وصفت مجد جدعان، شقيقة زوجة ماهر الأسد، صهر عائلتها، بالنزق والماكر والمتسلط، مشبهة إياه بوالده حافظ، الذي يعرف كيف يدمر، ويقتل، ثم يكذب ليدعي البراءة.
وروت مجد، قصة مثيرة، عما حدث، يوم زواج أختها من ماهر في 10 آذار 2003، إذ نشب شجار بسيط بين “الرئيس” بشار، وبين مجد، التي أصرت على أن مواد البناء الحديثة المستعملة في الهندسة المعمارية أكثر فعالية من المواد الطبيعية، حيث خالفها بشار في الرأي، قبل أن يضيق ذرعاً بتمسكها برأيها، ليشهر سكيناً في وجهها، واصفاً إياها بالوقحة، ما دفع أسماء الأسد إلى سحب السكين من يد زوجها بهدوء، وتضعه على الطاولة.
وترى مجد، أن ثمة توزيع للأدوار بين الشقيقين، بحيث يبدو بشار كوجه لائق ومتحضر للنظام، في حين يلبس ماهر وجه القمع الأمني، وهذه نتيجة، استخلصتها بعد معايشتها الطويلة، عن قرب لدائرة الحكم، بحسب تصريحات، أدلت بها لموقع “فرانس 24″.
و لا تخفي مجد جدعان، مرارتها التي لاتنقصها السخرية في توصيفها لبشار، قائلة “يخال نفسه ذكياً جداً، وهو محاط بأشخاص يؤيدون توجهه، إنهم مذنبون، لدعمهم وهمه باتخاذ القرارات الصائبة”.
وتكشف مجد، أن أختها منال، التقت بماهر الأسد عام 1984، من خلال أصدقاء مشتركين، وأنها وقفت مع والدها توفيق الجدعان في معارضته لتلك العلاقة، كونها رافقته في لندن، وتأثرت بموافقة السياسية السلبية من عائلة الأسد، بينما شجعت أمها وشقيها تلك العلاقة.
أضافت مجد، أن العلاقة بين ماهر ومنال، استمرت نحو 20 عاماً، ما دفعها أخيراً للقبول بالعلاقة، التي تكللت بالزواج، لكن والدها توفي بالسكتة القلبية، بعد مضي 10 أيام على مراسم الزواج، في إشارة واضحة إلى موته قهراً.
مجد، التي قطعت أي اتصال مع شقيقتها، اثر انطلاق الثورة عام 2011، تعتبر أن حياة عائلتها، شهدت تحولات مدهشة، منذ إقامة العلاقة بين شقيقتها وماهر، وأنها لم تتوقع مخالطة هذه الأوساط، على اعتبار أن والدها الراحل، كان محسوباُ على الطبقة الحاكمة، حين نفذ حافظ الأسد انقلابه عام 1970، ثم انضم إلى المعارضة، مع بدء ارساء الأسد الأب لنظامه الاستبدادي، ليغادر إلى السعودية إثر مطاردته، ومنها إلى بريطانيا، حيث استقر، ودخل ميدان الأعمال، واستطاع تكوين ثروة.
وتواصل مجد، كشفها لتفاصيل مثيرة، إذ تعترف أنها قررت عام 2001، تأسيس مدرسة خاصة، وتم “ما معناه”، تفصيل قانون خاص لتمكينها من تنفيذ مشروعها، لتلاحظ لاحقاُ، أثناء القيام بالاجراءات، وجود تناقضات مريبة، فهي تارة مخالفة للقانون في أحدى صفحاته، ومرة، متوافقة مع نصوصه في صفحة آخرى، الأمر الذي أشعرها، وكأنه فخ مصمم للإيقاع بها، ووجدت نفسها تحت رحمة عائلة الأسد، يقرررون وضعها داخل القانون، أو خارجه متى يشاؤوا، ما دفعها إلى مغادرة البلاد عام 2008، إلى الولايات المتحدة، بعد اكتشافها حقيقة العائلة، وقوانينها الموضوعة لخدمة أفرادها وليس لتطوير البلاد، وهو ما أدى إلى تدهور علاقتها ” بالأسدين الشقيقين”، دون حدوث قطيعة نهائية مع شقيقتها منال.
وليست هذه المرة الأولى، التي تفضح فيها مجد، خفايا مافيا الأسد، وأزلامه، إذ أعلنت سابقاً عن تبرؤها من شقيقها باسل جدعان، أحد شبيحة آل الأسد، الذي لم يكن سوى بلاء كبير على كافة أفراد عائلتها، بعد أن كانت وحدها ضحية تشبيحه وتنفيذ أوامر أسياده، وبمعية أوامر مباشرة، وقضاء فاسد، أدت إلى إفقارها، وتشريدها، وخراب بيتها، وابعادها عن أولادها، وسرقة أموالها، وما تملكه من وثائق ونشر “كلنا شركاء” أقوالها في حينها.
كما نشرت في مقال مطول بعنوان “دمي ليس برخيص” تفاصيل ما تعرضت له، عام 2006 من محاولات لاعتقالها، من قبل أحد فروع الأمن السياسي، واختطافها، وربما تصفيتها، بسبب مواقفها من الفساد المستشري، وفضحه آنذاك، وبهدف الاستيلاء على أموالها، وأموال والدها الراحل.
يذكر، أن السيدة مجد جدعان، درست هندسة الديكور في لندن، وتبلغ من العمر 60 عاماً، وتقيم حالياً في عمان، وتشارك في أنشطة معارضة للأسد، أخرها إطلاق حملة مناهضة “للانتخابات”، ومشاركتها بالاعتصام أمام السفارة السورية في عمان تنديداً بإجرائها،
وتؤمن باستحالة إعادة بناء سوريا مع بقاء الأسد.