الاناضول – حتى قبل ساعات لم يكن خالد الهيل معروفا في قطر، إلا في نطاق محيطه الاجتماعي، ولكن بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر نقابة الصحفيين المصريين بوسط القاهرة، مساء أمس السبت، وأعلن فيه تدشين ما وصف بـ”أول حركة قطرية معارضة” تحت مسمى: “الحركة الشبابية لإنقاذ قطر”، بدأ الكثير من القطريين أنفسهم يتساءلون عن هويته.
وحتى كتابة هذا السطور لا يوجد الكثير المتاح عنه، سوى بعض المعلومات تداولها بعض من يعرفه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، واطلعت عليها وكالة الأناضول.
وبحسب ما تم نشره، فإن خالد الهيل كان يعمل في إحدى الشركات وتم فصله، لـ”عدم أمانته”، وأكدت الإعلامية القطرية إلهام بدر، في حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماع تويتر، أنه “نصاب هارب من العدالة”، و “ومزور ومحكوم قضائياً”.
بدوره أكد المحامي عبدالله طاهر في حسابه على تويتر أن خالد “هارب من تنفيذ حكم” لم يوضح ما هو، قائلا: “لقاء معك.. قريبا في الدوحة وأنت تنفذ الحكم اللي عليك يا خالد الهيل”.
ونشرت إلهام بدر بيانا قالت إنه وصلها من بعض أقارب الوليد الهيل، والد خالد، أعلن فيه “تبرؤه من ابنه”.
وقال الوليد، في البيان المنسوب له، “كان لدي ابن يدعى خالد وهذا المعتوه -بحسب تعبير البيان- للأسف كان يحمل اسمي، وانا أتبرأ منه أنا وعائلتي الكريمة من هذا المدعو “الرخيص” الذي تطاول على الوطن ورموزه”.
وبين أنه “لا يمثل إلا نفسة الدنيئة ويمثل سحرة فرعون في مصر” ، على حد تعبير البيان.
ولم ينشر أي من أعضاء “الحركة الشبابية لإنقاذ قطر”، الذي قال خالد في مؤتمر أمس، إن عددهم يصل إلي حوالي 32 ألف معارض داخل قطر، معلومات على تويتر تؤكد أو تنفي ما نشر عنه، أو معلومات عن سيرة رئيس حركتهم.
“نواف تلفت”، أحد المغردين، استغرب مما فعل الهيل، لافتا إلى المميزات التي يتمتع بها المواطن القطري، وقال إن من بينها أن “الماء والكهرباء بالمجان، التليفون الأرضي بالمجان، قسائم تعليمية لكل ابن بقيمة 28 ألف ريال، العلاج والتأمين الصحي مجانا، توافر الوظائف لجميع القطريين”.
وخلال المؤتمر، الذي أقيم بالقاهرة، قال خالد الهيل، رئيس الحركة، إن السلطات القطرية ألقت القبض على عدد كبير من أعضاء الحركة في مطار الدوحة، قبل مغادرة البلاد للمشاركة في المؤتمر الأول لها.
وحول طبيعة الحركة التي تعد الأولى من نوعها قطريا، والتي لم يفصح عنها إعلاميا من قبل، أضاف: “نحن حركة شعبية إصلاحية ونسعى لخلق نوع من الإصلاح، عن طريق الضغط الشعبي على النظام الحاكم في قطر، ولن يقف جهدنا على عقد المؤتمرات الصحفية”.
ولفت إلى أن عدد أفراد الحركة يصل إلى حوالي 32 ألف معارض داخل قطر يحتاجون إلي التنسيق والترتيب وإدماجهم داخل كيان واضح للمعارضة القطرية، غير أنه حضر مؤتمر القاهرة من دون مشاركة أي قطري آخر.
وأشار مؤسس أول كيان للمعارضة القطرية إلى أن لديهم ما يقرب من 9 آلاف وثيقة تثبت تجاوزات الأسرة الحاكمة في قطر والاستيلاء على المال العام، دون أن يتسنى التأكد من صحة الأرقام التي ذكرها أو مضمونها.
وأكد أنهم حركة إصلاحية تريد التغيير بالطرق الديمقراطية مع عدم استبعاد طرق أخرى -لم يسمها- إذا فشلت الأساليب الديمقراطية والإصلاحية.
وتمنى الهيل أن تتوقف قطر عن دعم الإخوان المسلمين في مصر، وأن تغير قناة الجزيرة من سياستها تجاه الجماعة وتتوقف عن دعمها لهم، معتبرا أن قناة الجزيرة القطرية هي لسان حال وزارة الخارجية القطرية، وتعكس سياسة الدوحة تجاه القضايا الخارجية.
ويثير الإعلان عن الحركة القطرية المعارضة الجديدة عدة تساؤلات لدى مراقبين للشأن القطري، خاصة أنه لم يعلن عنها من قبل ولا تتوفر معلومات عن حقيقتها، فضلا عن مغزى اختيار القاهرة لإطلاقها، بجانب أنها تظهر في وقت لا تشهد فيه قطر تظاهرة واحدة تعكس هذا الغضب التي تحدث عنه رئيس الحركة من سياسة العائلة الحاكمة في قطر.
وكانت علاقات قوية ربطت مصر وقطر خلال فترة رئاسة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي التي استمرت قرابة العام، لكن العلاقات توترت بعد عزله في الـ 3 من يوليو/ تموز 2013.