علقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على مبادرة الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية التي تقودها حماس بالقول إن القاهرة ما كانت لتعلن عن هذه المبادرة رسميا لولا موافقة إسرائيل عليها بشكل مبدئي.
وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي “رون بن يشاي” إلى أن عملية وقف إطلاق النار سوف تعزز موقف تل أبيب دون أن تضطر لتقديم تنازلات للفلسطينيين.
وأضاف” بن يشاي” أنه لم يكن أمام إسرائيل سوى قبول المبادرة وذلك للحفاظ على الشرعية الدولية والإقليمية لاستئناف عملية” الجرف الصامد” لاسميا مع رفض المقاومة لمبادرة القاهرة واعتبارها انحناء لإسرائيل.
موقع”walla” اعتبر هو الآخر أن المبادرة التي أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية رفضها، تضع حماس أمام خيارات سيئة إلى أكثر سوء، وأوضح ” أفي يسسخروف” محرر الشئون العربية أنه حال وافقت حماس على المبادرة فإنها بذلك تعترف بالهزيمة، أما إذا ما رفضتها فسوف تنجر الحركة إلى عزلة غير مسبوقة، مع استمرار الهجوم الإسرائيلي.
أما موقع” ديبكا” القريب من الاستخبارات العسكرية في إسرائيل فأكد أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كشف لوزرائه خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر صباح اليوم، أنه تلقى وعدا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فإن شيئا لن يتغير فيما يتعلق بسياسة مصر وإسرائيل تجاه حماس في قطاع غزة.
وتابع الموقع:” أوضح نتنياهو للوزراء، أن الحصار على قطاع غزة سيستمر، ولن يتم فتح المعابر، وأن إسرائيل ليست ملتزمة بتنفيذ أية خطوة تجاه حماس، لاسيما إطلاق سراح أسرى صفقة شاليط، التي أعادت إسرائيل اعتقالهم الشهر الماضي في الضفة العربية.
كذلك كشف الموقع أن نتنياهو قال لوزرائه أن السيسي يدرك جيدا أن المطلب الرئيس الذي ستطرحه إسرائيل خلال المفاوضات مع حماس، هو إقامة هيئة دولية لنزع صواريخ حركة حماس، وتفكيك بنية صناعة الصواريخ في القطاع، على غرار ما حدث في سوريا فيما يتعلق بتفكيك الأسد للسلاح الكيماوي.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد رفضت المبادرة المصرية وقالت إن وقف إطلاق النار قبل التوصل لاتفاق التهدئة “مرفوض” وإنه لم يحدث في حالات الحرب، أن يتم وقف إطلاق النار ثم التفاوض، مشيرة إلى أن الجانب المصري لم يستشيرها قبل الإعلان عن المبادرة.
ورفعت حماس سقف مطالبها، حيث قررت تشديد شروطها لوقف إطلاق النار، فبدلا من الدعوة لرفع الحصار عن القطاع، تطالب حركة المقاومة بفتح ميناء غزة البحري ومطارها الذي فجرت إسرائيل معظمه.
المبادرة التي أعلنتها الخارجية المصرية تنص على أن تبدأ” تفاهمات التهدئة” في السادسة بتوقيت جرينتش على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة.
كما قضت المبادرة بأن تستقبل مصر وفودا “رفيعة المستوى” من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات “بناء الثقة ” بين الطرفين.