من الواضح أن غزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس برسالته التي ارسلها امس لنظيره السوري لم يرُق للقطريين، ما تطلب من الأخيرين معاتبة عباس “بغضب”، حسب معلومات نشرتها صحيفة”رأي اليوم”.
مشهد حلفاء السلطة الجدد الذي يحاول الرئيس الفلسطيني خلقه، بدا مختلفا عما كان مخطط له، خصوصا إذا لم ننس أن عباس بدأ بخلافات مع قطر خصوصا على ملف المنحة المالية، يقابله اندماج بالمحور المقابل بالضرورة.
المعلومات المؤكدة تؤكد قطعيا أن الرئيس السوري اشترط عليه اعلان موقف واضح من الازمة السورية، ليسمح للجنة شكلها الأخير بإجراء “حصر للملكيات” التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ولحركة فتح بوجه خاص في سوريا.
ولكن مصادر مقربة من الرئيس عباس اكدت للصحيفة ان هذه الرسالة جاءت طبيعية تماما، فالعلاقات بين سورية والسلطة قوية، ووفود حركة “فتح” الى سورية لم تتوقف.
وتحرص القيادة السورية على اقامة علاقات وثيقة مع الرئيس عباس في ظل تدهور علاقاتها حركة “حماس″ بسبب تأييد الاخيرة للمعارضة المسلحة التي تريد اطاحة النظام في دمشق.
بالمقابل، لم يكن الرئيس الفلسطيني تحت الضغط “تماما” ليقوم بالخطوة المذكورة، في ضوء المعطيات الجديدة والتي تتضمن تقاربا يحاول أن يصنعه الأخير مع الرئاسة المصرية الجديدة، الأمر الذي لن يحصل بكل تأكيد عن طريق حلف مع الامارات العربية المتحدة في ضوء وجود خصمه محمد دحلان تحت عبائتها.
ما احتوته رسالة عباس من “نعومة” في الخطاب الى الرئيس السوري، الذي اعده عباس سيسهم في الحفاظ على وحدة سوريا، وأكدت مصادر لـ”رأي اليوم” أنه طهي بدعم وإسناد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي والذي هو اليوم مبعوث عباس لسوريا.
الرسالة برمتها، جعلت الأسد يفكر مليا بالسماح للجنة بممارسة مهامها ما يجعل الايام القليلة المقبلة حاملة حتمية لخبر عن وصول اللجنة لدمشق.
وكانت وكالة الانباء السورية “سانا” نشرت أن الأسد تلقى رسالة خطيّة من الرئيس الفلسطيني، هنّأه فيها بفوزه في انتخابات الرئاسة، التي أجريت مطلع الشهر الحالي، باسم الشعب الفلسطيني، وباسمه.
وحسب الوكالة فإن عباس تحدث في رسالته على الثقة “الغالية”، التي منحها الشعب السوري الشقيق للرئيس الأسد، بانتخابه رئيساً للجمهورية العربية السورية.
واعتبر عباس، وفقاً للوكالة أيضا ، أن «انتخاب الرئيس الأسد يجسّد الحفاظ على وحدة سوريا، وسيادتها، وسيسهم في خروجها من أزمتها الحالية في مواجهة الإرهاب، متمنياً لسوريا كل التقدم، والاستقرار».
وكان الأسد قد فاز بولاية جديدة بعد حصوله على نحو 89% من الأصوات في انتخابات الرئاسة التعددية، التي أجريت في مناطق خاضعة لسيطرته، وسط رفض، ومقاطعة المعارضة السورية لها، فيما اعتبرتها دول غربية مسرحية هزلية، بينما رأت الأمم المتحدة أنها لا تساعد على التوصل إلى حل سلمي في سوريا.
من جهته، وصف القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، يحيى رباح، الرسالة بأنها أمر طبيعي، وتأتي في سياق البروتوكولية في العلاقات الرسمية، خاصة أن الرئيس الفلسطيني يتعامل مع الرئيس السوري بصفته رئيساً لسوريا، ومنتخباً من قِبل الشعب السوري، ولا يستغرب وجود رسالة كهذه.
ورداً على سؤال أنه من المستغرب أن تواصل السلطة الفلسطينية العلاقات العادية في ظل المواقف العربية المتشددة تجاه نظام الأسد، صرح رباح لوسائل اعلام بأن السلطة الفلسطينية تتعامل مع النظام القائم في دمشق بما يضمن سلامة الفلسطينيين المقيمين في سوريا، خاصة في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة هناك.
وأكد رباح أن حركة فتح، التي ينتمي لها الرئيس عباس ليست لها علاقة بمَنْ يحكم سوريا، وقال: «إن هذا الأمر شأن داخلي سوري ليست لنا علاقة به، وهذه الرسالة لها الصفة البروتوكولية لغرض الحفاظ على أمن الفلسطينيين».