أكد المعتقل المصري السابق في الامارات الدكتور أحمد جعفر أن مايجري في مصر من منع ائمة المساجد بعدم الدعاء على الظالمين فى صلاة التراويح قد سبقتها الامارات عندما طبقته على نزلاء في سجن الوثبة .
وأشار جعفر إلى أنه في شهر رمضان الماضي عندما تم ترحيلنا من السجون الفردية إلى سجن الصدر وسمح لنا بصلاة الجمعة بعد حرماننا منها لمدة تتجاوز الشهور الست ، حيث يحرم على القابعين في السجون الفردية صلاة الجمعة وفقا للأنظمة المعمول بها ..
وأضاف إلى أن التقليد المتبع في وزارة الأوقاف الإماراتية ان تكون الخطبة مكتوبة ويلزم الخطيب بقراءتها على المصلين وان يسجل الخطيب خطبته ويقوم ثاني يوم بتسليم الشريط بنفسه الى مكتب الأوقاف التابع له.
وقال جعفر تلقى الخطبة في منتصف باحة العنبر وفوق رأسه كاميرا تنقل كل شيئ ، وفي نهاية الطرقة المؤدية لباحة العنابر يقف شرطيين من شركة حماية يراقبون عن كثب ما يجري حتى تنتهي الخطبة ويعود المساجين إلى زنازينهم ويحكموا إغلاقها عليهم بعد ذلك ..
وأوضح جعفر وبعد ثلاث أسابيع انتقل السجين الهندي الذي كان يخطب الجمعة الى سجن الوثبة المتاخم لسجن الصدر .. فجاء فورمان العنبر ( أقدم سجين في العنبر ) ليخبرنا بأننا بحاجة لسجين يخطب الجمعة ولم يكن هناك سجناء عرب في عنبر رقم خمسة سوى المصريين السبعة ، حيث يودع النصف الاخرى لمجموعة المصريين الأربعة عشر عنبر رقم سبعة .. وبعد محاورات واعتذرات وتحفظ من قبل البعض وقع الاختيار على العبد الفقير الى الله لسابقة خبراتي في المحاضرات والدورات وعدم رهبة التحدث امام الجماهير رغم وجود من هو أفضل مني مكانة وحفظا وتلاوة للقران
وتابع بدأت أخطب الجمعة منذ الأسبوع الأخير من رمضان وكانت خطبة مؤثرة جداً كانت تتناول ثقافة الاعتذار وأهميتها في العلائق الاجتماعية وضرورة ان يتحلى بها المسلمون في العشر الأواخر من رمضان .. واستمر الحال حتى بعد أن تم انتقالنا الى عنبر رقم سبعة بسجن الوثبة يوم 24 أغسطس 2013 ، وفي إحدى الخطب كان موضوعها المعمم يتناول دور الامارات في العناية بالمساجد ومراكز تحفيظ القران ، وكعادة كل خطبة شمولها نص ثابت من الدعاء لا يتغير ولا يتبدل وملزم للخطيب ..
وأضاف بعد الانتهاء من نص الدعاء المكتوب في الخطبة ، أضفت من عندي هذا الدعاء بالحرف الواحد :
اللهم عليك بالظالمين ومن والاهم ، اللهم عليك بمن طغى وبغى علينا ، اللهم أهلكهم كما أهلكت عاد وثمود ، اللهم أهلكهم بددا ولا تبقي يارب منهم أحدا ، اللهم اهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا يارب من بين أيديهم سالمين غير خزايا ولا مفتونين .. اللهم لا تجل للظالمين على شعوبنا سبيلا ، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك وكررتها ثلاث وختمت الخطبة ..
وقال وكعادة المساجين الآخرين من الجنسيات غير العربية ( العجم ) في كل خطبة نجد عدم حماسهم عندما يرفعون أصواتهم بالتأمين على الدعاء .. إلا هذا الدعاء الذي قلته فارتفعت أصواتهم بحرقة وبصوت عال مرددين آمين آمين آمين ، وبعضهم أصيب بحالة تشنج من البكاء .. ورغم انني لم أسم ظالما بعينه فالله وحده يعلم السر وأخفى .. الا ان الأعاجم فهموا منطلق الدعاء ومبرراته فتلامست المشاعر وكان مشهدا رائعا معبرا عن حالة الاحتقان والافتقار الى الله ..
ورغم ان باحة خطبة الجمعة أيضاً بسجن الوثبة أمامها كاميرا تلفزيونية ، يتواجد كذلك عيون بشرية من المساجين على بعضهم البعض وفي مقدمة هؤلاء ” الفورمان ” ، قبل حلول الخطبة التالية جاء فأخبرني بقرار سلطات السجن بسبب الدعاء على الظالمين والخروج عن نص الخطبة المكتوب وتهييج المساجين .. فابتسمت للقرار وقلت الحمد لله ان جعل الله اخر دعاء لي بخطبة الجمعة كان على الظالمين ومن والاهم .
ايماسك