في الوقت الذي تواصل “إسرائيل” فيه حربها الإجرامية على قطاع غزة، يبدي قادة تل أبيب مزيداً من الرهان على دور الأنظمة العربية في مساعدتها في مواجهة المقاومة الفلسطينية وتقليص فعلها.
فقد دعا وزير الحرب ورئيس هيئة أركان الجيش الصهيوني الأسبق الجنرال شاؤول موفاز إلى “تخصيص” دور لكل من السعودية والإمارات في تجريد حركة حماس من صواريخها ونزع سلاح المقامة في القطاع.
وعندما استهجن مقدم البرنامج الحواري في قناة التلفزة العاشرة الليلة الماضية،الذي كان يحاوره من طرحه، أوضح موفاز أنه يكاد من المستحيل أن تتمكن “إسرائيل” من تجريد القطاع من السلاح بالقوة العسكرية حتى لو قامت بإعادة احتلاله تماماً، الأمر الذي يتطلب طرح خطة دبلوماسية سياسية اقتصادية متكاملة لتحقيق هذا الهدف.
وأشار إلى أن هناك حاجة ماسة لإقناع سكان غزة بضرورة التعاون لتنفيذ هذه الخطة، وهذا يتطلب عرض “الجزرة”، التي يمثلها دعم مالي سخي يقنعهم بالتعاون مع أي جهد دولي أو إقليمي يسهم في تحقيق هذا الهدف، منوهاً إلى أنه في ظل الظروف الحالية فأن كلاً من السعودية والإمارات يمكن أن تلعبان دوراً مهماً في توفير الشق المالي من الخطة.
من ناحية ثانية، وفي ظل المؤشرات المتعاظمة على فشل الحرب على القطاع،دعا معلق عسكري صهيوني بارز إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في أسباب الفشل السياسي والعسكري والاستخباري للحرب.
وفي مقال نشره موقع صحيفة “معاريف” أمس السبت،قال ران إيدليست أن هناك ما يثير الشبهات بأن التقديرات التي قدمها جهاز المخابرات الداخلية “الشاباك”، والتي على أساسها اتخذت حكومة نتنياهو قرار الحرب على غزة، تأثرت بالدوافع الأيدلوجية لقيادته.
وأشار إيدليست إلى أن هناك ما يبعث على الاعتقاد أن كلا من رئيس “الشاباك” يورام كوهين الذي ينتمي للتيار الديني الصهيوني ونائبه،الذي يشار اليه بـ “ر”، وهو مستوطن متدين، ومعروف بتطرفه الأيدلوجي قد صاغا التوصيات للحكومة بشأن سبل التعاطي مع حماس انسجاماً مع توجهاتهما المتطرفة وليس من منطلق مهني موضوعي.
واتهم إيدليست أيضاً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه أمر بشن الحملة على غزة على أمل أن تفضي هذه الخطوة إلى تحسين مكانته السياسية وتقلص حجم المعارضة ضده داخل حزب الليكود، الذي يرأسه،سيما بعد تعاظم الدعوات لاستقالته.
وفي سياق متصل،قال أودي سيغل، معلق الشؤون السياسية في قناة التلفزة الثانية أن الحل الوحيد لمعضلة غزة يتمثل في اعتراف “إسرائيل” بغزة ككيان سياسي مستقل، مع كل ما يترتب على ذلك.
وفي مقال نشرته صحيفة “معاريف” أوضح سيغل أنه تبين بالدليل القاطع أن قدرة “إسرائيل” على لجم المقاومة في القطاع والقضاء على حركة حماس تؤول إلى الصفر،مشيراً إلى تهاوي كل الافتراضات التي انطلقت منها “إسرائيل” في حربها على القطاع.
واعتبر سيغل أن الاعتراف بحكم حماس في غزة يمكن أن ينجح في تحسين البيئة الأمنية لإسرائيل، وفي حال لم يحقق ذلك فأنه سيكون بالإمكان مراكمة شرعية دولية لأية خطوة عسكرية يمكن أن تقدم عليها إسرائيل ضد غزة.