وصفت صحيفة نيويورك تايمز الموقف المصري فيما يتعلق بالمعركة التي تشنها إسرائيل في غزة بـ “الصامت”، في الوقت الذي يتزايد يتصاعد فيه أعداد الشهداء الفلسطينيين.
وقارنت بين رد فعل القاهرة الحالي، واعتيادها لعب دور الوسيط الفعال، أقربها ما فعله الرئيس المعزول محمد مرسي منذ عامين، وقتما كان في السلطة، عندما ساعد على إبرام هدنة بين حماس وتل أبيب، بعد ثمانية أيام من الصراع.
وأضافت الصحيفة: “لكن في المعركة الحالية، لم تحرك مصر أصبعا واحدا، وتركت الطرفين المتنازعين دون وساطة، في الوقت الذين يتصاعد فيه أعداد القتلى الفلسطينيين”.
ونقلت الصحيفة عن تصريحات لمسؤولين في حماس أدلوا بها الأربعاء أشاروا خلالها إلى عدم وجود أي علامة لجهود مصرية لتهدئة الأزمة، في تناقض حاد لموقفها في الصراعات السابقة تحت قيادة مرسي، وكذلك تحت قيادة الرئيس المخلوع حسني مبارك، بما فاقم من سوء الأمور على حد قول المسؤولين الفسلطينيين، الذين وجهوا اتهامًا إلى مصر باتخاذ موقف متشدد على الحدود، وحظر وصول المساعدات الإنسانية.
وأضافت نيويورك تايمز: “الموقف المصري يعكس تحولاً في سياستها الخارجية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قاد عزل مرسي، القيادي الإخواني، وحليف حماس المقرب، وقامت مصر بعدها بحظر الإخوان، واتهمت حماس بالتواطؤ مع الجماعة في شن عمليات إرهابية”.
وتابعت: ”في مواجهة عزلة متزايدة، ومع تعهد إسرائيل بمد نطاق هجومها العسكري، باتت حماس متشوقة لمحمد مرسي، المحبوس حاليا، والذي منح الحركة حليفا دوليا هاما، وكذلك منح حماس مخرجا آمنا في صراعها مع إسرائيل عام 2012”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز بحماس طلب عدم الكشف عن هويته قوله: “لا تشعر أن مصر تلعب أي دور في الحرب.. في صراعات أخرى، كان مسؤولو المخابرات المصرية يتدخلون بسرعة”.
ولفتت الصحيفة إلى نفي السلطات المصرية تجاهلها للصراع الدائر، ولفتت إلى بيان المتحدث باسم الرئيس المصري قوله إن السيسي أجرى اتصالات مكثفة مع الأطراف من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني.
ونقلت عن إيساندر العمراني، مدير برنامج شمال إفريقيا في “مجموعة الأزمات الدولية”، قوله: “كانت هناك محاولة مبدئية مصرية لتهدئة الأوضاع لكنها توقفت، وبدأ المصريون يزايدون على الوقت، ويطمحون لتنازلات مقابل لعب دور الوسيط، بما في ذلك من الولايات المتحدة التي حظرت بعض المساعدات العسكري عن مصر بعد الإطاحة بمرسي”.
ونقلت الصحيفة عن مايكا حنا، الخبير في “مؤسسة Century “ التي يقع مقرها بنيوروك قوله: “في حقبة مبارك، كانت تستخدم الدبلوماسية المصرية لإخماد النيران، مع عدم اقتراب الفلسطينيين والإسرائيليين من تسوية نهائية للصراع،”، مع وجود خصومة بين مصر وحماس، لكن الأمر اختلف بعد ثورة 2011 التي أطاحت بمبارك، حيث تزايدت المطالب بأن تعكس السياسة الخارجية المصرية تعاطفا أكبر مع الفلسطينيين، حتى إن وزير خارجية مصري آنذاك وصف حصار إسرائيل لغزة بـ “العار”.
وأضاف أنه في أعقاب هدنة حماس مع إسرائيل في نوفمبر 2012، تحدث مسؤولو الحركة الفلسطينية عن أهمية تهدئة العلاقات مع تل أبيب، للسماح للإخوان المسلمين لفرض النظام في مصر، لكنها لم تتلق إلا القليل من الغوث من الجانب المصري، فينما تحدث مرسي عن ضرورة فتح الحدود، إلا أن حكومته أ غلقت معابر التهريب، وأغرقت بعضها بمياه الصرف، وبررت الحكومة ذلك بالضروري لوقف تهريب الأسلحة، لكنها قطعت حبل نجاه لإمدادات حيوية.
وتابع حنا قائلا: “منذ عزل مرسي، عكس التعامل المصري مع غزة وحماس استحواذ المؤسسة الأمنية، عبر محاربة المتشددين في سيناء، واعتبار غزة عبئا تحاول إسرائيل نقله إلى مصر”.