مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، لليوم الثاني عشر على التوالي، تتزايد المطالب الوطنيّة والشعبيّة الفلسطينيّة بوقف التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال الإسرائيليّ.
وقال المحلل السياسيّ الإسرائيليّ المخضرم في حديث للإذاعة العبريّة باللغة الرسميّة (ريشيت بيت)، اليوم الثلاثاء، حنان كريستال: لو قدّم عباس رؤوس قادة حماس على طبق من ذهب، فلن يتوقف الاستيطان ولن تُقام الدولة الفلسطينيّة، على حدّ تعبيره.
على صلة بما سلف، وصف رئيس الدولة العبريّة، شمعون بيرس، رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس بأنه قائد عظيم، وأنّه أفضل شريك للسلام كان وما زال لإسرائيل، وأضاف قائلاً إنّ الرئيس عبّاس يُجازف ويُخاطر بحياته بسبب اتخاذه موقف مبدئي ضدّ الإرهاب، وإعلانه الصريح أنّه ضدّ عملية الخطف، على حدّ تعبيره.
وزاد بيرس قائلاً إنّ الرئيس الفلسطينيّ يُعّد صاحب كلمة، حيث انتقد عملية خطف المستوطنين الثلاثة بشكل واضح وجريء، ووصف خاطفي الإسرائيليين الثلاثة بأنّهم قتلة لا يحترمون الناس ولا القانون ويجب محاسبتهم، على حدّ قوله. من ناحيتها، قالت رئيسة حزب (ميرتس)، الذي يُعتبر حزبًا يساريًا إسرائيليًا، النائبة زهافا غالؤون، قالت إنّها تؤيد ما قاله رئيس الدولة شمعون بيرس عن رئيس السلطة عبّاس، مؤكدةً على أنّه أحسن شريك لدولة إسرائيل. وأضافت أنّ الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة تقوم بمساعدة الجيش الإسرائيليّ في عمليات البحث عن المفقودين الثلاثة، معتبرةً أنّه من الصعوبة بمكان مطالبة عباس بوقف التحريض في الوقت الذي لم يكن هناك أيّ أفق سياسيّ، على حدّ قولها. وقالت الكاتبة الإسرائيليّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، رافيت هيخت، إنّه لا يوجد زعيم مسلم أوْ مسيحيّ أوْ يهوديّ قادرٌ على احتمال هذه المهانة المتواصلة كمحمود عباس، وأنّه يُبقي يده ممدودة ومعلقة دائما طلبًا للسلام.
وأضافت أنّ أجهزة الأمن الإسرائيليّة تعرف أنّ التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينيّة مهم لأمن إسرائيل وأنّ التنسيق الأمنيّ ما زال قائمًا حتى هذه اللحظة.
جدير بالذكر، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وعد بتقديم أدلّة وصفها بأنّها لا لبس فيها، مشدّدًا على أنّ الأدلة ستكون مكشوفة أمام العالم خلال الفترة القريبة، وهي أدلّة تُدين حماس بعملية الاختطاف، ورأى أنّ ما سيُقدّمه من أدلّة ستكون بمثابة اختبار لمحمود عبّاس بشأن استعداده لتفكيك الشراكة مع حماس.
ويكشف موقف نتنياهو أنّه يريد وضع قيادة السلطة أمام خيارين: إمّا تبني الموقف الذي يحقق الهدف السياسيّ للحملة العسكريّة في الضفة المحتلّة، والمتمثل في فك المصالحة بين فتح وحماس وهو مطلوب بذاته، إسرائيليًا، وبات أكثر إلحاحًا بصفته بديلاً عن الفشل المدوي لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بعد عجزها عن إيجاد المستوطنين.
الخيار الثاني رفض الأدلة الإسرائيليّة، وهو ما سيسمح لنتنياهو باتخاذ هذا الموقف مبررًا إضافيًّا لاتهام السلطة بالتعاطف وتأييد الذين نفذوا عملية الأسر. في هذا السياق، سيضم نتنياهو الموقف المتوقّع إلى سلسلة الاتهامات الموجهة ضدّ رام الله، ويتذرع بها لتقديم القيادة الفلسطينيّة على أنّها غير مؤهلة لتنازلات إضافية تتصل بالقضايا العالقة والوصول إلى اتفاق نهائيّ.
زهير أندراوس