مانشيت “مصر تحذر” الذي كان ماركة مسجلة في الصحف المصرية أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك للتعامل “الهُلامي” مع أي تحد إسرائيلي أو إقليمي، عاد من جديد، وهذه المرة، على لسان الجنرال عبدالفتاح السيسي، تعليقا على العدوان الإسرائليي المتواصل على غزة.
ويظهر هذا المانشيت في الأزمات الكبرى، والملمات الجمة، وكثيرا ما لجأ إليه نظام مبارك، فيما يتعلق بأي عدوان إسرائيلي، وكما حدث في احتلال العراق، ومع أي أحداث إقليمية أخرى، إذ كان مبارك يخطب، ويحذر، ويخرج المانشيت الموحد بين الصحف المختلفة: “مصر تحذر”، دون أن يعبر هذا التحذير عن شيء، أو يمثل أي قيمة قانونية، أو يقدم أي تأثير سياسي على الأحداث!
وهكذا، وللتعمية على هوان الموقف المصري الرسمي من العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة، خرجت الصحف المصرية الصادرة الأحد 13 تموز/ يوليو 2014، في غالبيتها، بعنوان واحد يقول: “السيسي يحذر من مخاطر التصعيد العسكري في غزة”.
ويأتي هذا التحذير بعد قرابة أسبوع من بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، كما أنه أول ظهور رسمي للسيسي على خط الأزمة، وقد لوحظ فيه استخدم لغة محايدة، تساوي بين الاحتلال والمقاومة، والمعتدي الإسرائيلي، والمُعتدى عليه الفلسطيني!
فقالت الأهرام: “حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي من مخاطر التصعيد العسكري الحالي في قطاع غزة، وما يسفر عنه من ضحايا من المدنيين الأبرياء، مؤكدا تضامن مصر دولة وشعبا مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وحرصها على المساهمة في توفير احتياجاته الإنسانية”.
الرئيس يحذر من مخاطر التصعيد في غزة
هذا هو المانشيت “الموحد” الذي تصدر صحف الأحد باختلافات بسيطة.. كالتالي:
قال مانشيت الأهرام: “الرئيس يحذر من مخاطر التصعيد العسكري في غزة.. إسرائيل تواصل عدوانها.. ووزراء الخارجية العرب يجتمعون بالقاهرة غدا.. محلب: الاتصالات المصرية تصطدم بالعناد الإسرائيلي.. شيخ الأزهر: ما يحدث إبادة جماعية للشعب الفلسطيني”.
وقالت الأخبار: السيسي يحذر من مخاطر التصعيد في غزة.. الرئيس في لقائه بالاتحادية مع بلير مبعوث الرباعية الدولية: جهودنا لوقف العمليات العسكرية تقابل بالعناد والتعنت.. 150 شهيدا في القطاع.. والمستشفيات المصرية تستقبل 15 مصاب.
وعلى المنوال نفسه، قالت الجمهورية: السيسي يحذر من مخاطر التصعيد في غزة.. الرئيس بحث الموقف المشتعل مع بلير.
وقالت الشروق: السيسي يحذر من مخاطر التصعيد في غزة.. الرئاسة: جهودنا تواجه عنادا من الطرفين.. 157 شهيدا فلسطينيا بينهم 3 أبناء لشقيقة هنية.. والقسام تقصف تل أبيب.. الجرحى الفلسطينيون يروون ل”الشرق” وقائع المذابح الإسرائيلية في غزة.. مصادر تنفي زيارة التهامي لإسرائيل.. ومجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار.
وفي المقابل، ركزت كل من جريدتي المصري اليوم والوطن على العدوان الإسرائيلي على غزة، وتجاهلت تحذيرات السيسي، فقالت المصري اليوم: غزة .. الإبادة مستمرة.. 154 شهيدا و1000 جريح.. وصواريخ حماس تستهدف تل أبيب.. وجهود مصرية لمنع الاجتياح البري للقطاع.
وعلى شاكلة “المصري اليوم”، قالت الوطن: غزة تواصل النزيف.. وسيناء تحت السيطرة.. استشهاد نجلي شقيقة هنية.. والحصاد يصل إلى 150 شهيدا.. والسيسي يحذر من التصعيد.. ومساعدات مصر تدخل غزة.
صور العدوان
استعانت صحف الأحد بصور كثيرة تبرز آثار العدوان الإسرائيلي على غزة وأهلها، وذلك بجانب صور لقاء السيسي مع توني بلير، فجاء في الأهرام والجمهورية: “السيسي خلال مباحثاته مع بلير”، كما جاء في الأهرام: “فتى فلسطيني يحمل ما تبقى من متعلقات أسرته”.
وفي الشروق: فلسطيني وأولاده في منزلهم المدمر في مدينة غزة بفعل صاروخ إسرائيلي، وفي المصري اليوم: فلسطيني أمام مسجد التوفيق وسط غزة الذي دمرته الغارات الإسرائيلية، وفي الوطن: مدرعات مصرية أمام معبر رفح ضمن خطة إحكام السيطرة على سيناء، و: المعبر أثناء استقبال المصابين من غزة للعلاج في المستشفيات المصرية.
عودة إعلانات طلب الإغاثة
لأول مرة منذ انقلاب 3 يوليو 2013، عادت إعلانات لجنة الإغاثة والطواريء باتحاد الأطباء العرب إلى جريدة “الأهرام”.. إذ أعلنت تجهيز قوافل للمساعدات الطبية، وطلب التبرعات.
كما نشرت اللجنة إعلانات بالصفحات الأولى في الأهرام، تحت عنوان: “حملة إغاثة الشعب الفلسطيني.. فلسطين لن ننساك.. لجنة الإغاثة والطوارئ تجهز قوافل المساعدات الطبية لفلسطين بقطاع غزة”