ما هي مؤهلات الرئيس المصريّ الجديد، عبد الفتاح السيسي التي تستحث الإسرائيليين على الاستنفار لتثبيت حكمه؟، هذا هو السؤال الذي طرحه المعلق العسكريّ في موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) على الإنترنت، رون بن يشاي، الذي يرى أنّه يتحتّم على الدولة العبريّة عمل المستحيل من أجل إنجاح السيسي للأسباب التالية: السيسي يقود المعركة ضدّ كل الذين يحاولون إعادة الإسلام لصدارة العالم.
إفشال حكم السيسي يعني حرمان الغرب من تمتع الطيران الحربيّ الغربيّ من الحق في استخدام الأجواء المصريّة، والتوقف عن منح حاملات الطائرات الأمريكيّة الأفضلية لدى الإبحار في قناة السويس. يتولى السيسي، برأي المُحلل الإسرائيليّ، قيادة مواجهة مفتوحة مع قوى الجهاد العالميّ، التي تُهدد مصالح إسرائيل والغرب. من هنا يدعو بن يشاي الغرب إلى ضخّ مليارات الدولارات من أجل منع حدوث انهيار اقتصاديّ يؤجج بدوره ثورة ضد حكم العسكر، ويشدد على ضرورة تركيز الاستثمار في البداية على دعم الجيش والأجهزة الأمنيّة المصرية التي تتولى مهمة قمع المتطرفين.
ويشدد بن يشاي على أنّه يتوجب على إسرائيل ألا تخجل من دورها في دعم حكم السيسي، مستذكرًا بأنّها تقوم بذات الدور الذي تقوم به دول الخليج والأردن. مع ذلك، يُوصي المُحلل صنّاع القرار في تل أبيب بدعم النظام الجديد في مصر على نار هادئة، بدون شوشرة وبدون إدخال وسائل الإعلام على الخط، لأنّ من شأن ذلك، أنْ يؤدّي إلى نتائج لا تُحمد عقباها، على حدّ تعبيره. علاوة على ذلك، انتقد بن يشاي تصريحات وزير الخارجيّة الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، الذي تحدث عن إقامة علاقات علنيّة مع السعودية ومع عددً من دول الخليج، وقال إنّ هذه التصريحات لا تجدي نفعًا، بل على العكس من شأنها إحداث الأضرار في الجهود الإسرائيليّة السريّة لتطوير علاقات مع دولٍ عربيّة وإسلاميّة وصفها بالمعتدلة. ولفت إلى أنذ ما سُميّ في البداية بالربيع العربيّ فتح الباب على مصراعيه أمام دولة الاحتلال لإقامة علاقات مع دول لم تكُن تحلم بالوصول إليها قبل اندلاع أعمال الاحتجاجات الأولى في العام 2010 في تونس.
ونبّه في مقاله التحليليّ إلى أنّ الإعلان على الملأ عن علاقات مع دولة عربيّة هنا أوْ دولة إسلاميّة هناك، سيجلب الأضرار لإسرائيل على المستوى الإقليميّ والدوليّ أيضًا، بحسب تعبيره. ورأى أنّ السعي الإسرائيليّ الرئيسيّ في مصر يجب أنْ يتركّز في تثبيت الاقتصاد، كما أنّه من مصلحة إسرائيل، برأي بن يشاي، أنْ تعود مصر إلى تبوأ دورها الرياديّ في الوطن العربيّ، ولكنّه حذّر مرّة أخرى، من أنّ المساعدات الإسرائيليّة لمصر في المجال الاقتصاديّ يجب أنْ تتّم بصورة سريّةٍ وعلى نار هادئة، لأنّه في حال فشل القيادة السياسيّة في مصر بإنقاذ الاقتصاد المصريّ، فإنّ غضب الجماهير في بلاد النيل سيتحوّل صوب الدولة العبريّة، على حدّ قوله.
ومن الناحية الأخرى، يتحتّم على النظام الجديد أنْ يعمل من أجل مصالحة، التي تخدم في نهاية المطاف المصالح الإسرائيليّة. وقال أيضًا إنّ النظام الجديد في مصر بقيادة السيسي، هو حالة نادرة جدًا، ذلك أنّ إسرائيل هي التي تحمل بطاقة دخوله إلى واشنطن والحصول على المساعدات الاقتصاديّة والعسكريّة من الولايات المتحدّة الأمريكيّة، وفي المقابل، فإنّ نظام السيسي الجديد يحمل في جعبته مفتاح الهدوء على الحدود الغربيّة للدولة العبريّة. وخلُص إلى القول إنّه ممّا لا شكّ فيه أنّ للسيسي سيكون دورًا مهمًا جدًا في النضال الإقليميّ ضدّ ما أسماه بالإرهاب، وهذا النضال الذي يجري اليوم في كلٍّ من ليبيا، تونس، العراق وسوريّة، على حدّ زعمه.
زهير أندراوس