بدأ الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق في قطر، حملة على نطاق عالمي واسع للفوز بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة في الانتخابات التي ستجري في أواخر عام 2016.
وفق مجلة (الوطن العربي) قالت مصادر دبلوماسية دولية في لندن إن الشيخ حمد بن جاسم حصل على مباركة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، الذي تخلى عن منصبه لصالح نجله الشيخ تميم، وقد اقدم الأخير على تشكيل حكومة جديدة قبل أن تقدم الحكومة التي كان يرأسها الشيخ حمد بن جاسم استقالتها، ولم تمض أيّام قليلة على التغيير في رأس هرم السلطة القطرية، حتى صدر قرار أميري يقضي بإعادة تشكيل مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار الذي يدير ما بين مائة وخمسين ومائتي مليار دولار من الاستثمارات القطرية في مختلف أنحاء العالم. وبموجب القرار أعفي حمد بن جاسم، الذي كان يدير عملياً الجهاز، من منصب نائب الرئيس، وجُرّد الرجل بالتالي من أي نفوذ مالي أو اقتصادي بعد إخراجه من دائرة التأثير في السياسة القطرية. وقد دفعه ذلك إلى مغادرة قطر وقطعه كل وسائل الاتصال به من هواتف نقالة ذات الأرقام المعروفة من المحيطين به أو حتى أصدقائه.
وأضافت المصادر أن الأمير الوالد وافق على منح مباركته للشيخ حمد لتعويضه على خروجه من دائرة التأثير في السياسة القطرية على الصعيدين الداخلي والخارجي، وخسارته كل نفوذ مالي واقتصادي، وقرر دعم ترشيحه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، هذا الترشيح الذي حظي بدعم الولايات المتحدة، الأمر الذي شجع الشيخ حمد على إطلاق حملة على مستوى العالم لضمان حصوله على أصوات تؤهله للفوز بهذا المنصب الدولي الرفيع، خاصة انه يتمتع بعلاقات قوية مع الكثير من قادة العالم.
غير أن هذا التحرك اقلق الأمير تميم الذي لا يرغب في حصول الشيخ حمد على مثل هذا المركز الذي يمكن أن يؤهله لمنصب أخر داخل قطر بعد ذلك، رغم أن الشيخ حمد أكد انه لا يطمع بأي منصب داخل قطر، وسيبقى في لندن لإدارة استثماراته من هناك، وهو يرى فقط أنه يملك المؤهلات لإدارة الأمم المتحدة، وأن هذا الوضع سيساهم في الرفع من شأن قطر على مستوى العالم.
وإذا ما فاز الشيخ حمد بن جاسم بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة فانه سيكون ثاني عربي يتولى رئاسة المنظمة الدولية بعد السياسي المصري بطرس غالي.