كشف ضابط رفيع المستوى في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي، اليوم الجمعة، عن تنفيذ طائرات إيرانية 53 طلعة جوية هجومية في مناطق مختلفة من البلاد خلال الشهر الجاري، تركزت غالبيتها في شمال وغرب العراق، وأسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين والمسلحين على حد سواء، وفقاً لتفويض من رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، وبعلم من الولايات المتحدة.
وقال ضابط كردي برتبة عميد ركن، في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي، لصحيفة”العربي الجديد” إنه “تم تنفيذ 53 طلعة جوية بواسطة طائرات قتالية إيرانية تدخل العراق عبر منطقة بدرة وجصان في محافظة واسط الحدودية مع العراق”. وأكد أنها “نفذت ضربات جوية ضد أهداف مدنية ومعاقل لمسلحين في مناطق غرب ووسط البلاد”.
وأوضح الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “التدخل الإيراني تم بتفويض منفرد من قبل المالكي، من دون الرجوع إلى مجلس الوزراء أو التحالف الوطني الشيعي، الذي أبدى اعتراضه على هذا التدخل، ولا سيما من كتلة الصدر، التي اعتبرته تأجيجاً للأزمة وجرّها إلى أن تكون حرباً إقليمية وليست محلية أو داخلية”.
وأشار إلى أن العراق لم يعد يمتلك اليوم سوى 42 مروحية قتالية بعد إسقاط العدد الأكبر من الطائرات المروحية من قبل الفصائل المسلحة خلال الفترة الماضية.
وكشف عن وجود تسعة من الضباط الطيارين الروس، بينهم أربعة متقاعدين، يعملون الآن في قاعدة الرشيد جنوبي بغداد على إدارة الهجمات الجوية بطائرات “سوخوي” طراز 25 و24.
ووفقاً للضابط فقد نفذوا بواسطتها أكثر من 100 طلعة جوية حتى الآن، ويتقاضون 10 آلاف دولار عن كل طلعة جوية ينفذوها، ومبلغ ألف دولار عن كل ساعة عمل على الأرض تتضمن تدريب وصيانة فضلاً عن تهيئة الذخيرة في الطائرات.
وأشار الضابط إلى أن “الأجواء العراقية باتت متقاسَمة بين الطيران الايراني والسوري والعراقي، الذي يدار من قبل الروس فيما تتواجد طائرات المراقبة الأميركية من دون طيار منذ نحو شهر للمراقبة والرصد فقط”. وأوضح “المخاوف الحالية من أن تؤدي تلك العمليات الجوية الى جعل العراق نقطة جذب للجهاديين العرب من كل الدول، وترك البلاد في حفرة دموية لا مخرج منها”.
من جهته، قال القيادي في تحالف “متحدون”، خالد الدليمي، إن نحو 80 في المئة من الطلعات الجوية التي تنفذ في المناطق الخارجة عن سيطرة المالكي يسقط جراءها مدنيون، نساءً وأطفالاً ورجالاً عزّل، يقتلون داخل منازلهم.
وأوضح الدليمي أن الغلبة على الأرض للفصائل المسلحة جعلت المالكي يلجأ إلى الهجمات الجوية.
وفيما أكد “استعانة المالكي بطائرات إيرانية وسورية ومرتزقة روس”، انتقد صمت الجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن على تصرفات رئيس الوزراء المنتهية ولايته، التي وصفها بـ”الطائشة”.
ونظم نحو 40 ناشطاً في بغداد، ليلة أمس الخميس، وقفة احتجاجية على سقوط المدنيين في الغارات الجوية وجرائم تنفذها خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) ومليشيات شيعية مدعومة من إيران بحق المدنيين.
وقال الناشط أحمد حسين، لـ”العربي الجديد” إن وقفتنا كانت غير مرخصة، لذا، قصرناها على عدد محدود من الناشطين العراقيين السنة والشيعة، ونحاول القيام بشيء وعدم التفرج على البلاد وهي تنهار”.
من جهته، ذكر زميله محمد طه، للصحيفة أن “وسائل الاعلام قاطعتنا خوفاً من الجلاد”، في إشارة إلى المالكي. وأضاف “لكن نحن نعلنها صراحةً، وقوفنا ضد المالكي و”داعش” وانحيازنا مع الشعب المسكين الذي يقتل ويذبح وهجّر على يد المالكي والجماعات الإرهابية التي تحاول تحويل البلاد إلى غابة”.