تحدث تقرير نشر في لندن عن عمليات نهب واسعة في مدينة كركوك بعد أن تركها الجيش العراقي يوم العاشر من حزيران (يوليو) وحلت محله قوات البيشمركة الكردية. وقال تقرير نشر في لندن إن قوات البيشمركة الكردية سرقت كل الأسلحة التي تركتها قوات الفرقة 12 العراقية، وأشار تقرير لصحيفة (التايمز) اللندنية إلى أنه حتى “مركبات الهامفي تتحول الى سيارات أجرة تستخدم من جانب السكان لتحقيق أرباح كبيرة”.
ولكن قوات البيشمركة تنفي مثل هذه التقارير، حيث نقلت الصحيفة عن كروخ رمضان، وهو احد جنود البيشمركة، قوله إنه “كان هناك الفا شخص أو ثلاثة آلاف، يقومون بأعمال النهب عند وصولنا. وحاول الجيش احراق كل الاسلحة قبل مغادرته، ولكن كل بنادق القناصة ومركبات الهامفي والكلاشنيكوف يتم الاتجار بها في السوق السوداء في كركوك الان”.
كما نقلت عن إسماعيل دوماد، وهو جندي كردي من سكان كركوك، يتباهي بالكلاشنيكوف الذي اشتراه بـ 600 دولار حديثاً، يوضح مدى انتشار المعدات العسكرية المسروقة في كركوك. وقال دوماد للصحيفة “سرقوا الكثير من مركبات الهامفي ويستخدمها بعض سكان كركوك كسيارات أجرة”.
الكرد يتبرأون
وكان سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني عادل مراد، أعلن في وقت سابق براءة المجلس من عمليات السرقة التي شهدتها المواقع العسكرية التابعة للفرقة الـ12 عقب انسحابها من مقراتها جنوب وغربي كركوك، متهمًا من أسماهم “أعداء الكرد والعراق” بالقيام بالسرقة وليس الشعب الكردي.
وقال مراد في بيان، إننا “نعلن براءتنا من عمليات السرقة التي استهدفت المواقع العسكرية بكركوك والعرب والتركمان يعرفون من نهب كركوك”، مؤكدًا أنه “الأجدر الحفاظ على الأسلحة والمعدات التابعة للفرقة 12 تحت حماية قوات البيشمركة”.
وأضاف مراد أن “الشعب الكردي لم يسرق الأسلحة والأثاث بل من قام بها هم أعداء الكرد والعراق”، واصفًا ما حدث بـ”المأساوي والمؤسف فالاتحاد الوطني غير مسؤول عمّا جرى في كركوك”.
تقرير الدستور
ومن جهتها، كانت صحيفة (الدستور) العراقية تحدثت في تقرير لها عن اضطلاع قوات البيشمركة الكردية بجزء من عمليات النهب للمقرات العسكرية. وقالت الصحيفة إن الانسحاب المفاجىء لقوات الفرقة ألـ 12 من نينوى دفع بالبيشمركة لاجتياح مدينة كركوك، التي يسكنها خليط من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والصابئة بحجة تأمينها.
ونقل تقرير للصحيفة عن عبد الرحمن خليفة (43 عامًا)، قوله إن بعض الفقراء وضعاف النفوس سارعوا إلى مقرّات الجيش بعد خروج الجنود منه وسرقوا ما يوجد داخل تلك المقرات من أثاث وأدوات كهربائية .
ومن جهته، قال نجاة حسين، عضو مجلس محافظة كركوك، إن مثل أعمال النهب والسلب هذه غالباً ما تترافق مع مثل هذه الأوضاع .
البيشمركة تسيطر
ويقول حسين مع انسحاب الجيش العراقي وترك مواقعه، قام بعض الأشخاص من ذوي النفوس الضعيفة باستغلال الفراغ ، لكنه استدرك قائلاً إن قوات البيشمركة استطاعت السيطرة على الأمور ومنع العبث بالمال العام وسرقته ونهبه .
ويؤكد حسين أن إدارة كركوك ستحاسب بأقصى العقوبات كل من يسرق أموال الدولة أو من تسول له نفسه تخريب أمن كركوك لمصالح شخصية أو فئوية ضيقة. ومن جانبه، يدافع حميد عبد الله (39 عاماً)، حسب الصحيفة، عن أحداث النهب بقوله إن الحكومة العراقية هي التي تدفع باتجاه سلب المواطنين لأموال الدولة لأنها حرمت الشعب من كل شيء .
ويلفت عبد الله، الذي كان شاهدًا على أعمال النهب، إلى أن الحكومة توجهت إلى بناء مؤسسة عسكرية ضخمة بلا فائدة .
ويرى عبدالله أن هذه المؤسسة (الجيش) التي أثبتت فشلها، أكلت من قوت المواطن الذي لا حول له ولا قوة .ويقول محمود رحيم الذي سرق ثلاجة لا أستطيع شراء ثلاجة وقد أخذتها من مقرّ الفرقة، ويضيف رحيم: “هذا حقي الذي حرمتني الحكومة منه”.