كشفت مصادر إماراتية مطلعة أن أبو ظبي تعاقدت مؤخرا مع مجندين جدد من القوات المسلحة الكولومبية، للعمل كمرتزقة على أراضيها، بعد أن استعانت سابقا بأكثر من 1500 جندي كولومبي.
وقال مسؤول إماراتي مطلع إن التعاقد الجديد جرى من خلال شركة الأمن الخاصة المعروفة باسم بلاك ووتر، المثيرة للجدل، إثر إدانتها بجرائم قتل واغتصاب في عديد بلدان العالم التي عملت بها.
وأضاف أن هؤلاء المرتزقة سيحصلون على أجور أعلى من تلك التي كانوا يتقاضونها في بلدهم.
وذّكر بأن الإمارات جندت في وقت سابق أكثر من 1500 جندي كولومبي، وأنها تسعى حاليا إلى مضاعفة العدد.
وقال مصدر آخر إن أبو ظبي تدفع للمجند الواحد بين 2800 و18000 دولار، اعتمادا إلى التصنيف والرتب.
ولا يتعدى راتب المجند في كولومبيا 530 دولار في المتوسط، وفق عديد محركات البحث على الانترنت ومنها جوجل.
وقال مصدر أمني إماراتي إن مهمة المرتزقة تتمثل في صد الهجمات الإرهابية المفترضة، والسيطرة على الانتفاضات المدنية المطالبة بالديمقراطية والحريات.
وأضاف أن الإمارات استأجرت في الماضي عسكريين من باكستان والنيبال، لكنها لجأت خلال السنوات الأخيرة إلى الاستئجار من كولومبيا، وبنما، وكوريا الجنوبية، من دون ذكر الأسباب.
ويقول نشطاء من الإمارات إن بلدهم تتبع سياسة عدم توظيف المسلمين، الذين قد يرفضون قتل إخوانهم في الدين حال تلقوا الأمر بذلك، بما في ذلك المتظاهرين السلميين.
وقالت الحكومة الكولومبية قبل أيام إنها تشعر بالقلق إزاء نزوح جماعي لجنود بلادها للعمل كمرتزقة في الإمارات، وطلبت التوصل إلى اتفاق يوقف فقدان رجالها.
وأبدت بوغوتا خشيتها من استمرار رحيل جنودها الأعلى تدريباً إلى الإمارات.
وفي هذا السياق، قال نائب وزير الدفاع الكولومبي خورخي “نحن قلقون من استمرار تدفق جنودنا الجيدين والتخلي عن قواتنا ؛ إن هؤلاء يجذبهم ارتفاع الأجور التي تدفعها الإمارات”.
وقالت صحيفة التايم إن مسؤولين من الحكومة الكولومبية زاروا الإمارات في ابريل /نيسان الماضي وطرحوا فكرة اتفاق لتنظيم تدفق المرتزقة، لكن لم تُشر أياً من الحكومتين إلى التقدم بشأنها، مؤكدة أن الحكومة الكولومبية اعترفت بتجنيد الإمارات 1500 جندي من أكفئ جنودها.
وانتقلت التصريحات إلى أعلى من الحكومة بتصريح الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الذي قال “إننا على استعداد لمساعدتهم (الإماراتيين) ، ولكن عليهم أن لا يأخذوا جنودنا بعيداً عنا”.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإماراتية رفضت التعليق على تجنيد الجنود الكولومبيين، وأنها تستثمر بكثافة في الأجهزة العسكرية، بسبب اضطرابات الشرق الأوسط، ومخاوف من اندلاع الربيع العربي على أراضيها.