تحولت حاويات القمامة في مدينة حلب وريفها لوسائل احتجاج ساخرة على انتخابات الدم المزمع إجراؤها في سوريا اليوم، ونشر ناشطون على شبكة التواصل الاجتماعي صوراً للكثير من هذه الحاويات التي أطلقوا عليها اسم “صناديق الاقتراع للراغبين بالتصويت في الانتخابات” في عدد من الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، وكُتب على بعض الحاويات بأحرف كبيرة وبألوان زاهية عبارات هازئة من الانتخابات مثل (صوتك هون لبشار مضمون) وعبارة (منكبك) تهكماً من عبارة (بنحبك) التي يرددها منحبكجية النظام وعبارة (بشار مكانك المضمون) وإلى جانبها سهم يؤشر إلى سطح الحاوية، وعمد السكان إلى رمي أكياس المهملات في هذه الحاويات التي تحولت إلى “صناديق اقتراع وهمية” وهم يؤدون حركات مسرحية ساخرة منها.
حول فكرة الحملة والغاية منها يقول الفنان جمعة. م الذي قام بطلاء الحاويات والكتابة عليها لـ “زمان الوصل”:
بدأت الفكرة من المجازر التي ارتكبها النظام والانتخابات الهزلية واللاشرعية بنظري ونظر كل الشعب السوري وتحديداً في المناطق المحررة، وكانت الفكرة أن نقوم بطلاء عدد كبير من حاويات القمامة ونقوم بتوزيعها في كل الأحياء التي تقع تحت سيطرة الجيش الحر.
ويردف الفنان جمعة: في البداية عملت على حاوية واحدة وطرحت الفكرة على صفحتي في “فيسبوك” فلاقت دعماً معنوياً وتشجيعاً كبيراً وبدأت بتنفيذها في حلب من خلال فريق (الإعلامي المرح) ووضعنا لها شعاراً يقول (صوتك هون لبشار مضمون)، وتم توزيع الحاويات بحسب الحي، ففي حلب كما هو معروف أحياء صغيرة وأحياء كبيرة، وهناك أحياء وضعنا فيها حاوية واحدة وأحياء أكثر من حاوية ضمن الإمكانيات المتاحة.
وحول العبارات التي تم كتابتها على الحاويات يقول جمعة: كل العبارات تقريباً موجهة لرأس النظام بشار الأسد وهناك بعض العبارات التي تطال المرشحين الآخرين “ماهر الحجار” و”حسان النوري” ومسرحية الانتخابات الهزلية.
تزوير الانتخابات
وهناك نشاطات عفوية موازية لهذه الحملة تمثلت في أداء بعض القاطنين في الأحياء التي وضعت فيها الحاويات لمشاهد ساخرة من الحاويات باعتبارها صناديق اقتراع مفترضة، وحول ذلك يقول الفنان جمعة: حملتنا في الحقيقة كانت عبارة عن حملتين حملة الحاويات الانتخابية وحملة صناديق الاقتراع لسحب الجنسية من بشار الأسد وفي أول أيام انتخابات الدم لدينا تمثيلية هزلية لشخص يقوم بالاقتراع عند أحد الصناديق، ثم بعد قليل يعود لابساً “جلابية” وفي مرة ثالثة يلبس بنطالاً وجاكيتاً ويعود للانتخاب وهكذا الخ .. وهذا دليل على التزوير الذي تشهده عملية الانتخابات المزيفة في المناطق التي هي تحت سيطرة النظام، ويشير جمعة إلى أنه مع حلول موعد الانتخابات في الثالث من حزيران ستكون حلب قد غطيت بالكامل وسيحقق بشار الأسد في حلب نجاحاً ساحقاً ولكن في حاويات القمامة.
زمان الوصل
{gallery}qam{/gallery}