دافع الروائى “علاء الأسواني” فى مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن الرقص الشرقى والراقصات المصريات, مطالبًا بالحفاظ على حقوقهن إذا أردنا ديمقراطية حقيقية فى البلاد.
واستنكر “الأسوانى” اهتمام المصريين بالرقص الشرقى وسط ما تمر به البلاد من اضطرابات وانتشار الهجمات الإرهابية وتدهور الحالة الاقتصادية, فى حين يزدرى المصريون الراقصات.
وأشار إلى أن مقطع الراقصة ذات الأصول الأرمينية “صافيناز”, سجل أكثر من 4 ملايين مشاهدة على موقع اليوتيوب, فى حين سجل مقطع النجمة اللبنانية “هيفاء وهبى” ما يزيد عن 10 ملايين مشاهدة.
وأكد “الأسوانى” أن الرقص الشرقى أثبت تأثيره على خروج المصريين من الضغوط المحيطة بهم, إلا أنه أكد وجود أبعاد أكثر من ذلك لاهتمام المصريين به.
وأوضح أن الرقص الشرقى دائمًا ما يثير الجدل فى الثقافة المصرية, حتى إن عبارة “ابن الراقصة” تعد إهانة, حيث يدل الرقص على الابتذال والعيش دون ضابط أو رابط.
وأشار إلى أن تلك النظرة الفوقية للرقص وثقها كتاب “وصف مصر” منذ أيام الحملة الفرنسية على مصر, حين وصف الراقصات بعدم امتلاك الآداب- فى نظر المجتمع- وأن حركاتهم لا يمكن أن تكون أكثر إسفافًا, وهو ما لم يستطع تفسيره الكتاب الأجانب حين زاروا مصر مثل “جوستاف فلوبيرت” و”جورج كورتيس” الذين أعجبا بجمال الراقصة فى مصر.
وأشار “الأسوانى” إلى محاولة الدولة الحفاظ على قيم المجتمع المصرى من خلال “الاعتقال” و”النفى”, مثلما قام محمد على حاكم مصر فى القرن التاسع عشر. كذلك تقنين مواصفات بدل الرقص والحركات التى تؤيدها الراقصات فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهو ما استمر حتى الأيام الراهنة, حيث الرقابة على الراقصات من قبل بوليس الآداب.
كذلك تعجب من “تناقض” المجتمع الذى يزدرى الرقص الشرقى فى حين لا يخجل الرجل من شراء بدلة رقص لزوجته.
ودافع “الأسوانى” عن الراقصات المصريات, مؤكدًا ضرورة حفاظ الدولة على حقوقهن باسم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
وأعرب, ختامًا, عن أمله فى أن يتحول الرقص الشرقى فى مصر إلى فن دون القيود المجتمعية المحيطة به الآن.