قال الداعية الكويتي حجاج العجمي إنه ليس في عنقة بيعة لأي أحد، لا لأمير الكويت أو لغيره، معتبرًا أن البيعة تكون عقدًا اجتماعيًّا بين الحاكم والمحكوم وأنه يتحقق بثلاثة أمور: “العاقد” وهي الأمة، و”المعقود له” وهو الحاكم، و”المعقود عليه” وهو كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-”. ووصف “تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق” (داعش) بـ”التنظيم بالإجرامي لاستباحتهم الدماء وتكفيرهم للناس بغير حق”. ونفى “العجمي” أن يكون له أيّ ارتباط تنظيمي أو فكري، أو حتى دعم مالي لأي تنظيم، وقدر سيطرة “داعش” للمدن السورية بـ ٥٪، وأكّد أن الإعلام يقوم بتضخيم أفعاله، واعتبر سيطرتهم على مدينة الرقة بأنها سيطرة وهمية.
جاء ذلك خلال القاء مع الداعية الكويتي حجاج العجمي على قناة “روتانا الخليجية” السعودية أمس -الأربعاء- خلال برنامج “في الصميم” الذي يقدمه الإعلامي عبد الله المديفر، والذي أدلى فيه بتصريحات مثيرة عن “ولي الأمر”، و”البيعة”، و”داعش”، و”التعامل مع الحكومات الخليجية”، والتبرعات الإنسانية في الداخل السوري، وغيرها من القضايا.
البيعة الشرعية.. عقد اجتماعي
وحول “البيعة”، قال الداعية العجمي بأن “البيعة الشرعية هي عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم في ثلاثة أمور هي : “العاقد”: الأمة، و”المعقود له”: الحاكم، و”المعقود عليه”: كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-”، وأضاف: “الأمة ملزمة بالبيعة الكبرى العظمى في عنقها لخليفة المسلمين، واستدل بدليل حديث حذيفة، والذي يقصد فيه إن لم تكن راية عظمى لحاكم مسلم، فالأولى بالمؤمن العزلة، وتابع: “أما البيعة التي تكون لها أحكام الضرورة في أقطار المسلمين فهي السلطة التي تختارها الأمة وتبايعها على الرضى، ويكون العقد بين الأمة والحاكم وفق نصوص ما جاءت به السُّنة”. وقال العجمي:”إن ولي الأمر هو الذي تختاره الأمة وليس الذي فرضه عليها المستعمر ” ليستخدم أموالنا في مشاريعه”، وبيّن “أن الشعوب العربية لا إرادة لها، في ظل هذه الأنظمة”، وقال العجمي: “أربعمئة مليون عربي لا يستطيعون فك حصار غزة، ولا مخيم اليرموك بدمشق”.
“داعش” تنظيم إجرامي
ووصف الشيخ حجاج العجمي “تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق” المعروف بـ “داعش” بأنه “تنظيم إجرامي لاستباحتهم الدماء وتكفيرهم الناس بغير حق”، ونفى أن يكون له أي ارتباط تنظيمي أو فكري أو حتى دعم مالي لتنظيم الدولة الإسلامية. وحول سيطرة “داعش” على المدن السورية، قال العجمي إن سيطرتهم لا تتعدّى نسبة الـ ٥٪، وقال إن “الإعلام يقوم بتضخيم أفعال داعش”، معتبرًا سيطرتهم على مدينة الرقة بأنها “سيطرة وهمية”، مشيرًا بأن الرقة عبارة عن مجموعة من المدن والقرى وصحراء قاحلة، ومن ثمّ فسيطرتهم على مدينة لا تعني سيطرتهم على المنطقة، وأضاف بأنّ رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، جعلا من تنظيم داعش “شماعة وبعبع” لوأد الثورتين العراقية والسورية.
تحريض الشباب الخليجي
ونفى الشيخ العجمي الاتهامات الموجهة إليه بتحريضه للشباب الخليجي للذهاب إلى سوريا. وقال: “نحن لم نحرض”، مشيرًا بأن “النفير العام أضرّ بالجهاد في سوريا، سواء بالجهل أو الحماسة”، وذكر أن بعض الشباب الخليجي التحقَ بتنظيم (داعش) وأدار ظهره للعدو الحقيقي، ووجّه السلاح في وجه إخوانه، حيث نفذوا عمليات انتحارية ضد الكتائب السورية المعارضة.
الأنظمة التي خذلت مصر لن تنصر سوريا
ويتولى “العجمي” بإيصال التبرعات الإنسانية والعسكرية بنفسه إلى الداخل السوري، وكانت البداية بمبادرة فردية عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، نتيجة اتصال لإغاثة نازحين من سوريا إلى تركيا، فتبلورت بعدها إلى الجمعية أو الجهة الشعبية لدعم الثورة السورية، ويرفض “العجمي” الكشف عن حجم ومصادر الأموال التي يجمعها، وطريقة توزيعها، مكتفيًا بقوله إنه “محل ثقة من الجميع”، ويرفض “العجمي” التعامل مع الحكومات الخليجية لصالح الثورة السورية، حيث قال: “في يوم من الأيام كانت السعودية وقطر وبقية دول الخليج تحارب العراق، حيث انطلقت الطائرات من القواعد العسكرية، وقتلت مليون عراقي، منذ ذلك الحين لا أتعامل معهم”، وأضاف قائلًا: “الأنظمة التي خذلت مصر لن تنصر سوريا”.
جلسة من “أجل نصرة الثورة السورية”
ويتعرض “العجمي” في كثير من الأحيان إلى التضييق والتوقيف من الدول الخليج، وقد منع في وقت سابق من دخول الأردن دون توضيح الأسباب الحقيقة، وذكر في لقائه مع “روتانا خليجية” بأن عددًا من الأعضاء الذين يعملون معه في الإغاثة تم اعتقالهم في السعودية، وقال إنه تعرض للتضييق في الكويت، وكذلك في قطر عند دخوله وخروجه من المطار، مشيرًا بأن المشرف على جمع أموال الإغاثة للشعب السوري في قطر تعرض للعديد من المساءلات، وأن الجمعيات الخيرية القطرية لم تعد تدعوه للحضور كما في السابق بعد أن رفض ما دار في حوار بجلسة من “أجل نصرة الثورة السورية” والتي كانت قطر قد دعته رسميًّا للحضور، ولم يتطرق العجمي في لقائه إلى تفاصيل هذا الحوار.
وكانت السلطات السعودية اشترطت على العجمي قبل عامين بتوقيع تعهد بعدم جمع تبرعات لصالح الثورة السورية قبل السماح له بدخول البلاد، حيث قامت سلطات مطار الرياض باحتجازه لبعض الوقت في المطار رافضة السماح له بدخول البلاد إلا بعد قيامه بالتوقيع على تعهد بعدم جمع التبرعات كما تعهد بعدم ممارسة أي نشاط ديني كالمحاضرات والخطب بالإضافة إلى اللقاءات التلفزيونية.
وأشار مقدم برنامج “في الصميم” عبد الله المديفر، أنه لم يكن على دراية بأن العجمي ممنوع من الظهور في الفضائيات السعودية، مبينًا أنه كان يظن أن التعهد الذي وقع عليه العجمي قبل دخوله السعودية قبل عامين، كان ينص على عدم جمع التبرعات للثورة السورية فقط! واللافت أن قناة “روتانا” حذفت لقاء العجمي من قناتها الرسمية في “اليوتيوب”، ووثق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أبرز تصريحات حجاج العجمي في المقابلة، في مقطع فيديو لم يتجاوز الـ 10 دقائق، ولكن سرعان ما تم حجبه من اليوتيوب، فلجأ البعض إلى تحميل الحلقة في موقعي (Daily motion ) و((vimeo .
اللقاء كامل