أكدت مصادر كنسية وإماراتية متطابقة أن زيارة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لدولة الإمارات ، حققت نتائج باهرة لم تكن بالحسبان.
وأوضحت المصادر وفق موقع (بوابة القاهرة) أن استقبال البابا في أبوظبي كان أسطوريا يليق بالأبطال، نظرا للمكانة الروحية الكبيرة للبابا لدى المسؤولين الإماراتيين ولدور البابا الكبير في الأحداث الأخيرة بمصر .
وقدمت مصادر بالكنيسة القبطية المصرية الشكر لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد راعي الزيارة، مؤكدة أن أقباط مصر لن ينسوا أبد الدهر ..” دور سمو الشيخ محمد بن زايد في دعمهم ومساندتهم ومؤازرتهم في الظروف العصيبة التي تمر بها مصر”.
وقالت إن البابا تواضروس فوجىء، فضلا عن حفاوة الاستقبال ، بالتوجيهات المباشرة التي صدرت من قبل الشيخ محمد بن زايد بتوفير أي دعم مادي ومعنوي وإعلامي تحتاجه الكنيسة، وأنه وجه ديوانه خلال لقاء بالوفد بدعم نشاط الكنيسة القبطية في إفريقيا لا سيما في المناطق والدول التي تشهد موجات من التطرف والعنف مثل مالي وافريقيا الوسطى .
وأكدت المصادر الكنسية أن هذا الدعم الإماراتي غير المحدود للكنيسة القبطية سيساهم في دعم نشاطها في هذه الدول، وبما يساهم في القضاء على التطرف الإسلامي المتزايد في هذه المناطق وهو ما أكده “سمو الشيخ محمد بن زايد في مرات ومناسبات عدة ” على حد قولها.
من جهتها أكدت مواقع إعلامية إماراتية عدة أن الشيخ محمد بن زايد، وجه بالفعل بتقديم كافة أشكال الدعم لأقباط مصر وللكنيسة القبطية” على دورهم التاريخي في إحداث التغيير بمصر، والحفاظ على هويتها وإسلامها السمح الذي يعتبر هم أبوظبي الأول” .
وطبقا لما نشره موقع “24 الإماراتي” فإن حفاوة الاستقبال والتكريم للبابا تواضروس تنبع من “مكانته الروحية التي تملأ قلوب محبيه من أبناء الشعب الإماراتي وعلى قمته قادته ومسؤولية”.
وقالت المصادر إن الإمارات لن تتوانى عن دعم الشعب المصري بكل أطيافه ومنهم الأقباط الذين تمثلهم الكنيسة القبطية وعلى رأسها نيافة البابا تواضروس، وانه من هذا المنطلق فقد وجه الشيخ محمد بن زايد بتوسيع كاتدرائية الأنبا أنطونيوس بأبوظبي لتصبح أكبر كنيسة في الخليج إن لم يكن بالشرق الأوسط برمته، ولتصبح منارة للتسامح الديني.
وقال المحامى والناشط الحقوقى نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، إن “زيارة قداسة البابا تواضروس الثانى إلى دولة الإمارات، تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الكنيسة القبطية وفى عهد البابا تواضروس الثاني”، واصفًا إياها بأنها “زيارة تاريخية وأنها تحمل دلالات كبيرة المعنى؛ إذ أن لدولة الإمارات الشقيقة مواقف عظيمة تجاه ما مرت به مصر من ظروف عصيبة”.
وأضاف جبرائيل إن البابا تواضروس استقبل استقبالًا رسميًا في قصر الأمير الشيخ خليفة بن زايد بن نهيان رئيس دولة الإمارات، كما اجتمع بولي العهد نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد ، وكثير من المسئولين الإماراتيين، بينما لم يتأكد لقاء البابا مع الشيخ خليفة بن زايد الذي يعاني منذ أشهر من غيبوية لم يعرف سببها حتى الآن .
وكان البابا تواضروس قد بدأ زيارة للإمارات الجمعة الماضية تمتد لمدة خمسة أيام التقى خلالها بكبار المسؤولين هناك، لكن مصادر كنسية أكدت أنها زيارة دينية بالأساس ليرأس “القداس الإلهي” والقداس بكاتدرائية الأنبا أنطونيوس بأبو ظبي وزيارة ضريح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات والتي رافقه فيها كبار المسؤولين عن المسجد وإمامه حيث تم تلاوة بعض التراتيل والأدعية”.
وغادر البابا القاهرة على متن الطائرة الرئاسية الخاصة باستقبال المسئولين الإماراتيين تكريما لنيافته، حيث رافقه على الطائرة من القاهرة وفد اماراتي رفيع بقيادة وزير الدولة الشيخ منصور بن زايد، ثم نقلته من المطار طائرة مروحية إلى القصر الرئاسي بأبوظبي لدواع أمنية.
وزيارة البابا تواضروس إلى الإمارات، هي الأولى من نوعها إلى الخليج العربي منذ توليه منصبه فى 2012، والزيارة الرعوية الأولى له لدولة عربية، حيث سافر بصحبة وفد كنسي ضم الأنبا رافائيل سكرتير المجمع، والأنبا يؤانس أسقف الخدمات العام، إلى لبنان فى مارس الماضى؛ لتقديم واجب العزاء فى بطريرك السريان الأرثوذكس مار أغناطيوس زكا الأول.
وأكد البابا تواضروس في كلمة له خلال حفل الاستقبال الذي أقيم له بمسرح “شاطىء الراحة” بأبوظبي أن الامارات صارت عنوانا للتسامح، وأعرب عن سعادته الكبيرة لزيارة ضريح ومسجد الشيخ زايد، وقال:”لفت نظرى فى هذا المكان الجميل الرائع اللون الأبيض والذي يعبر عن القلب الأبيض والكبير الذى يمتلئ بالمحبة”.
وتابع البابا:” كنت أشتاق لهذه الزيارة خاصة أن الامارات أول دوله عربية قدمت لنا دعوة لزيارتها وهذه الدعوة الكريمة من الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان، والذى نصلى أن يعطيه الله الصحة والعافية وكذلك الفريق أول الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى “.
من جانبه قال الانبا ابراهام مطران القدس والكرسى الاوراشليمى خلال الحفل، إن هذه اللحظة تاريخية، موضحا أن روح الشيخ زايد تملأ المكان .
وضم الوفد الكنسى الذي زار الإمارات الأنبا أبراهام مطران القدس والأنبا إبرام أسقف الفيوم والأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح والأنبا جوارحيوس أسقف مطاي والقس إنجيلوس والقس امنيوس سكرتير قداسة البابا تواضروس الثانى.