تحت عنوان “كيف يجرؤ: عدو إسرائيل الذي لا يخشى السيسي”، كتب المحلل الإسرائيلي “روعي قيس” تقريرًا مطولًا حول المرشح الرئاسي حمدين صباحي قال إنه من معجبي عبدالناصر وعدو مبارك ومعارض للتطبيع مع إسرائيل وصديق لحماس.
وأضاف التقرير أن الاستطلاعات المصرية تتكهن بفوز كاسح للجنرال السابق في الانتخابات الرئاسية إلا أن المرشح اليساري حمدين صباحي ليس لديه استعداد للتسليم بدون معركة.
وأضاف أن صباحي أعلن التحدي قائلاً: “أتوقع الفوز في الانتخابات الرئاسية المصرية بنسبة 52% على الأقل”، مشيراً إلى أن إعلان النوايا المدهش هذا خرج على لسان الرجل الذي سينافس رأساً برأس وفي جولة انتخابية واحدة فقط ضد وزير الدفاع ذو الشعبية عبد الفتاح السيسي.
وتابع بأن الرجل يسمى حمدين صباحي، وهو مرشح اليسار العلماني الذي يمثل التيار الناصري، وماضيه بعيداً تماماً عن الإيحاء بأنه يفوز عندما يكون وضعه سيئاً، إلا أن صباحي هو الاسم الوحيد الذي بقى من الانتخابات الرئاسية حامية الوطيس التي أجريت في عام 2012 وفاز بها الرئيس السابق رجل الإخوان “محمد مرسي” بفارق طفيف أمام رجل النظام السابق أحمد شفيق.
وأشار إلى أن صباحي خطف الأضواء في الجولة الأولى باعتباره المرشح المجهول في حينه الذي وصل للمركز الثالث بأكثر من 4.8 مليون صوت وتقدم على مرشحين أكثر شهرة مثل عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح.
وتناول التقرير الأحداث التي تلت فوز مرسي ورفض صباحي الانضمام لنظام مرسي مساعدا للرئيس، مشيراً إلى أن صباحي يعتزم في الانتخابات الحالية ضد المشير السيسي أن يواصل طريقه وألا يعتمد على شراكات من هذا النوع أو ذاك، مشيراً إلى الخلفية التي أتى منها صباحي ومولده بمحافظة كفر الشيخ شمال مصر لأسرة فقيرة وأب مزارع ونشاطه في شبابه كطالب بكلية إعلام وموقفه البارز ضد السادات واتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، ثم فوزه بلقب أصغر معتقل سياسي في عام 1981 وعمله في الصحيفة الناصرية.
وأضاف أن صباحي كان من ألد أعداء مبارك وتم اعتقاله بسبب أنشطته رغم كونه نائباً بالبرلمان المصري، كما كان من مؤسسي حركة كفاية في عام 2004 والتي طالبت بوقف كل أشكال الفساد والتطبيع مع إسرائيل، علاوة على مشاركته في إقامة حزب الكرامة الناصري، وانضمامه لمظاهرات التحرير التي أسقطت نظام مبارك، وثورة 30 يونيو ضد مرسي.
وأشار إلى أن صباحي لم يشارك في الفترة الانتقالية التالية لـ 30 يونيو، مرجحاً أن السبب في ذلك هو تفكيره في الانتخابات المقبلة وعدم رغبته في المساس بشعبيته.
وأضاف أن صباحي قرر الترشح حتى قبل أن يعلن السيسي نيته الترشح، وعندما أعلن المشير عن نيته هنأه على التويتر ولكنه منذ ذلك الحين انتهز أي فرصة ممكنة لانتقاده، مؤكدا أن مصر بحاجة لرئيس مدني وليس عسكرياً.
وتابع بأن صباحي ينتهز أي فرصة لإجراء لقاء إعلامي، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي ينزل فيه الجنرال السيسي إلى الشعب ويركب الدراجة في شوارع القاهرة بملابس رياضية ويجري لقاءات عديدة مع زعماء القبائل والشخصيات العامة وغيرهم، يحرص صباحي على الاستضافة في الحوارات الإعلامية في أي مكان ممكن.
وواصل الكاتب تلميع صباحي قائلاً: خلافاً للسيسي الذي ينشر بالأساس تصريحات عامة، يتحدث صباحي عن كل شيئء ويجب عن كل سؤال وموضوع، حتى العلاقات مع إسرائيل واتفاقية السلام معها، مشيراً إلى أن صباحي قال في لقاء بشهر مارس الماضي مع قناة CBC إنه في حال انتخابه رئيساً لمصر سينفذ تغييرات باتفاقية السلام مع إسرائيل.
وأضاف أن موقف صباحي من إسرائيل وعلاقاتها مع مصر معروفاً منذ سنوات عديدة، وهو نفسه معروف بعلاقاته مع قيادات حماس، كما زار غزة في إطار وفد برلماني مصري، وعلى الرغم من قوله منذ فترة قريبة إنه يجب وقف ممارسات حماس ضد الأمن القومي المصري إلا أنه قال إن هذا لا يعني منع مصر من مواصلة تأييد الشعب الفلسطيني.
واختتم الكاتب تقريره متساءلاً: الانتخابات الرئاسية ستجرى في 26 و27 مايو فهل ينجح صباحي في صنع المستحيل وإكمال المشواره هذه المرة حتى النهاية؟ صحيح أن المرشح الناصري لا ينفي الشعبية الكبيرة للجنرال السيسي بين الشعب المصري، ولكنه لازال مؤمناً بأن كل شيء وارد.