيين أبو هلالة انتشر سريعا للغاية، رغم أن العاملين في شبكة الجزيرة علموا بالأمر منذ قرابة الشهر بطريقة غير رسمية، وهو ما يطرح أسئلة حول التوقيت الذي يُقصد منه الإعلان عن تعيين أبو هلالة.
فياسر أبوهلالة، الإسلامي الأردني الذي يضع شعار “رابعة” كصورة شخصية على حسابه على موقع تويتر، يبدو تعيينهكما لو كان خطوة “استفزازية” من قطر وقناة الجزيرة للرد على المطالبات الخليجية بتقليل الحيز الإسلاميين في القناة، وبتغيير خطابها تجاه القضايا المختلف عليها بين الفرقاء الخليجيين، لا سيما القضية المصرية والانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش في الثالث من يوليو الماضي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي.
ويأتي الإعلان عن تعيينه بعيد زيارة قام بها أمير قطر لزيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض، ومن المعروف أن المطالبات السعودية سابقا كانت تتمحور حول آداء الجزيرة، وتعيين أبو هلالة في هذا المنصب قد يظهر بصورة رفع وتيرة المواجهة من الجانب القطري هذه المرة.
يعبر ياسر أبو هلالة بوضوح عن موقف مؤيد للثورات، شارك في تغطية الثورة التونسية مطلع 2011، واعتُقل في مصر أثناء محاولته دخول البلاد لتغطية أحداث الثورة المصرية في 28 يناير، حيث تم ترحيله إلى الأردن، قبل أن يشارك في تغطية الثورة السورية من الداخل السوري في درعا، القريبة من الحدود الأردنية حيث أسس مكتب القناة هناك.
عمل أبو هلالة أيضا على العديد من الموضوعات المرتبطة بالإسلاميين، فأنجز أفلاما وثائقية عن الجهاديين مثل فيلمي “عبدالله عزام أول الأفغان العرب”، وفيلم “الطريق إلى بغداد”، بالإضافة إلى فيلم تناول محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خالد مشعل في عمّان.
يقول أبو هلالة عن نفسه أنه “عُجن بروح الجزيرة”وفيها تشكلت شخصيته الصحفية، ومن الناحية المهنية يتحدث أبو هلالة الآن عن طموحه في القناة فيستهدف جيل “السمارت فون” الذي يتابع الإعلام والأخبار عبر شاشات الهواتف.
أما من الناحية السياسية التي تعرضت بسببها الجزيرة للعديد من الانتقادات إلى حد اعتقال مراسليها وسجنهم لفترات طويلة في مصر مثلا، فيقول أبو هلالة أنه “ليس معنيا بإقصاء السلاميين، وليس قلقا من حضورهم في القناة”
أبو هلالة يعبر عن دعمه للرئيس السابق محمد مرسي بوضوح، ينشر كلمات لقيادات الإخوان على صفحته على موقع تويتر، وتنقل مواقع الإخوان عنه العديد من التصريحات لصالح قيادييها، مثل ذلك المقال الذي نشرته مواقع عدة للإخوان المسلمين في مصر وشبكة رصد بقلم ياسر أبو هلالة وبعنوان “في تاريخنا محمد بديع”.
آراء أبو هلالة الشخصية واضحة تماما، وانحيازاته للثورة العربية ظاهرة للجميع
https://www.facebook.com/yaser.abuhilalah.5/posts/804056822991681
أبو هلالة كتب على صفحته على فيسبوك وفي حسابه على تويتر يقول إنه لن يستطيع الاستمرار في التواصل كما كان من قبل بسبب مهام عمله الجدد.
https://www.facebook.com/yaser.abuhilalah.5/posts/804380059626024
تعيين أبو هلالة يجيب الكثير على الأسئلة لكنه يثير من التساؤلات أكثر، فانحيازات الجزيرة تصبح أكثر وضوحا في هذه اللحظة من أي وقت مضى، كما أن انحيازات أبو هلالة لابد وأن تظهر في غرفة الأخبار وفي الخطط التحريرية، لكن في ذات الوقت، لابد أن الخطوة القطرية سيقابلها رد فعل خليجي، والسؤال الأبرز في هذه المرحلة، كيف سيكون الرد القطري على الضغوط الخليجية؟ وكيف ستتعامل الجزيرة مع الغرماء الخليجيين تحت إدارة أبو هلالة؟ وهل ستستمر الجزيرة في التصعيد ضد النظام العسكري الحاكم في مصر رغم استمرار التضييق على مصحفييها واعتقال ثلاثة من العاملين في الشبكة والحكم عليهم بالسجن لمدد طويلة بتهم ملفقة.
عبدالرحمن عياش