هكذا هو الخبر الحقيقي صادم ومربك لمن يعنيهم الأمر مباشرة، لكنه حقيقي مثل دمعة عين يتيم .
الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد تكفل علاج العملاق الراحل عاصي الرحباني.. هذا ما يتداوله الجميع، وهذا ما يتفوهون به على طريقة القول البديهي، لأن أحداً من آلـ الرحباني الكرام، إن من جهة منصور وأولاده، أو السيدة فيروز وولداها زياد وريما، لم يصححا هذا الاعوجاج في “الخبرية” التي يرددها الجميع منذ مطلع الثمانينات حين أصيب عاصي الرحباني بجلطة دماغية، وقيل آنذاك أن الكبير لم يكن يملك ثمن العلاج فتكفله الرئيس السوري كما تكفل غيره من نجوم لبنان الذين وقعوا تحت جلد المرض وأشباهه من حكام لبنان.
والصحيح بسيط جداً، وهو أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كان وعلى أثر تعرض عاصي الرحباني للجلطة، أرسل شيكاً بقيمة 25 ألف ليرة متكفلاً تغطية نفقة العلاج، وكان المبلغ آنذاك يساوى ما قدره مليون دولار نسبة لقوته الشرائية، لكن السيدة فيروز ردت الشيك للسيد الرئيس، وكتبت له ما معناه أن الشعب السوري أحق بهذا المال من عاصي، لأنه ليس وحده، ولأنها قادرة على تكفل علاجه بنفسها.
الأحداث حول هذه القضية طويلة ومنها كيف تمكنت الست من تأمين كل مصاريف العلاج التي فاقت عشرات ألوف الليرات في سنوات طوال من مرض عاصي بعد أن تخلى عنه الجميع وبعد أن اكتشفت أنه لا يملك قرشاً بل ديوناً.
ما أحبُ أن أضيفه هو أن الست فيروز كانت تسأل عاصي زوجها عن أسباب الديون التي تتراكم عليه، وكان هو الذي اعتدى عليها وتخلى عنها في ليلة ظلماء ودون سبب إلا “الزن في الوذن”، فلجأت تلك الليلة إلى بيت ابنها زياد في (الحمرا) ولاقت جفاءً في استقبالها من زوجته دلال ولا أحب أن أذكر كيف نامت!.
عانت فيروز ليلة ليلاء قبل أن يطلع الصباح لتبحث عن مأوى.. وبعد أن استأجرت شقة الروشة وأقامت فيها سنتين أصيب عاصي بالجلطة فأسرعت إليه وتكفلته ولم تتركه لحظة حتى يوم مماته.
هذا الخبر الحقيقة أنقله الآن رداً على ما ذكره نيشان البارحة في حلقة رغدة مؤكداً أن النظام السوري تكفل علاج معظم الفنانين اللبنانيين ومنهم عاصي الرحباني.
ما قاله نيشان كله صحيح ما عدا الشق الخاص بالعملاقة فيروز التي اضطرت أن تقيم العروض الغنائية وأن لا تهدأ ليلاً نهاراً كي تؤمن ما يجب أن يكون “مؤمناً” وهو المال الذي ضاع من عاصي خلال تغييبها عن بيتها وربما خلال وجودها، لكنها لم تكن تعرف شيئاً لأنه لم يكن مسموح لها أن تعرف.
الجرس