ليس صيد السمك فقط هو ما يُعلّم الصبر.. الإدارة الطبية لمدينة الملك عبد العزيز أيضا تفعل ذلك مع المرضى.
بعد أشهر عانى فيها مواطن فقير من انتظار موعده المحدد لتلقي العلاج، ذهب في صحبة أمل لا يفارقه بانتهاء ألمه، في الطريق كانت نسمات الهواء تصافح جسده المصاب، بينما لا يستطيع من في السيارة تجنّب سماع صوت أنّاته المتواصلة.
ترجّل من المركبة في اتجاه المدينة الطبية وهو يمشي ببطء، كأن أحدهم ربط في ساقيه أثقالا، يقف كل عدة أمتار ليلتقط أنفاسه، ويهدئ الوجع الذي يتضاعف كلما سار خطوة واحدة.
وقف أمام الطبيب في حالة إعياء شديدة، ولم يصدق نفسه وهو يلقي بجسده على المقعد ليستريح، لكن الطبيب سرعان ما حوله إلى قسم الأشعة المغناطيسية الذي أخبره أن موعد الكشف عليه سيتم تحديده عبر رسالة تصله على الجوال.
تجمدت ملامحه، ولم ينبس بكلمة، كل ما فعله أنه استند إلى أقرب جدار يقابله، وهو ينظر إلى السماء بعينين تفيضان بالدموع وجسد ينبض بالوجع.
بمجرد أن غادر المستشفى سمع صوت الرسالة في جواله، وفوجي أن موعده القادم في عام ١٤٣٧، أي بعد عامين!
عاش ليلة عصيبة، لم يذق فيها طعم النوم، قرأ الرسالة مئات المرات، وهو يظن أن هناك خطأ ما، وفي اليوم التالي اصطحب همّه وقلة حيلته وذهب من جديد إلى جدة من الطائف، ليؤكد له الموظف أن الموعد صحيح -بعد عامين- وما زالت الدهشة على وجه المواطن لا تفارقه -تماما- مثل آلام مرضه.