دواعش العرب منبع التطرف والارهاب المركب… وحوالش الفرس منبع التسامح والمشاركة والانفتاح المرتب!
معادلة لا بديل عنها لإنهاء كل التباس فكري بين الحق والباطل، والخير والشر، معتمدين بها على الشعارات الداعشية الهوجاء الفارغة من كل مضمون عملي منظم… وعلى أفعال حالشية خبيثة ممنهجة هادفة بمضونها الى تَظهير الخصم بأبشع صورة عبر إلباسه كل الاتهامات الممكنة، كأداة لإخفاء مضمون مغيب لحوالش الفرس، ووسيلة لطمس كل مجزرة ترتكب تحت غطاء العفة…..
دواعش العرب متطرفون في التفريط بحقوقهم لدرجة قبولهم بالاتهام والتخاذل والجبن والتنازلات، لدرجة القبول بقطع يديهم ومعاودة مدها عند كل مناسبة، حرصاً على درء الفتنة المذهبية، وحفاظاً على دم البشر من التسامح الحوالشي المفرط، الممانع لأي تقارب…
دواعش العرب في العراق وسوريا ولبنان، متطرفون لدرجة تحمل نظام سوري مذهبي فاشي مستبد لمدة 40 عاماً، ظلم فيها الناس وقتل وهجر وفخخ ونفى وسجن وعذب واستباح كل الكرامات، بتسامح لا يُعلا عليه الا لدى الأبالسة…
فالمدن العراقية السورية العريقة التي مُحِيت عن بكرة أبِيها تشهد على اعتدال الحوالش،تحت مسميات الدفاع عن العروبة والقومية وفلسطين، حروب مولها العرب السذج ومن ثروات شعوبهم، لبطون الحوالش المتلطية بشعار ممانعة، بوفاء كامل لمبدأ قتلهم بفلوسهم او سرقتها…
بتطرفهم للسلام دواعش العرب سمحوا لنظام فارسي وصهيوني، وتحت إسم الثورة والاسلام والمظلوميات المتشابهة، ومقاومة العدو الاسرائيلي التغلغل في عمق العالم العربي ونشر الفوضى، فقسموا المقسم وانهوا قضية العرب المركزية واستأثروا بها كمذهب وعقيدة، فأعادوا من خلالها لبنان والعراق وسوريا والبحرين واليمن والثورة الفلسطينية الى العصر الحجري، والى زمن الطائفية والمذهبية والعشائرية، أسقطوا عبرها الدول وإستبدلوها بدويلات تستقوي عليها، تحت لواء التوحد لمقاتلة العدو المفترض، لتنفيذ أجندته التقسيمة بتفاصيلها المملة…
داعشيو العرب متطرفون في مقاتلة الإرهاب لدرجة الإقتناع بإرهابهم ووجوده… وخوفاً من صبغته وصفته… فتنصلوا من كل مجموعة ترفع راية ثورة شريفة، مهما عَظًمت حقوقها وسلميتها، ونَبُلت مطالبها، وكَثُر ظُلمُها، وأبيدت معالمها وتاريخها وإرثها ومالها، وأغتُصبت نساءها… لإرضاء حوالش التسامح، رماة براميل الرحمة، وصواريخ اللُحمة، وغازاتها التي تجعل من كل حي فحمة …
حوالش الفرس يعشقون التسامح بدماء الأخرين وقضاياهم، ومعارضين لكل من يطالب بحقهم وعدالتهم… فحماية المتهمين بقتل اللبنانيين من رفيق الحريري ورفاقه مروراً بهاشم سلمان، وتهجير العلامة الامين، ومعركة صيدا، وسبعة أيار وما تبعها وسبقها من حلق للحى المشايخ وقتل البعض منهم وسجن من تبقى ، دون محاكمات ولسنوات وسنوات..
تسامحهم واضح وصريح بالإنقلاب على الدستور والقانون والميثاق والأعراف الانسانية وبحنان قاتل تعطيلي ممنهج… تحت شعار الدفاع عن الوطن والدولة والاطفال من الارهاب الداعشي… تسامح بقتل الابرياء، وتدمير بيوتهم وتهجيرهم، وحكمهم… تسامح للتسامح بالحقوق المدنية والانسانية والحريات والديمقراطية والدولة وسلطتها والقوى الامنية وهيبتها ومؤسساتها.. تحت غطاء حماية الاقليات والحفاظ على حقوقها بقتل الاكثرية وشرذمتها…
حوالش الفرس يحبون المشاركة في الحكم بإنفتاح لدرجة الانصهار بالشعوب وشعاراتها، ودولهم لإنهائها… مشاركتهم تبدأ بأحتلال الشعارات ثم الفكر والقضايا… لينتهوا باحتلال الارض والثروات والثقافة… فها هي عربستان ومساجدها مجروفة أمامنا ، والجزر العربية المحتلة بمن فيها، والعراق وثرواته المستباحة، وسوريا واطفالها ولاجئيها، ولبنان ومؤسساته وفراغها، واليمن وحوثييها، وفلسطين ومناضليها وانقساماتها… مشاركة بإتجاه واحد دون السماح لأدنى عتاب او أنين مظلوم أو صوت رافض معارض..
حوالش الفرس لديهم القدرة على تقييم الحق من الباطل وتصنيف كل مظلوم ارهابي داعشي، والذهاب الى محاربة الشعوب المنتفضة لحريتها أينما وجدت، ومنعها من الخلاص من سجنها المؤيد بقتلها لإراحتها…
حوالش الفرس منزلون معصومون عن الخطأ والخطيئة… قادرون على استبيان الخيط الابيض من الخيط الاصفر، الوطني من العميل، المأجور من الحليف، بمعايير الهية مُنزلة، أساسها الخضوع لسيطرة الأم الفارسية أو عدمه، تحت شعار المؤامرة والخيانة والتطرف والارهاب والتكفير…
حوالش الفرس منفتحون على كل حوار… مع الشيطان الاكبر والاصغر وعائلته بأكملها… حوار قائم بين الملائكة لإحتلال العراق والتعاون على إنهاء كل ربيع عربي سوري او عراقي… توافق كامل على قتل الناس بالزمان والمكان والأدوات وإنسانيتها… وقدرة على كل تعاون، مهما علا الشعار ورخص ثمنه… المهم ان يكون معاد لكل شعب عربي وينتهي بالوصول على دبابة لحكمه…
حوالش الفرس لا حياء لديهم في إنتاج فتاوى مذهبية، بحجة الحفاظ والدفاع عن القبور والمراقد للاموات بأنتاج أموات جدد، وبتدمير البلاد والعباد… تحت شعار المشاركة بالثأر لمظلوميات مختلقة، اكل الدهر عليها وشرب نخبها… لتبرير قتل الجميع امام الشيطان الاكبر والاصغر… كله ممكن وكله مستباح والهدف يبرر الوسيلة لتمرير كامل مصالح الامبراطورية الفارسية…
ولا عتب اليوم ان جمع الظلم والاستبداد الحوالشي بين الدواعش المختلفة ووحدهم ضد الشعبويين المتلطيين بالمذهبية الكريهة… ولا إشكال إن إرتفعت الاصوات المنفعلة لرفض الظلم المستمر، ولا عجب اذا اقتنع الكل بالتهديد الجماعي القائم حتى ولو رفضت الانظمة وإستمرت بخوفها … فالاتهامات بالدواعشية والتطرف والارهاب اصبحت حاضرة وجاهزة مهما أظهروا من حسن للنوايا… القتل والتنكيل واضح ومستمر والصراع بات وجودي بإمتياز…
للأسف اصبح حوالش الفرس عبء على صدر الامة ومستقبلها، وأداة لخنقها وتفقيرها وتجهيلها دون دفع اي نقطة دم واحدة… بأعتمادهم على خونة الأوطان لما يقدمونه من دم رخيص فداءً لحذاء أسيادها… وها هي الحرب الشيعية السنية أمامنا…. أطلقها الفرس بإرادة أميركية صهيونية وبأيادي المأجورين العرب، ولن يستطيع أحد إيقافها للخمسين سنة مقبلة مهما أعطوها من أعذار واهية… ولن تنتهي الا بأيقاف الظلم والقتل للأبرياء وإنهاء حالة سفك الدم المستباح من حوالش السلام المباركة من الشياطين كلها… وسيدفع الجميع ثمنها بالسيف المقدس، المظلوم المنتصر على دم كل الابرياء…
د.فوزي فري