لا يشكُ متابعٌ للإعلامِ العالمي عامةً والإعلامِ الغربي منه خاصةً في أنَّه إنما يعملُ لصالحِ المشروعِ الصهيوني، ويُرَوّجُ له عالميًا، ويستطيعُ المتابعُ أيضًا أنْ يلاحظَ أنَّ هذا الإعلامَ نفسَه يعملُ باستمرارٍ وبنسقٍ عجيبٍ على تلميعِ أشخاصٍ بأعينهم حين يكونُ المشروعُ الصهيوني بحاجةٍ إليهم ثم يتم إسقاطهم وبمنتهى السهولةِ واليسرِ والسلاسةِ حين تنتهي الحاجةُ إليهم أو ينتهي دورهم.
ويقومُ ذلك الإعلامُ أيضًا بإنشاءِ هيئاتٍ وجمعياتٍ وجماعاتٍ ويُلَمِعُها تلميعًا كبيرًا ويُحِيطُها بهالاتٍ كبيرةٍ من الإجلالِ أو الغموضِ أو الوحشيةِ إلى غير ذلك على حسب المهمةِ الموكلةِ إلى كُلِّ مجموعةٍ أو جمعيةٍ أو جماعةٍ، فإذا انتهى دورُ هذه المجموعات اختفى ذكرُها تمامًا من الإعلامِ ومن الوجودِ وصارتْ أثرًا بعد عينٍ بلْ وكأنها لم تكنْ أصلًا.
فإذا صُنِعَتْ الخرافةُ ونُسِجّتْ حولها الهالةُ كان من السهلِ جدًا أنْ يُنْسَبُ إليها أيُّ جرمٍ يريدُ النظامُ الصهيوني تنفيذه، من غيرِ إنكارٍ أو حتى تفكيرٍ، فقد هُيئتْ الذهنيةُ العالميةُ لتقبلِ أيَّ شيءٍ يُنْسَبُ إلى مَنْ يريدُ الصهاينةُ أو – حكومةُ العالمِ الخفيةِ – نسبتَه إليهم.
و اعْتَبِرْ بأكبرِ تنظيمٍ إرهابيٍ عالميٍ في العصرِ الحديثِ، والذي نُسِبَتْ إليه خيالاتٌ وأوهامٌ، وهو لا يعدو أنْ يكونَ “ظاهرةً إعلاميةً” صنعها الإعلامُ الغربيُ و”نفخ” فيها حتى انتفختْ فصدقتْ هي في نفسِها ما ينسبُ إليها قبل أن يصدقها الناس !
و اعْتَبِرْ أيضًا بحالِ أحداثِ الحادي عشر من سبتمبر والتي أجمعت الدراساتُ الحديثةُ أنها لا يمكنُ عقلًا ولا واقعًا أنْ يكونَ منفذُها هو منْ نُسبتْ إليه أو نسبته هي إلى نفسها، وأنْ الحقيقةَ أنَّ مَنْ خَطَطَّ ونَفَّذَ غيرُ مَنْ وَضَعَ توقيعَه على الأوراقِ كي ينسبَ إليه ما لمْ يفعلُه ولا هو في مقدورِه ولا فَكَّرَ فيه ولا يقوى على التفكيرِ فيه ولا يستطيع الارتقاءَ إلى هذا المستوى من دهاءِ ومكرِ أجهزةِ تَحَصَّلَتْ على خبرةِ مئاتِ السنين.
و مِنْ هذا السبيلِ أيضًا ما يعرفُ الآن على الساحةِ الإعلاميةِ غربيًا ويتابعه على ذلك إعلاميون وصحفٌ عربيةٌ بـــ “دولة الإسلام في العراق والشام: داعش”، والذي يثبتُ الواقعُ أنَّه ليس لهذا التنظيم أي وجودٍ يذكرُ على الأرض كما سنبينه وأنَّه ليس إلا ساترًا يَتِمُّ من ورائه ارتكابُ أبشعِ الجرائمِ في حَقِّ العراقيين والسوريين على أيدي الصهاينةِ الذين نُزِعَتْ من قلوبِهم الرحمةُ، ثم يُنْسَبُ ذلك كلُه فيما بعد إلى هذه التنظيمات التي تزعمُ أنَّها تعملُ باسم الإسلامِ، ليتحملَ الإسلامُ ذاتُه فاتورةَ أعمالِ اليهودِ.
والدليلُ على ذلك أنَّ “داعشَ” هي كلمةٌ مكونةٌ من اختصارِ الحروفِ الأُوَلِ من جملة: “دولة الإسلام في العراق والشام”، وهو ما يعني أنه حاصل اندماجٍ لتنظيمين منبثقين بطريقة أو بأخرى عن التنظيمِ الأمِّ:”تنظيم القاعدة”، وهذان التنظيمانِ أحدُهما يسمى: “دولة الإسلام في العراق” وقد أُسِسَّ في العراقِ على يّدِّ شخصٍ يُدعى:أبو بكرٍ البغداديُ، والثاني: هو تنظيمٌ تَكَوَّنَ تحتَ أعينِ وعلى حَجِرِ أجهزةِ الاستخبارات الغربية والشرقيةِ في سوريا وذلك في أعقابِ اشتعالِ المؤامرة على سوريا بإذكاءِ نارِ الحربِ الأهليةِ فيها والتي ما زالتْ تدور سوريا الحبيبةُ في رحاها إلى الآن، ويعرفُ هذا التنظيمُ بــ “جبهة النصرة لأهلِ الشامِ” والذي هو حريٌ بأنْ يُسَمى “جبهةَ الخرابِ للشام” أو “جبهةَ النصرةِ لليهودِ والأمريكان”.
فأمَّا الأولُ منهما وهو: “دولةُ الإسلامِ في العراقِ” والذي يُعْرَفُ زعيمه بأمير الدولة الإسلامية في العراق:أبو بكرٍ البغدادي والذي يُشْتَهَرُ بــ “أبي دعاء”، واسمه:”إبراهيم عوَّاد البدري السامرائي” وهو يُعَدُّ حاليًا المطلوبُ الأولُ على مستوى العالم أمريكيًا، وهو في العقدِ الرابعِ مِنْ عمرِه.
و يَذْكُرُ بعضُ العراقيين – على حَسبِ بعضِ التقاريرِ الصحفية الغربية- أنَّهُم كانوا يعرفونه منذُ كان مجردَ فَلَّاحٍ بسيطٍ حتى تم اعتقاُله مِنْ قِبَلِ قواتِ الاحتلالِ الأمريكي في العراقِ، ليتحولَ في داخلِ معتقله في معسكرِ “بوكا” والذي يضم متطرفين، إلى شخصِ من أخطرِ الإرهابيين على مستوى العالم كلِه.
حتى العام 2006 م لم يكن ” أبو بكرٍ البغداديُ” يعرفُ إلا بكونه شخصًا بارزًا في تنظيم “قاعدة الجهاد في العراق”، وكانتْ مَهَمَتَهُ تسهيل انضمامِ المتطرفين إلى التنظيمِ منْ سوريا والمملكةِ العربيةِ السعوديةِ.
كما أنشأَ “البغداديُ” أيضًا كيانًا أطلقَ عليه اسمَ “المحكمةِ الإسلاميةِ” وكان يشرفُ بنفسه على عمليةِ اختطافِ أفرادٍ ومجموعاتٍ من المخالفين له ولتنظيمه في الأفكارِ والمعتقداتِ، ومِنْ ثَمَّ يَعْرِضِهُمْ على المحكمةِ التي يسميها “المحكمةَ الشرعيةَ” والتي تُصْدِرُ بدورِها أحكامًا بالإعدامِ لينفذها هو أيضًا علنيًا،لِيَبثَّ الرعبَ والإرهابَ في نفوسِ وقلوبِ مخالفيه، وظَلَّ “البغداديُ” يرتقي داخل التنظيمِ حتى صار في العام 2010 م زعيمًا لتنظيم القاعدة في العراق.
إلا أنَهُ فجأةً وبحجةِ التشديدِ الأمني قامَ بتجميدِ أنشطةِ التنظيمِ بمجردِ توليه زعامته منذ العام 2010 م وظلَّ على حالةِ الكمونِ تلك حتى اشتعلتْ جذوةُ الحربِ الأهليةِ في سوريا في العام 2013 م، ليعود مرةً أخرى ويجدِّدَ نشاطَه، وكأنما قدْ ذهبتْ التشديداتُ الأمنيةُ فجأةً – ولكنَّ الحقيقةَ أنه قد جاءته أوامرُ البدءِ مرةً أخرى بتفعيلِ نشاطِه ونشاطِ تنظيمِه لينفِّذَ مهمتَه -، ليعمل مباشرةً على توسيعِ مجالِ عمله ليمتدَ منَ العمقِ العراقي إلى داخلِ العمقِ السوري، ويعمل على استقطابِ آلاف الأعضاءِ الجددِ والقيام بالمزيد من العملياتِ الإرهابيةِ والتفجيراتِ الداميةِ في العاصمةِ العراقيةِ بغدادَ وغيرها، بالإضافةِ إلى محاولةِ العملِ داخل سوريا ذاتِها.
ليتماشى بذلك مع السياسةِ الصهيونيةِ للتفكيكِ وتدميرِ وتقسيمِ المنطقةِ فيما يُعْرَفُ بـــ” الطوقِ النظيفِ أو الاستراتيجيةِ النظيفةِ لتأمينِ مملكةِ إسرائيلَ” وهي عبارةٌ عنْ مشروعٍ قدمه “ريتشارد بيرل” – والذي يعرف في الدوائرِ الغربيةِ بــ “أميرِ الظلامِ” و”دراكولا” وهو أمريكي صهيوني من أقطاب المحافظين الجدد ومن صقورِ الإدارةِ الأمريكية منذ عهد جورج بوش الابن وكان من أكبرِ الداعين لاحتلال العراق بسبب ما يحمله في صدره من غلٍ وعدائيةٍ تجاه العرب والمسلمين – في العام 1996 م لرئيسِ وزراءِ إسرائيل في ذلك الوقت “بنيامين نتنياهو” يَحُثُهُ فيه على ضرورةِ إلغاءِ اتفاقية أوسلو التي أنجزها إسحاق رابين:”الأرضُ مقابلِ السلامِ”، واعتمادِ استراتيجيةٍ جديدةٍ أكثرِ شراسةً، تتمكنُ مْنْ خلالها إسرائيلُ من إعادةِ تشكيلِ محيطِها الإستراتيجي بالتعاونِ مع كلٍ منْ تركيا والأردن وذلك عن طريق إضعافِ سوريا واحتوائها أو حتى تدميرها- هذا مكتوبٌ وموثقٌ من العام 1996م -، ولكن لابدَّ من تركيزِ الجهدِ أولًا على الإطاحةِ بصدام حسين في العراقِ والذي هو هدفٌ استراتيجيٌ بالنسبةِ لإسرائيل.
فأنتِ تلاحظ الآن أنَّ في إستراتيجية “بيرل” النظيفة – ويعني بالنظيفة ألا تتورط إسرائيلُ بنفسِها بطريقةٍ مباشرةٍ في حربٍ تكونُ فيها بعضُ الخسائرِ وإنما يُحَارِبُ أخرون عنها فتكون الخسائرُ من نصيبهم، وتصب كل الروافدِ والفوائدِ في النهايةِ عند إسرائيل، فتحصدُ المكاسبَ من غيرِ مفاسد أو خسائر تذكرُ وهذا هو معنى:الاستراتيجيةِ النظيفةِ –يقول “بيرل” في مشروعه المقدم لـــ “نتنياهو” ما نصه:” تبقى سوريا هي العدوُ الأوَّلُ بالنسبةِ لإسرائيل ولكنَّ طريق دمشق يمرُ أولًا عبر بغداد”، بمعنى أنَّه لا مّفّرَّ عنْ أنْ يمتدَ الطريقُ من العمقِ العراقي إلى العمقِ السوري، وهو عين ما قام به ويقوم “أبو بكرٍ البغدادي” ورفاقه منتقلًا من عمق العراق إلى بغداد ومنفذًا لإستراتيجية “بيرل” النظيفة والتي عاد “نتنياهو” مرة أخرى على رأس الدولة اللقيطة لتنفيذها !
فهل يُعْقَلُ – في عقلِ بشرٍ – أنَّ هذا محضُ مصادفةٍ وأمرُ غيرُ متفقٍ عليه ولا مدبرٌ ؟!
أمَّا أصحابُ العقولِ فيقولون لا يمكنُ إلا أنْ يكونَ هذا مدبرٌ ولا شك، وأمَّا من باعوا عقولهم لمن يسحبهم من آذانهم أو لمنْ يدفعُ لهم فليس لنا معهم كلام.
و الآن وبعد هذا الاستطرادِ الطويلِ الذي كان لا مفرَّ منه لتتضحَ الصورةُ ؛ نعود إلى” البغدادي” والذي أعلنتْ وزارةُ الخزانةِ الأمريكيةِ في 4 أكتوبر من العام 2011 م أنَّ “أبا بكر البغدادي” يُعْتَبَرُ إرهابيًا عالميًا، وذلك بعد سلسلةٍ من الهجماتِ والعملياتِ الإرهابيةِ التي نُسِبَتْ إلى، ورصدتِ – أيْ وزارةُ الخزانةِ – مبلغًا من المالِ قدرُه 10 ملايين دولارًا لمن يدلي بمعلوماتٍ تؤدي إليه أو لمن يقتله.
هذا هو التنظيمُ الأولُ وأما التنظيمُ الثاني وهو:”جبهةُ النصرة” فقد ظهرَ لأولِ مرةٍ في شهرِ يناير من العامِ 2012م حيث أعلنتْ مؤسسةٌ إعلاميةٌ تابعةٌ لتنظيم “قاعدةِ الجهادِ” عبر الإنترنت تُدعى:”مؤسسةُ المنارةِ البيضاءِ للإنتاجِ الإعلامي” عنْ تشكيلِ منظمةٍ جهاديةٍ جديدةٍ في سوريا يُطْلقُ عليها:”جبهةُ النصرةِ لأهلِ الشامِ” بقيادة شخصٍ يدعى “أبو محمدٍ الجولاني”.
و بعدها بأسابيعَ قليلةٍ وتحديدًا في اليوم 17 فبراير من العامِ نفسِه نشر عضو في “منتدى شموخ الإسلام” الجهادي والتابع للقاعدة عبر شبكة الإنترنت خبرًا عن مقتل كويتي في سوريا، وهو ما عُدَّ أولَ مؤشرٍ على بدء تدفق الأجانب إلى سوريا.
و هو ما نفى أيضًا مزاعم البعض بأن “جبهةَ النصرةِ” ليست إلا تمويهًا من نظام الأسد، وانكشفَ الأمرُ على حقيقته وزاده وضوحًا ما قام به عددٌ من الجهاديين البارزين ابتداءً من مارس 2012 م بالترويجِ لجبهةِ النصرةِ عالميًا باعتبارها الجبهة الجهادية التي ينبغي الانضمام إليها ومساعدتها ودعمها وتمويلها.
و بعد تشكيلِ “جبهة النصرة في الشام” خرج “أبوبكرٍ البغداديُ” زعيم “دولة الإسلام في العراق” في تسجيلٍ صوتي بتاريخ 9/4/2013 م وعَبْر شبكة “شموخ الإسلام” القاعدية ليعلن اندماج “جبهة النصرة لأهل الشام” مع “دولة العراق الإسلامية” مكونين ما اسماه “الدولة الإسلامية في العراق والشام” وهو ما عرف بعد ذلك اختصارًا بــ “داعش”، وأعلن في التسجيل نفسه إلغاء اسم “الدولة الإسلامية في العراق” وكذلك إلغاء اسم “جبهة النصرة” وأنَّ الكيانَ الوحيدَ الموجودَ الآن هو “الدولةُ الإسلاميةُ في العراق والشام”.
إلا أنّه بدا واضحًا أن هذا الإعلان عن اندماج التنظيمين كان أُحادي الجانب، خاصةً بعد أنّ خرج “أبو محمد الجولاني” بنفسه دون “أبو محمد العدناني” المتحدث الرسمي باسم “جبهة النصرة” في تسجيلٍ صوتي يعلنه فيه عن وجود علاقة طيبة مع تنظيم “دولة العراق الإسلامية” وعن علاقة خاصة بزعيم التنظيم “أبي بكر البغدادي” إلا أنه نفى علمه بالاندماج المزعوم، وأنْ لا علاقة له بذلك وأنّ تنظيمه مستقلٌ عن أي تنظيمٍ آخر، وأعلن في التسجيل نفسِه مبايعته لــ “أيمن الظواهري” زعيم القاعدة في أفغانستان.
و هو ما استدعى وجود خلافات قوية وظاهرة بين التنظيمين إلى ساعة كتابة هذه الكلمات.
و لكنّ الغريبَ والمريبَ في آنٍ واحدٍ هو أنّه على الرغمِ من النفي الواضحِ والصريحِ من قِبَلِ زعيمِ النصرةِ اندماجه وتنظيمه مع “دولة العراق الإسلامية”، وهو ما يعني ألا وجود بالمرة لما نتج عن اندماجهما وهو تنضم “داعش” إلا أن الإعلامَ الغربي ما زال مُصِرًّا على النفخِ والتضخيمِ في هذا التنظيم الخرافي ليتخذه تكأةً ومبررًا لحربه على سوريا والتآمر عليها من أجلِ تدميرها وتقسيمها،وكذلك استخدام التنظيمِ ذاتِه للحربِ على العراق مؤخرًا وذلك لتبريرِ التدخلِ السافرِ لأمريكا في العراقِ مرة أخرى وبنفس الحجة القديمة وهي مقاومةُ الإرهابِ ومحاربته، ولكنّ الحقيقة أنها الخطة البديلة لتدمير الشرق الأوسط وتقسيمه فيما يعرف بالشرق الأوسط الجديد وخاصة بعد أُفشِلتْ الخطة الأولى في مصر وهي على وشك الإفشال في كلٍ منْ سوريا وليبيا.
ألا إنَّ الحقيقةَ التي ينبغي أنْ تعلمَ أنَّ هذه التنظيماتِ الإرهابية ابتداءً من الجماعة الإرهابية الأم – جماعة الإخوان- ومرورًا بالتنظيمات السلفية و”تنظيم القاعدة” وما انبثق عنه كـــ “داعش” وغيرها ليس إلا أدواتٍ وألياتٍ صنعتها أجهزة استخبارات مدعومة بمراكز أبحاث تعمل ليل نهار بلا مللٍ ولا كللٍ مستكملةً دورَ المستشرقين القدامى من أجل خدمة بلادهم في تدمير دول العرب والمسلمين وتفجيرها من الداخل.
و هذه التنظيمات المنتشرة في طولِ بلادِ العربِ والمسلمينِ وعرضِها تعملُ مدعومة بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشرٍ من أجهزة الاستخبارات ومن مراكز الأبحاث التي توفر لها الدعم اللوجستي، لتحقق في النهاية أهداف الدول الاستعمارية من السيطرةِ على ثرواتِ الدولِ العربية وتدميرِ دينها وقِيَمها، وليذبحَ الدينُ بسيفِ الدينِ وليُقْتَلَ المسلمون على أيدي المسلمين وليدمروا بلادهم ويفتتوها ويقسموها بأيديهم ثم لندخلْ نحنُ في الأخيرِ لنجني الثمارَ دون مشقةٍ أو تعبٍ، ودون أن تراق منّا نقطة دمٍ واحدةٍ.
ولكنّ اعتقادنا الذي لا يَتَحَلْحَلُ هو أنّ الله غالبٌ على أمرِه ولكن أكثر الناسِ لا يعلمون وأنّ النصرَ مع الصبِر وأنَّ مع العسرِ يسرًا وأنَّ الله لا يصلحُ عملَ المفسدين وأنَّ النصرَ أتٍ قريبٌ إنْ شاءَ اللهُ.
محمد الأباصيري