“جابر عصفور” اسم يعرفه كل من له صلة ولو بعيدة بالشأن الثقافي، عاد اسمه اليوم يتردد من جديد بعد أن حلف اليمين وزيرا للثقافة في حكومة ابراهيم محلب الثانية.
اختيار عصفور – راعي حمى الحداثة في مصر والبلاد العربية – أثار عاصفة من الجدل في أوساط المثقفين المصريين، حيث يعتبره مثقفون جديرا بالمنصب الرفيع، ويعتبره آخرون مجرد نموذج لـ “عبد مشتاق” الذي يسعى للمنصب ولا شيء سواه.
د. الطاهر أحمد مكي أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة والناقد المعروف قال لـ “رأي اليوم” إن عصفور برغم ادّعائه أنه مستقل، فإنه صاحب مصلحة دائما، يشهد على ذلك قبوله جائزة القذافي العالمية للآداب، والتي ذهب لتسلمها في طرابلس، وغضّ طرفه عن سجل القذافي الحافل بالقمع والديكتاتورية.
وأضاف د. مكي أن علاقة عصفور كانت وثيقة بـ “الست” سوزان مبارك وبفاروق حسنى وزير الثقافة الأشهر في عهد مبارك.
وأضاف د. الطاهر أن عصفور كان الوحيد من بين المثقفين الذين لم يسمع لهم صوت واضح في الأحداث الماضية التي شهدتها مصر بعد انقلاب 3 يوليو، مشيرا إلى أن النغمة التي اشتهر بها عصفور بوصفه للإسلاميين دائما بأنهم ظلاميون اختفت في العام الذي تولّى فيه الإخوان حكم مصر.
واختتم د. الطاهر حديثه قائلا: “برغم أن جابر صاحب مصلحة دائما، فإنه مثقف ولديه أفكار، ومستعد دائما للاستفادة ممن حوله حتى ولو كان على خلاف معهم.
الشاعر محمد حربي كتب معلّقا على اختيار عصفور:
“جابر عصفور وزير ثقافة مبروك للشلة اياها انت لا تنزل النهر مرتين الا في مصر لأن النهر متكلس″ وأضاف ساخرا: “عليه أن يستعيد جائزة القذافي أيضا”.
كان جابر عصفور كان قد سبق أن تنازل عن جائزة القذافي ولكن بعد فوات الأوان، وسبق له أيضا أن قدّم استقالته من رئاسة وزارة الثقافة في عهد مبارك بعد أيام معدودة من قبوله لها، ضاربا بدماء مئات الشهداء عرض الحائط ، في موقف لن ينساه له التاريخ.
أما الروائي عبد النبي فرج فقد تساءل مستنكرا: “ما الذي ننتظره من نظام فاشي, يسحل ويقتل المتظاهرين السلميين فى الشوارع بدم بارد، ما الذي ننتظره من نظام يعتقل أكثر من 750 امرأة وفتاة، ما الذي ننتظره من نظام يستخدم منصة العدالة للانتقام من المخالفين السياسيين، هذا نظام فقد رشده تماما”.
وأضاف فرج: “من الطبيعي أن يتم استدعاء جابر من مخلفا نظام مبارك، هذا الكهل الهرم الآيل للسقوط بفعل المرض والسن، السلطوي الذي ظل خادم أمين لحظيرة فاروق حسني وسوزان مبارك والذي استوزر بعد موقعة الجمل الشهير، هذا “العبد مشتاق”، الذي ظل بعد الانقلاب يطلق تصريحات نازية دعما للقتلة وآخرها تصريحه الفج بدعمه لإعدام الإخوان تعليقاً على سلسلة أحكام قضائية جائرة بإعدام أكثر من ألف إنسان ضد الانقلاب .
الروائي مكاوي سعيد وصف عصفور بأنه الأجدر إداريا لتولي وزارة الثقافة، وتمنى سعيد أن يكون عصفور عند حسن ظن المثقفين، ولا ينحاز للنظام على حساب المثقفين.