سارع مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي إلى التعليق على الماراثون الذي أطلقه الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي. واستغل السيسي المناسبة ليدعو الشعب المصري إلى التقشف واستخدام “العجلة” (الدراجة الهوائية) أو المشي للذهاب إلى أعمالهم، أملاً في توفير المحروقات.
وظهرت “عجلة” السيسي على السطح للمرة الثانية، بعد ظهورها السابق في حملات التلميع قبل الترشيح لرئاسة مصر، ليفاجأ المصريون أن قائدهم الذي يطلب منهم التقشف، يركب دراجة يتجاوز ثمنها الحد الأدنى للدخل بنحو أربعين مرة.
وخلال الكلمة التي ألقاها السيسي أثناء الماراثون الذي انطلق من أمام الكلية الحربية وقطع مسافة 20 كلم، قال: “تعالوا نحب بعضنا كويس”. وأضاف: “يعني أنا لو اتمشّيت إنْ كنت أقدر أو لقيت وسيلة زي دي (الدراجة) يبقى أنا في اليوم اللي هعمل فيه كده حادّي (أعطي) مصر 16 جنيه”.
وعلّق متابعون: “السيسي شارك هو وحكومته وفنانوه وطلبة إحدى كلياته العسكرية في ماراثون بالدراجات تكلَّف ثمانية ملايين جنيه من أجل دعم استخدامها في المواصلات لحل مشاكل مصر. كان الأَوْلى إنفاقها كجزء من الحل”.
وتعجّب البعض من إصرار السيسي على اصطحابه الفنانين معه في كل مكان، فعلّق أحد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً: “السيسي قبل الانتخابات اجتمع بالفنانين.. وفي الماراثون اخد معاه فنانين.. حد يقوله إن في أنواع تانية من البني آدمين في البلد”.
وشبّهت بعض التعليقات مبادرة السيسي بدور الفنان عادل إمام في فيلم “مرجان أحمد مرجان” وسط حراسه مفتولي العضلات في المقدمة، ومن خلفه بأمتار باقي المشاركين في الماراثون. كما تعمّد إخفاء نوع دراجته، حتى لا يُنتقد مثل المرة السابقة، وككل مشاركات عادل إمام في الفيلم المذكور فاز بالمسابقة، المُرتّبة نتيجتها مسبقاً، ليظهر في مقدمة الصورة الرئيس الشاب الرياضي. ما دعا أحد النشطاء إلى التعليق عبر تويتر: “بيقولك شاهد فرحة السيسي عقب فوزه بالمركز الأول في الماراثون.. مرجان أحمد مرجان، وأحب أهدي الهدية دي للسيد راعي الرياضة في مصر”.
وتفاعل الناشط السياسي، عضو تحالف دعم الشرعية المحامي عمرو عبد الهادي، بأكثر من تغريدة مع ماراثون السيسي، فقال في إحدى تغريداته: “السيسي ماقدرش يصحّي الشعب، قام صحّى وحدة كاملة من الجيش وحكومته ونزل يلعبوا بالعجل الصبح”.
الدكتور محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف السابق، ربط بين عجلة السيسي وما يحدث في العراق، فقال: “قرر السيسي نجدة المالكي، كما وعد، مسافة السكة، فامتطى اليوم صهوة “بسكلتته” وخرج مع الفنانين بالدراجات عن طريق الإسماعيلية في ماراثون لبغداد”. الكاتب الصحافي، سليم عزوز، رأى في السيسي امتداداً للقذافي، وغرّد قائلاً: “السيسي يدعو الشعب لركوب الدراجات.. أنا في انتظارك وأنا راكب التوك توك.. دار دار، زنقة زنقة، إلى الأمام إلى الأمام”.
أما الصحافي محمد عبد الرحمن، فقد رحّب جداً بدعوة السيسي لاستخدام الدراجات، وقال: “بكل حماس أدعو المصريين للاستجابة لدعوة السيسي، واستخدام الدراجات في مشاويرهم اليومية، علشان الشارع يفضى وأنا ماشي بعربيتي”. أما الناشطة صابرين أبو صبا، فوصفت القائد العسكري وهو فوق دراجته بقولها: “الدبابة والبسكلتة إيد واحدة”.
وتوقع العديد من النشطاء دخول مصر في أزمة طاقة كبيرة خلال الأيام المقبلة، وهو -حسب ظنهم- ما حدا بالسيسي إلى تدشين حملة ركوب الدراجات كاستباق للأزمة، فقال المغرد “أمحتب”: “السيسي مركبش العجلة من فراغ، أتوقع كده خلاص البنزين هيغلى رسمي، أحسن عشان أتباع السيسي يتمردوا براحتهم”.
الإعلامي أحمد العسيلي، المعروف بتأييده للسيسي، وصف الماراثون بـ”حركة ماراثون العجل دي ياخد عليها السيسي 150 نقطة، هي الحاجات اللي مانعرفهاش هي اللي توعد بالتغيير، كل اللي نعرفه ما ينفعش ببصلة”، ومديرة مركز ابن خلدون الدكتورة داليا زيادة، رحبت بشدة بالماراثون ووصفته في تغريدتها بـ”المشهد الحضاري الراقي المحترم، وأنا فخورة جداً باختيار السيسي رئيساً”.