دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اتصال هاتفي بينهما الثلاثاء ٨تموز الى توسيع التعاون بما يعزز “العلاقة التكاملية” بين البلدين، شاكرا اياه على موقفه الرافض لتقسيم العراق. وشكر المالكي أيضاً، بحسب البيان، السيسي على “موقف مصر الداعم للعراق في مواجهته للارهاب”، وعلى موقف الرئيس المصري “في الدفاع عن وحدة العراق والتحذير من اية محاولة ترمي الى التقسيم”.
وحسب معلومات أوردها موقع (قريش) فإن الوفد العسكري العراقي رفيع المستوى عاد من القاهرة الى بغداد ونقل الى المالكي موافقة القاهرة على بيع الحكومة العراقية أنواعا مختلفة من الذخائر والقذائف الصاروخية الصغيرة المصنعة مصريا، فضلا عن الموافقة على بيع الفائض عن حاجة مصر من السلاح الروسي القديم وخاصة الذخائر وتجهيزات عسكرية .
وجرى الاتفاق في القاهرة على البيع المباشر والتسديد الفوري بالعملة الصعبة.
وفتحت هذه الصفقة حسب مصادر عراقية الباب أمام صفقات تجارية تخص مواد زراعية وصناعات غذائية الى جانب نفط بأسعار تفضيلية وبمواعيد دفع مؤجلة . ولعل هذا ما ينطبق عليه وصف المالكي بالعلاقة التكاملية المنشودة مع القاهرة بعد يوم من خطاب السيسي الذي اعلن فيه عن خطة طواريء غير مسبوقة في الاقتصاد وزيادات في الوقود
كما لوح الوفد العراقي بقبول عودة العمالة المصرية الى العراق وفق خطة عمل جديدة حسب المصدر العراقي ذاته.
فيما توقع مراقبون أن يغضب الإنفتاح المصري بقيادة الرئيس السيسي القيادة السعودية الداعم الأكبر لمصر والتي تعيش خلافا كبيرا مع الحكم في بغداد الذي تصفه بالطائفية والمنحاز الى ايران.
لكن اكثر من مراقب سعودي قال ان الرياض لا تظهر غضبها بسرعة لكنها لا تنسى شيئاً .وقال مصدر دبلوماسي في العاصمة الفرنسية باريس ل لموقع ان دعم السيسي للمالكي هو دعم لرجل ايران في المنطقة وتساءل الدبلوماسي الغربي إن كانت القاهرة تنوي الانفتاح على ايران في مستهل حكم السيسي.
وذكر بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية ان المالكي اكد للسيسي في الاتصال الهاتفي “على ضرورة توسيع آفاق التعاون بين البلدين بما يعزز العلاقة التكاملية بينهما”، مضيفا ان “تعاوننا يجب ان يستمر ويتواصل من اجل وحدة الموقف والتنسيق بين بلدينا”.ونقل البيان عن السيسي قوله انه سيوفد وزير الخارجية المصري الى بغداد “تأكيدا على متانة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين ولبحث آفاق التعاون في كل المجالات”.
.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتبر الاحد في لقاء في القاهرة مع رؤساء تحرير صحف مصرية وكتاب ان الاستفتاء المحتمل حول استقلال اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي “كارثي”، وحذر من تقسيم العراق، بحسب ما ذكرت صحف مصرية الاثنين.
ويشهد العراق منذ نحو شهر هجوما كاسحا يشنه مسلحون متطرفون يقودهم تنظيم “الدولة الاسلامية” تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال وشرق وغرب العراق.
وفي اتصالهما الهاتفي، “طمأن” المالكي السيسي “على متانة الموقف الذي تخوضه القوات العراقية ضد الارهابيين”، موضحا ان “قواتنا الآن تواصل تقدمها لاستعادة السيطرة على المناطق التي خرجت عن سيطرتها وأنها عازمة على تحقيق ذلك بأسرع وقت”.
وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية،في مصر بأن رئيس الوزراء العراقي استعرض خلال الاتصال التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في العراق.
وقال إن الرئيس أعرب عن قلق مصر العميق إزاء تلك التطورات، على خلفية ما تنبئ به من مخاطر جسيمة تهدد وحدة واستقرار هذا البلد الشقيق، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وسلامتها الإقليمية وعدم تقسيمها على أسس طائفية، وهو ما يتطلب تكاتف كافة المكونات الوطنية العراقية والاصطفاف لحل الخلافات فيما بينها لبناء دولة قوية جامعة لكل أبنائها بعيدة عن النعرات الطائفية والمذهبية، وحتي تتسنى مواجهة قوى التطرف والإرهاب، وبما يصون مفهوم الدولة الوطنية في ظل الهجمة الشرسة التي تواجهها العديد من الدول العربية – ومن بينها العراق- للتقسيم على أسس مذهبية أو طائفية أو عرقية.
وعاود الرئيس السيسي التأكيد على احترام مصر الكامل لإرادة الشعب العراقي واختياراته وعدم التدخل في شئونه الداخلية، مع ضرورة السعي للتوصل إلى حلول سياسية تحول دون تفاقم الأزمة الراهنة، وبما يؤكد وحدة العراق الإقليمية وتعايش شعبه الشقيق في إطار دولة وطنية تتشارك فيها كافة الأطياف السياسية ويتساوى فيها أبناء الوطن بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية.
كما أكد السيسي استعداد مصر الكامل، بما لها من مكانة عربية وإسلامية؛ لبذل الجهود وتقديم كل الدعم والمساعدة الممكنة للخروج من الوضع الراهن، منوهاً إلى الاتصالات التي تجريها مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة للتعامل مع تطورات الوضع في العراق الشقيق لما لاستمرارها من تداعيات على الأمن القومي العربي، ومعرباً عن إدانتنا الشديدة لكافة أعمال العنف والإرهاب والقتل العشوائي في العراق، ورفضنا لهذه الأعمال الهمجية التي تستهدف المدنيين.