«مصر أفضل بدون المعزة»، كلمات نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» عن الروائي علاء الأسواني، حول ما تشهده البلاد على مدار الثلاث سنوات المنصرمة. وفي مقال للكاتب، نشرته الصحيفة بموقعها الإلكتروني، حمل عنوان «خيارات السيسي..الصعبة والسهلة»، استشهد الأسواني بـ «نكتة» اليهودي، الذي ذهب إلى حاخام، يطلب منه أن يدعو له الرب بهدف أن يوسع عليه الرزق، كونه يعيش هو وأسرته وأولاده الخمسة في غرفه صغيرة ضيقة. وأضاف: «ما كان من الحاخام إلا أن طلب منه أن يأخذ «عنزة» معه إلى غرفته الصغيرة، وهو ما أثار دهشة الرجل، وطلبه منه التفسير، لكن الحاخام قال له ستعرف فيما بعد، وأخذ الرجل العنزة معه إلى بيته الصغير».
وتابع: «بعد أسبوع ذهب إلى الحاخام مرة أخرى وقال له إن هذه العنزة قد أفسدت حياتي، فهي تؤذي أولادي طوال الوقت، وتأكل الأثاث، فالحياة أصبحت أصعب من قبل، فأمره الحاخام أن يعيد العنزة إليه».
واستطرد: «بعد أسبوع آخر، سأل الحاخام الرجل كيف حالك وحال أسرتك فرد عليه قائلاً إن الحال كما هو فلا زلنا نعيش في غرفتنا الصغيرة، ولكن الأمر أفضل بكثير من وجود العنزة معنا في الغرفة».
واعتبر الأسواني أن هذه الواقع تعكس ما حدث في البلاد خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، حيث قال: «بعد أن قام الشباب بعمل ثورة عظيمة، ليعبروا عن رفضهم للقهر والظلم الذين عاشوا فيه تحت مظله حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك طيلة 30 عاماً رافضيين الحكم العسكري، لم يستطع الناس تحمل ثلاث سنوات من الركود الاقتصادي، والتردي الأمني الذي حدث بعد سقوطه وهب الناس مرة أخرى للمطالبة بعوده الحكم العسكري، ليسوا عابئين بشيء سوى عودة الأمن والاقتصاد».
ووفقًا لإحصائيات الحكومة، أوضح الأسواني أن معدل البطالة ازداد إلى أكثر من 13%، فضلاً عن اضمحلال السياحة، وارتفاع معدلات الفقر، مشيرًا إلى أن من خرجوا مرحبين بحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، سبق لهم أن خرجوا للإطاحة بمبارك، وهم أيضاً الذين هتفوا احتفالاً بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وهم أنفسهم الذين تظاهروا في يونيو ليجعلوا منه رئيسًا مخلوعًا».
وتساءل الأسواني، عن مصير الثورة، حيث قال: «المصريون تعلموا جيدًا كيفية تحديد مصيرهم، فقد أطاحوا برئيسين في أقل من سنتين، وبالتالي التأييد الساحق للرئيس السيسي ليس تأييدًا مطلقًا بل هو مشروط بشروط شعبيه عليه أن يؤديها».
وأشار الأسواني إلى أن السيسي لديه ثلاث خيارات، تتمثل في إعادة النظام القديم، وحماية المسؤولين الفاسدين، مواصلة سياسات مبارك، المعتمدة على القمع والكسب غير مشروع، حسب تعبيره، ما اعتبره ستكون مغامرة من جانب السيسي، خاصةً ف يظل ما عانى منه الشعب خلال العقود الأخيرة.
واعتبر الأسواني أن الخيار الثاني أمام السيسي يتضمن إعادة تثبيت نوع من الحكم الاستبدادي، والذي كان سائدًا في معظم البلدان العربية، في القترة من عام 1950 إلى عام 1960، مع القوة في فرض نوع من المساواة، في حين يُحرم الناس من حقوقهم السياسية، الأمر الذي سيتحول إلى ديكتاتورية، تقود البلاد إلى كارثة.
ورأى الأسواني أن الخيار الثالث، الذي وصفه بـ «الأكثر صعوبة» يندرج في إطار استغلال السيسي لشعبيته الكاسحة، وبذل قصار جهده للقضاء على الفساد المستشري، والحد من الفقر، وضمان الحريات الشخصية، ووضع حد لعمليات الاعتقال والتعذيب، واحترام الدستور والقانون.