حكمت محكمة جنائية شرق تركيا على مدرس رياضيات يبلغ 24 عاما بالسجن لمدة 15 شهرا، بعد إدانته بتهمة “السخرية من الدين الإسلامي، ومن العزة الإلهية”.
واتهمت المحكمة أرتان باي الذي يتابعه مئات الآلاف على موقع تويتر، والذي دأب على التغريد باسم “الله” والسخرية من القيم الدينية المقدسة في الإسلام، عبر انتحال اسم الله والرسول محمد والملائكة على تويتر.
ويقول عبد الله أصلان، أحد محامي الإدعاء، أن أرتان نشر تغريدات من نوع “بعثت النبي الأخير منذ 1500 سنة مضت، ونحن الآن على تواصل عبر تويتر”.
وتوجد في تركيا عشرات الحسابات الخاصة على موقع تويتر تنتحل صفة “الله”، ويسخر معظمها من الحكومة التركية، ولم يتعرض أصحابها من قبل لأي نوع من القمع.
إلا أن حالة أرتان قد تكون مختلفة لأنه معلم في مدرسة ابتدائية، وبالتالي هو على اتصال وثيق مع التلاميذ صغار السن.
وشدد رومات أجيت أوزر محامي أرتان، على أن موكله غير مسؤول عن التغريدات المسيئة، وأشار إلى أن موكله لم ينشئ الحساب، بل قام باختراقه من أجل الوصول إلى جمهور أكبر. ويعتبر اختراق الحساب جريمة في تركيا، إلا أن المحامي أشار إلى احتمال أن يكون قد تم اختراق هذا الحساب مجددا من قبل أشخاص آخرين.
وأضاف أن أرتان قد يفقد وظيفته كما أنه توصل بعدد كبير من تهديدات بالقتل.
ورد الإدعاء على محامي الدفاع بالقول إنه على الرغم من زعم المدعى عليه أنه تم اختراق حسابه، إلا أنه لم يقم بتقديم شكوى قانونية أمام المحاكم من هذه القرصنة، وبالتالي فإنه “يجب أن يكون هو قد استمر في ارتكاب هذه الجريمة”.
يذكر أن القضية قد بدأت عام 2012، بناء على طلب من المواطن الذي وجد حساب تويتر، إلا أن النيابة تقول إنها عثرت على أرتان عبر عنوان الأي بي الخاص به.
وقد أثار الحكم على أرتان سخط بعض مستخدمي موقع تويتر في تركيا. هذه تغريدة تقول “عفوا هل أنتم مجانين؟ 15 شهرا من السجن لاستعمال اسم الله؟”
أما لوكاس ثورب فيقول في تغريدة منشورة على موقع تويتر: “شيئ لا يصدق: 15 شهرا من السجن لاستعمال اسم “الله” على تويتر؟”
وقد حكم القاضي على أرتان بالسجن ثمانية أشهر أولا، إلا أنه وبسبب أن “الجريمة” قد ارتكبت عبر وسائل إعلام عامة، فقد تم تمديد العقوبة إلى 15 شهرا.
كما جرد القاضي أرتان من صلاحية العمل في وظائف الدولة، إلا أنه من المتوقع أن يستأنف الحكم لدى المحاكم الأعلى.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحكم على مستخدم تويتر بالسجن في البلاد بتهمة الإساءة إلى الإسلام، فقد سبق أن أدين عازف البيانو التركي الشهير فاضل ساي، في العام الماضي بتهمة إهانة الدين عبر تويتر ، إلا أن عقوبة سجنه لم تنفذ.
كما أدين سيفان نيسانيان، وهو كاتب تركي من أصول أرمنية، وحكم عليه بالسجن لمدة 58 أسبوعا بتهمة الإساءة إلى الرسول محمد في مدونته الإلكترونية.
وتأتي هذه الحملة بعد أشهر قليلة من محاولة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان منع تويتر في بلاده، بحجة أن هذا الموقع “ينتهك خصوصية الناس”، قبل أن تلغي المحكمة الدستورية في تركيا قراره في وقت لاحق.