«الشرطة في خدمة انتهاك حقوق الإنسان وقهر الشعب» شعار وزارة الداخلية الذي لم تنجح في تغييره ثورة شعبية كبرى موجة وراء الأخرى.
من تعذيب لقبض عشوائي لتلفيق قضايا لقتل واغتصاب، تدور حكايات ضحايا «الداخلية» يوميا.
«ن.أ» الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر ضحية جديدة، تحكي تفاصيل اغتصابها في «مدرعة شرطة» بالجامعة يوم 28-12-2013.
كيف كانت الأجواء بالجامعة ذلك اليوم؟
في يوم 28 كان عندي امتحان الساعه 1 وصلت الجامعة الساعه 12 وكان الوضع فيها صعب جدا، كمية غاز كانت كبيرة وكمية الضرب في البنات كانت أكتر، أنا كنت قاعدة بعيط من المنظر.
لماذا لم تتركي الجامعة وقتها؟
كان الوقت قبل الامتحان، ملحقتش أفكر اكمل واحضر الامتحان ولا امشي لأن الوضع صعب الأحداث كانت سريعه جدا، ثم إن الجامعة كانت بتشدد على حضور الامتحانات، وكنت مطمئنة لأن مظهري مش إخواني خالص، كنت لابسة بنطلون جينز، واتقبض علي في حدود الساعة 12:30.
وما تفاصيل الاعتداء عليك؟
وأنا منهارة لقيت ظابط بيشد بنت من صدرها أنا صرخت فيه بأنه لو عايز يقبض عليها يقبض، بس ما يمسكهاش كده، وإن حرام عليه اللي بيعمله ده، الظابط قال لي «فاكرة نفسك دكر؟»، وساب البنت ومسكني أنا.
قلت له : «أنت كده راجل؟»، فقالي إنه هيثبتلي إنه راجل.
شدني على المدرعة وقطع هدومي واغتصبني، ومرر عضوه الذكري على جسمي وحطه في بقي، وسط شتيمة متواصلة.
هل تعرفين شكل الضابط؟
كان لابس ماسك على وشه بس أنا كنت بشد القناع ده من عند فتحه عينيه، وكان بيبرقلي جدا، عينيه دي أنا أقدر اطلعها من وسط ألف.
لماذا لم تتقدمي ببلاغ وقت حدوث الواقعة؟
مبلغتش أول ما خرجت لأن المحامي قال لأمي دي فضيحة وداري عليها ومش هتاخد حقها، وده بعد ما أخدت إخلاء سبيل لحضانة طفل بعد حبس 18 يوم بكفالة 500 جنيه.
وكيف تعاملت النيابة مع البلاغ؟
النيابة طلبت مننا نجيب اسم الظابط عشان تحرك البلاغ، مع إن جامعة الأزهر بنات كان فيها مدرعتان بس يعني عدد الظباط كان قليل والعسكري اللي كان سايق المدرعة اللي حصل فيها الحادث كان اسمه «الجزار».
الأهم من كل ده، الظابط ظهر في كذا فيديو وفي أكتر من حدث وأشهرهم اعتقالات يوم 30-12 عندنا في الجامعة، مش صعب يجيبوه، والأستاذ محمد سيف رئيس النيابة الكليه لما قابلته قال لي إنه هيحقق مع الظابط بنفسه.
وهل توجد إجراءات لإثبات الجريمة؟
لأني متجوزة فمدة الكشف الطبي اللي يثبت الحادثة فات وأنا في الحبس أصلا، لكن هم عايزين يداروا الجريمة وكمان يحاكموني على حاجات معملتهاش.
أنا قضيتي تحولت للجنايات، لو في إثبات واحد إني خربت أو كسرت أو حرقت أو حتى تظاهرت اشنقوني بس أنا معملتش أي حاجة من دي.
ما شعورك الآن؟
أنا مش خايفة ومش مكسوفة ومش مكسورة، أنا معملتش حاجة أخاف منها أو استخبى، ومش هسمح لحد يحاول يركبني العار أو الغلط.
بوابة يناير