كتب عثمان المختار : كشف مصدر أمني عراقي، اليوم الاثنين، عن وجود خمس مليشيات شيعية عراقية تُحكم سيطرتها على العاصمة بغداد، فيما أكد شهود عيان، أن عناصر تابعة لمليشيات مسلّحة، رفعت صور الرئيس الإيراني السابق، مرشد الثورة السابق، الامام الخميني، والمرشد الحالي، علي خامنئي، في مناطق مختلفة من بغداد، التي تحاصرها فصائل مسلّحة عدة منذ شهر، وتشتبك بصورة مستمرّة مع القوات النظامية، على محاور عدّة.
وقال المصدر، وهو ضابط برتبة عميد في وزارة الداخلية العراقية، رفض الكشف عن اسمه، إن “مليشيات المهدي وبدر والعصائب وأبو الفضل العباس والمختار (التابعة لحزب الله العراقي)، تنتشر في مناطق بغداد الداخلية، وتتولى عملية المراقبة والرصد وحماية المؤسسات الحكومية الحساسة، ومنها المنطقة الخضراء وبعض السفارات الأجنبية والعربية”.
وأوضح المصدر أن”رئيس الحكومة المنتهية ولايته، نوري المالكي، فقد الثقة في قوات الجيش والشرطة، بسبب الانتكاسات الأخيرة في نينوى والأنبار وصلاح الدين، خاصة معركة تكريت الأخيرة، وهو ما دفعه الى الاعتماد على مقاتلين عقائديين متمثلين في المليشيات”.
ويُقدّر المصدر الأمني عناصر المليشيات بـ”ما لا يقل عن 27 ألف عنصر مليشياوي في بغداد الآن”. وأشارى الى أنهم يبدون كـ”حائط صدّ مريح للمالكي أكثر من القوات النظامية، التي باتت تقتصر على طيف واحد بعد موجة الاستقالات والطرد في صفوف الضباط الأكراد والسنة وعدد غير قليل من الشيعة”.
من جهته، لفت آمر اللواء الثالث في قوة حماية بغداد، المقدم باسم المالكي، الى أن “الجماعات الإرهابية تنتشر بصورة عشوائية في المحور الغربي والجنوبي وجزء من الشمالي في العاصمة، وهي مناطق ريفية تضمّ مساحات واسعة من بساتين النخيل والحمضيات، ما يؤمّن غطاء مناسباً لهم”.
ورأى المالكي أن “القوات العسكرية والمتطوعين الذين يساندونها منذ نحو شهر، حققت نجاحاً في إيقاف زحف تلك الجماعات، بينما تقوم الطائرات بقصف مواقعهم بين الحين والآخر”. وأوضح أن “المليشيات الموجودة في بغداد حالياً، تعمل تحت إشراف الحكومة، بناءً على فتوى الجهاد التي أطلقها المرجع السّيد، علي السيستاني”.
وأشار شهود عيان من أهالي بغداد، الى أن “عناصر تابعة لمليشيات مسلحة رفعت صور الرئيس الإيراني ومرشد الثورة السابق، الامام الخميني، في مناطق مختلفة من بغداد من بينها قوس النصر”، الذي أُنشئ عام 1988 عقب انتصار العراق في حربه ضد إيران، ويجسّد النصب تضحيات الجنود العراقيين.
واستغرب المواطن، ولاء الجحالي، صور الخميني وهي تنتشر في بغداد مع صور خامنئي، “من دون مراعاة مشاعر العراقيين الذين فقدوا ذويهم على يد هذا النظام، في الثمانينات من القرن الماضي”، بحسب قوله.
ولفت الجحالي إلى أن “الصور وُضعت في مناطق حساسة وبطريقة استفزازية، من دون أن يحاول المالكي لعب دوره كرئيس لحكومة عراقية شاملة ويأمر برفعها”. ميدانياً، عثرت فرق الإسعاف على سبع جثث مجهولة الهوية في مناطق متفرقة من بغداد، صباح اليوم الاثنين، وفقاً لمصادر طبية محلية.
وأفاد الطبيب ثامر العبيدي، أن “القتلى مقتولون بأعيرة نارية في الرأس وبدت عليهم آثار التعذيب، بعد العثور عليهم في مكبّات نفايات وساحات فارغة، في مناطق الصدر والشعلة وبغداد الجديدة”. ولفت إلى أن “عدد الجثث ارتفع بعد العثور على الضحايا السبع، إلى 49 جثة خلال الأيام العشرة الماضية”.