كشفت مصادر مطلعة من داخل الحكومة الإماراتية تفاصيل مخطط إماراتي جديد لإجهاض الثورة اليمنية وعودة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إلى سدة الحكم.
وأكدت المصادر وفق موقع (الجمهور) أن المخطط المذكور يهدف إلى تكرار السيناريو المصري في اليمن، وأن ولي عهد أبو ظبي محمد زايد الحاكم الفعلي للإمارات، هو المسؤول المباشر عن تنفيذ المخطط يساعده مستشاره الأمني القيادي الفلسطيني المطرود من حركة فتح محمد دحلان، إضافة إلى قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان.
وقالت إن الخلية التي تتخذ من الإمارات مقرا لها “عقدت اجتماعا مطولا الشهر الفارط في قصر البحر التابع لمحمد بن زايد، واستدعت في ذلك الاجتماع سفير اليمن في الإمارات أحمد علي عبدالله صالح (نجل المخلوع) لتنسيق الجهود”.
وأضافت أن وفد أمنيا إماراتيا رفيع المستوي يرأسه ضاحي خلفان “زار اليمن مؤخرا، والتقى الرئيس المخلوع في منزله، وسلمه خطة تنسيق متعددة الأغراض، منها إحداث فوضى كبيرة داخل المدن والتجمعات القبلية”.
وأشارت المصادر إلى أن “الرئيس اليمني المخلوع يواضب منذ فترة طويلة على عقد اجتماعات مستمرة في ريمة حميد، لترجمة الخطة المرسلة من قصور أبو ظبي مع قيادات أمنية وعسكرية كبيرة، ووجاهات قبلية من محافظة عمران، بغرض تفجير الوضع في اليمن، والعمل بضراوة شديدة خلال ستة أشهر قادمة على قطع كل امدادات النفط والغاز وبعض المواد الغذائية من الوصول الى العاصمة، والعمل على التدمير الممنهج لخطوط نقل الطاقة الكهربائية الى صنعاء، وكذلك تدمير أجهزة التحويل داخل منشئات وزارة الكهرباء عبر موظفين خونة، وتدمير الناقل الرئيس للنفط اليمني عبر إتلاف الانبوب وتفجيره في عملية ستكون الاكبر ضراوة لاستثارة الشعب اليمني”.
ولفتت المصادر إلى أن “محمد بن زايد على إتصال دائم مع زعيم الحوثيين بشكل مستمر، كما أنه اجتمع بقيادات حوثية في دبي، من ضمنها محمد مفتاح وصالح هبره، وجدد دعمه المطلق لاهداف الحركة الحوثية في اليمن، وقد جدد صالح هبره في المقابل سخطه أمام بن زايد وقال: ان حزب الاصلاح الاخواني سيستحوذ على الدولة اذا ماتم تركه يمارس العمل السياسي ويجب تدميره”.
وكانت القوات اليمنية قد أحاطت يوم الأحد الماضي بمسجد يسيطر عليه الرئيس المخلوع، وسط مخاوف من أنه يخطط لانقلاب، بعد أيام من إسكات وسائل الإعلام التابعة للرجل القوي سابقا.
ويوم الأحد أيضا، قتل مسلح يُشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة ثمانية أشخاص في الجنوب واندلعت اشتباكات جديدة بين قوات الأمن والمتمردين الشيعة الحوثيين في الشمال، منهية هدنة بوساطة الأمم المتحدة استمرت 11 يوما.
وقد منع الحرس الرئاسي في اليمن مدعما بآليات مدرعة، الوصول إلى مسجد الصالح الكبير بجنوب صنعاء منذ مساء السبت.
وحكم علي عبد الله صالح اليمن 33 عاما، قبل أن يُضطر للخروج من السلطة في فبراير/شباط 2012 ، وحل محله نائبه لفترة طويلة عبد ربه منصور هادي بموجب اتفاق برعاية دول الخليج والأمم المتحدة.
وقال مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية إن هناك أسلحة تم تخزينها في المسجد يحرسها مسلحون موالون لصالح.
وقد اكتشف نفق يربط أيضا موقع المسجد بالقصر الرئاسي.
وقال المصدر إن الرئيس هادي يشتبه بأن سلفه “يخطط لانقلاب”، دون خوض في تفاصيل أخرى.
وكان صالح الذي لديه حراسه الشخصيون، قد عزز الإجراءات الأمنية حول مقر إقامته بمنطقة الهدا، وأيضا جنوب صنعاء.
ولا يزال صالح يرأس حزب المؤتمر الشعبي العام المتنفذ ويحتل نصف وزارات البلاد ويحتفظ بولاء بعض العناصر في الجيش.
ويتهمه النقاد بإعاقة التحول السياسي في البلاد التي تغلب عليها القبلية.
وجاء حصار المسجد بعد أيام من إغلاق السلطات صحيفة اليمن اليوم وقناة تلفزيونية يملكها علي عبد الله صالح.
وكثيرا ما اتهمت وسائل الإعلام هذه بالتغطية المنحازة ضد حكومة ما بعد صالح، وبالتحريض على الاحتجاجات في صنعاء ضد انقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه والوقود.
واقال الرئيس هادي عدة وزراء الأربعاء الماضي، بما في ذلك وزير الخارجية المخضرم أبوبكر القربي، المعروف بعلاقاته مع صالح الذي عينه.
واستبدل بالقربى مندوب اليمن السابق بالأمم المتحدة السفير جمال عبدالله السلال.
وقالت مصادر سياسية في صنعاء أنه رغم عضويته بحزب المؤتمر الشعبي العام، إلا أنه وثيق الصلة بهادي.
وفي الشمال، انهارت يوم الأحد ايضا، هدنة تم التوصل إليها في 4 يونيو/حزيران بين القوات الحكومية والمتمردين الشيعة.
وقالت مصادر قبلية إن القتال تجدد بمحافظة عمران فأغلق الطريق الذي يربطها بالعاصمة.