(CNN)- “الله يستر ما أموت اليوم”، كانت آخر العبارات التي تلفظ بها الممثل الأردني محمود السوالقة الثلاثاء، بعد تأديته لمشهد موت في العمل الدرامي “إخوة الدم”، وكان بالفعل هو المشهد الأخير له حيث فارق الحياة بعدها بأقل من عشرة دقائق، كما روى زملاء له.
حالة الصدمة والذهول التي خيمت على فريق العمل كما يروي مخرجه، حسن أبو شعيرة، لموقع CNN بالعربية، لم تكن بسبب انتهاء أجله فحسب، كما يقول، بل لتزامنها مع تأدية السوالقة “مشهدي موت في عملين منفصلين” في اليوم ذاته، ما دفعه للقول: “في هذا المسلسل رح أموت، وفي المسلسل الآخر أيضاً بموت.. الله يستر ما أموت اليوم.”
ويقول أبو شعيرة، الذي أشار إلى أنه استجمع تلك التفاصيل في وقت لاحق من الوفاة: “لقد أدى محمود دوره بأريحية تامة، وكنا قد أعدناه ما يزيد عن سبع مرات، وفي كل مرة كان يؤديه دون كلل، وكان المشهد يجسد لحظة إطلاق بطل العمل النار عليه في لحظة غدر، حيث كان يمثل دور قاطع طريق مع ابنه في العمل، الممثل منذر رياحنة.”
ولم تبد على السوالقة أي آثار إعياء عند انتهاء المشهد، بحسب أبو شعيرة، وطلب المدير الفني للعمل منه البقاء مستلقياً على الأرض، بعد تنفيذ المشهد ليقول له: “خليك لأنك ميت”، فيما رد عليه السوالقة بالقول: “ما أنا ميت فعلاً.”
حتى هذه اللحظات، لم يكن السوالقة قد فارق الحياة، إلا بعد أن قرر مخرج العمل الانتقال للتصوير إلى موقع مجاور لاستكمال المشاهد، وما إن مرت 7 دقائق على ركوب السيارات الخاصة بالعمل، حتى تلقى أبو شعيرة اتصالاً مع أحد العاملين وقال له: “محمود السوالقة مات.”
ويستذكر المخرج الأردني، في تصريحاته لـCNN بالعربية، ابتسامة السوالقة الدائمة قائلاً: “لقد رحل وكان رجلاً طيباً محبوباً.. كلنا مغادرون.”
ويؤكد أبو شعيرة احتفاظ العمل بمشهد الوفاة عند عرضه، قائلاً إنه يمثل عقدة رئيسية فيه، تتمحور حول “ثأر” الرياحنة من قتلة والده في بقية العمل.
وبين أن السوالقة عند نقله إلى مستشفى في “الشونة الجنوبية”، بمنطقة البحر الميت التي كان يجري التصوير فيها، “لفظ أنفساه الأخيرة وحاول قول شيء ما..”، فيما لفت إلى أنه كان يعاني من انسداد في الشريان التاجي قبل عام، وأجرى عملية جراحية في حينه.
إلى ذلك، وجه فنانون أردنيون رسالة إلى نقابة الفنانين الأردنيين وشركات الانتاج، بتوفير مستلزمات للسلامة العامة خلال تصوير الأعمال الفنية، خاصةً في المواقع ذات البيئة الصعبة، والتي تتطلب رعاية طبية.
وقال الممثل الأردني، أنور خليل، زميل السوالقة في أعمال أخرى، إن الممثلين في الأردن يعانون من عدم إبرام اتفاقيات تأمين خلال تصوير أعمالهم، قائلاً إن تواجد طاقم طبي في مواقع التصوير ليس متوفراً دائماً.
وقال لموقع CNN بالعربية: “نحن الممثلون الأردنيون نعمل في ظروف إنتاجية صعبة، أحياناً نعمل دون تأمين، ونؤدي مشاهد في بيئات صحراوية وجبلية.”