شن حزب البعث الحاكم سابقا في العراق هجوما حادا الثلاثاء على تنظيم الدولة الاسلامية بسبب طرده المسيحيين من محافظة نينوى (شمال) تحت تهديد السيف، معلنا انه سيقاوم بشدة “هذه القوة التكفيرية الإرهابية المدسوسة”.
وهرب المئات من المسيحيين من اهالي مدينة الموصل العراقية اثر انذار وجهه تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يشن هجوما كاسحا على مناطق متفرقة في شمال وغرب البلاد .
وأعلن التنظيم، الذي يسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق وغرب العراق وكان يسمى في السابق تنظيم الدول الاسلامية في العراق والشام (داعش)، قيام ما اسماها “الخلافة الاسلامية” أواخر يونيو/حزيران، وبايع زعيمه أبوبكر البغدادي خليفة للمسلمين.
وقال حزب البعث في بيان “إن قوى الشر التي تحالفت على تدمير العراق وإنھاء دوره النھضوي والمؤثر ظلت وطوال عقود تعمل على استنزاف قوته ونھب ثرواته واحتلاله تحت مزاعم شتى، وتسليمه لعملاء إيران من أجل جعله ضيعة تابعة لھذا الكيان المسخ الذي لا زال يبث السموم ضد أبناء شعبنا العزيز”.
وأضاف الحزب في البيان الذي حمل عنوان “تحديات المرحلة الراھنة والموقف الجماھيري المطلوب”: “فلما فاجأتھم ثورة الشعب المباركة التي انطلقت شراراتھا من محافظة الأنبار ثم نينوى وصلاح الدين وديالى وصولاً إلى حدود بغداد الحبيبة بل وبدأت تلتقط إشاراتھا في محافظات الجنوب، عملوا على إفشال ھذه الثورة الشعبية ضد الظلم والعمالة فدّسوا في تلك المحافظات التي بدأت تحتفل بانتصاراتھا يومياً جماعات إرھابية طارئة على المشھد وتحمل فكراً رجعياً تكفيرياً استئصالياً كتنظيم داعش الاجرامي”.
ومنذ أحكم سيطرته على مدينتي الموصل وتكريت والمناطق المحيطة بهما، نفذ التنظيم المتشدد عمليات قتل واعدام جماعية وفرض احكاما تستند الى تفسير متطرف للشريعة الاسلامية.
وأكد حزب البعث في بيانه ان “داعش منظمة إرھابية وھي صنيعة قوى الشر وتحمل مشروع إجھاض الثورة الشعبية العارمة التي يشھدھا العراق، وسنقف بوجھھا بكل قوتنا، فلن نسمح لعناصرھا التخريبية الغوغائية أن تحبط أمل الخلاص الأخير من إيران وأميركا والخونة التابعين لها”.
وتابع قائلا “في الوقت الذي نعلن موقفنا وبراءتنا من كل أفعال داعش، فإننا نبين اعتزازنا بكل الإخوة الذين يؤدون نفس مھمتنا من ثوار العشائر والفصائل الوطنية التي تقاتل معنا اليوم جنباً إلى جنب من أجل تحرير كامل تراب العراق”.
وكان الامين العام لحزب البعث العربي/العراق ونائب الرئيس العراقي الأسبق عزة الدوري أشاد في كلمة مسجلة بمقاتلي القاعدة وتنظيم “الدولة الاسلامية”، معلنا ان “الثورة لن تتوقف قبل تحرير العراق من الاستعمار الايراني الصفوي”.
لكن الحزب قال في بيانه الاثنين “ان جرائم داعش بدأت تتسع وتتفاقم، وآخرھا تھجير الإخوة المسيحيين من مدينة الموصل بشكل يبعث على الأسف، وھو ما نرفضه بشكل تام. فسيبقى المسيحيون جزءاً أصيلاً من ھذا الوطن الحبيب ولن نسمح لأحد أن يكون خنجراً مسموماً بظھر مكونات المجتمع فالعراق ھو وطن الجميع عرباً وأكرادا، أصلاء وليسوا عملاء، وتركمانا وسنة وشيعة ومسيحيين وايزيديين”.
وكان جيش الطريقة النقشبندية الذي يقوده الدوري ايضا، وهو أحد أهم الفصائل التي تقاتل قوات الحكومة العراقية منذ سنوات، الاثنين رفضه القاطع لعملية التهجير القسري التي يتعرض لها المسيحيون.
وقال الجيش النقشبندي الاثنين انه “يرفض كل أنواع التهجير القسري للعراقيين وتفريغ العراق من مكوناته الأساسية وتغيير خارطة العراق والمنطقة السياسية والديمغرافية”.
وأضاف في بيان نشره موقعه الالكتروني ومواقع أخرى محسوبة على فصائل المسلحين العراقيين المعارضين “نرى أن استهداف أي مكون من مكونات شعبنا وتهجيره القسري لتفريغ العراق من مكوناته الأساسية وتغيير الخارطة السياسية والديمغرافية للعراق وللمنطقة وراءه أجندات خارجية ينفذها أعداء العراق على أيدي مليشيات الحكومة الطائفية العميلة والتي تسعى لخلط الأوراق واحباط ثورة شعبنا المباركة”.
وقبل الاجتياح الاميركي في 2003، كان اكثر من مليون مسيحي يعيشون في العراق منهم اكثر من 600 الف في بغداد و60 الفا في الموصل، وايضا في مدينة كركوك النفطية (شمال) وفي مدينة البصرة (جنوب).