بتوجس واستياء شديد استقبل عدد كبير من المثقفين المصريين خبر تعيين أسامة عمران (ضابط المخابرات العامة السابق)، رئيسا لقطاع مكتب وزير الثقافة، وتساءل بعضهم عن السبب الذي دفع جابر عصفور وزير الثقافة لهذا الاختيار، لاسيما وهو المثقف الذي صدّع الرؤوس، وملأ العقول بدعوته للدولة المدنية.
“رأي اليوم” استطلعت آراء عدد من المثقفين المستقلين عن آرائهم في تعيين ضابط مخابرات ليشرف على كل كبيرة وصغيرة في مكتب وزير الثقافة .
الناقد الكبير د.عبد المنعم تليمة أستاذ الأدب العربي بآداب القاهرة قال لـ “رأي اليوم “إنه يستغرب إقدام جابر عصفور على تعيين ضابط مخابرات سابق مديرا لمكتبه، وأضاف تليمة مستنكرا “لسنا في قلعة، ولا في معركة حربية حتى يأتي لنا وزير الثقافة بضابط مخابرات سابق ليتعرف على كل كبيرة وصغيرة داخل الوزارة التي يفترض فيها الاستقلال التام”.
وزارة التربية والتعليم والجنرالات الشاعر عباس منصور قال: في مصر ومنذ انقلاب ناصر على محمد نجيب والعسكر يتدخلون في كل شيء، وزير التربية الذي جاء بعد طه حسين هو النقيب كمال الدين حسين وأغلق مجمع اللغة العربية التابع لوزارة التربية أيامها لانه رآه بلا فائدة”.
وأضاف منصور: في كل مفاصل الدولة هناك عسكر يديرون الأمور علانية أو في الخفاء، وكل هؤلاء الوزراء ماهم إلا طراطير تماما كالرئيس المؤقت السابق.
وأشار منصور إلى أن هذه سياسة العسكر في كل البلدان التي حكموها، مؤكد أن مثقفي مصر من كائنات الحظيرة الذين تربوا على فتات موائد العسكر سيباركون هذا ويعتبرونه عملا تقدميا عظيما.
وأنهى عباس منصور حديثه مؤكدا
أنه لا أمل إلاّ في الثورة.
أما الروائي عبد النبي فرج فقد كتب معلقا: “المفكر المستنير الدكتور جابر عصفور قام بتعيين أسامة عمران، ضابط مخابرات سابق) رئيسا لقطاع مكتب وزير الثقافة.. هي دي بداية التنوير الحقيقي!!” .
الشاعر شاذلي دنقل قال: “أحببت جابرعصفور لأنه مثقف كبير وصديق وفي لأمل دنقل، لكن حين يتحول المثقف لموظف تابع للنظام، يفقد مصداقيته” وأنهى دنقل قائلا: “ليتك ما قبلت المنصب يا عصفور”.
الروائي حمدي البطران علّق ساخرا: “عدد لواءات وزارة الثقافة يفوق عدد لواءات الداخلية والحربية معا”.