نشرت صحيفة (هآرتس) العبريّة في عددها الصادر الأحد مقابلةً مع رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، شدّدّ فيها على أنّ أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة تمكنّت منذ بداية العام 2013 الماضي إحباط ما لا يقل عن 43 محاولة خطف واستهداف إسرائيليين، لافتًا إلى أنّ قوات الأمن عينها تنقذ إسرائيليين يدخلون إلى المدن الفلسطينيّة وتعيدهم سالمين إلى داخل الخط الأخضر، وتابع قائلاً للصحيفة العبريّة إنّه لا يُريد التذرع، لكنّ عملية الاختطاف، أضاف، وقعت في المنطقة (A)، التي يُسيطر عليها الإسرائيليين، علاوة على ذلك، أردف عبّاس قائلاً إنّ الطرف الإسرائيليّ أبلغ الطرف الفلسطينيّ بوقوع عملية الاختطاف بعد مرور 12 ساعة من وقوعها، وبعد ذلك مباشرة بدأت الأجهزة الأمنيّة بعمليات البحث عن الخاطفين، على حدّ قوله.
وفي معرض ردّه على سؤال قال رئيس السلطة: لقد قلت إنّ عملية الاختطاف هي جريمة، لكن هل هذا يبرر قتل فتية فلسطينيين بدم بارد؟ ماذا سيقول نتنياهو عن مقتلهم؟ وهل سيندد هو أيضًا بذلك؟ وانظروا ماذا يحدث في الأيام الأخيرة في الضفة الغربية كلها. العنف وهدم البيوت. هل هذا مبرَر؟
وتابع عبّاس قائلاً إنّه على رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أنْ يرى كيف يقوم جنوده بالتصرّف بحقّ الفلسطينيين.
متسائلاً: ماذا سأقول لعائلات الفتية الفلسطينيين الذين قتلوا؟ لماذا قتلوا؟ نحن بشر مثلكم. هل بإمكان حكومة إسرائيل أن تظهر المشاعر نفسها والقول إنّهم بشر ويستحقون الحياة؟. بالإضافة إلى ذلك، شدّدّ رئيس السلطة على أنّ الشعب الفلسطيني يعيش حالة إحباط جراء كيفية التعامل معه. وكأنّ الإسرائيليين بشر والفلسطينيين ليسوا كذلك. وأوضح للصحيفة العبريّة: نحن لا نريد الإرهاب ولا نريد الحرب. إننا نريد السلام، على حدّ تعبيره. ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ ديوان نتنياهو ردّ على تصريحات عبّاس بالقول إنّ تصريحات عبّاس ستكون ذات معنى حقيقي عندما يُفكك الحلف مع المنظمة الإرهابية حماس المسؤولة عن خطف الفتية الثلاثة وتدعو إلى القضاء على إسرائيل. على صلةٍ بما سلف، كشف مراسل القناة العاشرة العبريّة عن تفاصيل مثيرة ولافتة للانتباه بشأن قضية التنسيق الأمنيّ بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وقال المُراسل، أفي إيسخاروف إنّ السلطة الفلسطينية أفرجت عن عدد من عناصر حماس المعتقلين لديها بعد التحقيق معهم في قضية المستوطنين المفقودين، ومن ثم تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقالهم والتحقيق معهم في إطار التنسيق الأمنيّ.
وأكدّ على أنّه لن يستفيض أكثر في هذه المعلومات، مشيرًا إلى أنّ السلطة الفلسطينيّة وإسرائيل تلعبان سياسة الباب الدوار، فالسلطة بعدما تحقق مع معتقلين حماس، تقوم بالإفراج عنهم، وتُسلّم المعلومات لإسرائيل، وبعد ذلك تقوم قوات الأمن الإسرائيليّة باعتقالهم والتحقيق معهم، على حدّ قول المصادر الأمنيّة في تل أبيب، التي قامت بتسريب النبأ للقناة العاشرة. يشار إلى أنّ رئيس السلطة عبّاس كان قد أشاد في وقتٍ سابقٍ بالتنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، واصفا إيّاه بحقٍ مقدّسٍ يجب الاحتفاظ به من أجل العيش بسلام مع الإسرائيليين، على حدّ قوله.
زهير أندراوس