كسر الجندي الأمريكي برادلي مانينغ، الذي يقضي عقوبة بالسجن لتسريب وثائق إلى موقع “ويكيليكس”، صمته بهجوم ناري على الولايات المتحدة، متهما إياها بالكذب بشأن العراق.
تواري مانينغ، عن الأنظار بعد الحكم عليه بالسجن 35 عاما، لتسريبه 750 ألف صفحة من الوثائق السرية إلى “ويكيليكس”، وأعرب لاحقا عن رغبته في قضاء بقية حياته كامرأة وأطلق على نفسه اسم “تشيلسي.”
واتهمت “تشيلسي” في مقالة بصحيفة “نيويورك تايمز”، نشرت السبت، تحت عنوان “ماكينة ضباب الحرب”، متهما وسائل الإعلام الأمريكية بإشاحة وجهها بعيدا عندما سادت الفوضى والفساد في العراق وأفغانستان، مضيفا: “فيما انفجرت الحرب الأهلية في العراق، ومجددا، تفكر أمريكا في التدخل، هذه الأعمال غير المنجزة يجب أن تفرض سؤالا ملحا إزاء كيفية سيطرة الجيش الأمريكي على التغطية الإعلامية خلال تورط الطويل هناك وفي أفغانستان.”
وتابعت المقالة: “أعتقد أن القيود الحالية على حرية الإعلام وتكتم الحكومة الشديد، يجعلان من المستحيل على الأمريكيين استيعاب كامل ما يحدث في الحرب التي نمولها.”
وأضافت “تشيلسي” في مقالتها: “قد تذكرون الإعلام الأمريكي الذي غص بقصص تعلن نجاح الانتخابات العراقية، وصور نساء وهن يستعرضن بفخر أصابعهن الملطخة بحبر الانتخابات.. كان معناها الضمني نجاح عمليات الجيش الأمريكي في خلق عراق مستقر وديمقراطي.. أما نحن المتمركزون هناك كنا ندرك تماما أن الحقيقة أكثر تعقيدا.”
وأشارت إلى تلقيها تقارير بانتظام بتفاصيل عمليات قمع أمنية ضد معارضين نفذت نيابة عن رئيس الوزراء، نوري المالكي، مضيفة: “صعقت من تواطؤ جيشنا في الفساد بتلك الانتخابات.. ورغم ذلك فأن تلك التفاصيل المقلقة للغاية مرت تحت رادار الإعلام الأمريكي.”
والجمعة، استبعد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إرسال قوات إلى العراق، في معرض تأكيده بأنه يدرس خيارات أخرى مطروحة ستدعم بها إدارته الحكومة العراقية للتصدي لـ”داعش”، رهن تقديمها بحل قاد العراق خلافتهم السياسية، وهو مطلب أعاد وزير خارجيته، جون كيري، تكريره.
ويرى معارضو أوباما أن عدم رغبة الرئيس تقديم مساعدات عسكرية مهمة لقوات المعارضة السورية خلال تصديها للقوات الموالية للنظام، سهل لـ”الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام” مهاجمة العراق.
وكانت محكمة قد قضت بعقوبة السجن 35 عاما على “تشيلسي” بعد إدانته بتهريب وثائق سرية، وبرأته من أخطر التهم ضده وهي مساعدة العدو.