تسعى حكومة الانقلاب العسكري، للسيطرة على أموال الزكاة في إطار مشروع جديد لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، لم يجرؤ المخلوع حسني مبارك على تنفيذه أثناء حكمه، وينص على إشراف الحكومة على جمعها وإنفاقها، على أن يتم اقتطاع جزء منها لصالح الجيش.
وتعكف الحكومة حاليًا على مراجعة حزمة من القوانين والتشريعات لمحالة إنجاح المشروع الجديد، الذى سبق أن تم طرحه على مبارك، لكنه رفضه، قبل أن يتم طرحه مؤخرًا على السيسي والذى بادر إلى الموافقة عليه على الفور.
وقالت المذكرة التوضيحية للمشروع، إن الهدف منه منع التنظيمات السياسية ذات المرجعيات الإسلامية، من لعب أدوار في هذا المجال، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يكون مستساغًا بعد الانقلاب على حكم الرئيس ذو المرجعية الإسلامية محمد مرسي.
الاقتراح قدمه الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق في مشروعه لإنشاء بيت المال والزكاة والصدقات المصري، لنظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك عام 1997، فلم يلق قبولا ولا حماسة من مبارك وقتها.
وتعالت بعض الأصوات الرافضة وقتذاك للمشروع، مؤكدة أنه ييؤدى إلى إلغاء دور الجمعيات الخيرية التى تعمل بالدولة، ومنها بطبيعة الحال جمعيات ذات خبرة طويلة فى ملف المساعدات الإنسانية، مما يستدعى ضرورة إيجاد آليات تستثمر نجاحات هذه الجمعيات لمصلحة بيت الزكاة، عبر تدشين بروتوكولات ما تكفل التعاون المستمر البناء وكذا تضمن رقابة الدولة على «مليارات الزكاة».
كما يرفض عدد من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، المشروع، بسبب أزمة الثقة التي لا يمكن إنكارها بين المواطن ومؤسسات الدولة بعد الانقلاب.
نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق، قال إن المشروع الحالى لم تتضح ملامحه بعد، لكن المعلوم عنه أنه سيحاكى التجربة الكويتية، لكن الواضح أنه سيكون خدميا متعلقا بالجانب الاستهلاكى، قائما على جمع أموال الزكاة وتوجيهها إلى مصارفها الشرعية مباشرة، للمساعدة فى الأخذ بيد شرائح اجتماعية إلى ما هو أفضل فى الحياة، لكن دون استخدامها فى توفير فرص عمل، للحد من البطالة المنتشرة بين الشباب.
أما الشيخ محمد العبد مدير عام إدارة الحسابات الخاصة بمشيخة الأزهر الشريف قال: لم نعلم عن طرح فكرة تأسيس بيت الزكاة المصرى إلا من خلال وسائل الإعلام، ما زال أمرا غير واضح الرؤية حتى الآن، مشيرا إلى أن الإدارة تنتظر دعوتها من قبل شيخ الأزهر لحضور الاجتماعات الخاصة بالهيئة ومعرفة آليات عملها.
مضيفا أن بيت الزكاة والصدقات قد يتم استغلال أموال الزكاة فيه لصالح الفقراء والمساكين، أو يتم استخدامها على عمومها دون تحديد، وفي هذه الحالة سيكون الأمر مريب، موضحا أن هناك عدة دول تطبق فكرة بيت المال منها جيبوتى والسودان والكويت والسعودية.
وتابع: “يساهم المشروع الجديد في تطوير أجهزة الدولة المتعلقة بشؤون صحة المواطنين، ورفع مستوى البحث العلمى وتطوير وتجهيز أسلحة ومعدات الجيش المصرى”.