يدور نقاش على صفحات الجرائد الأميركية حول مستقبل موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” وإمكانية صموده واستمراره في ظل التحديات الكثيرة التي يواجهها، وخصوصا التقارير المتعاقبة التي تتكلم عن تراجع عدد مستخدميه للربع الثاني على التوالي.
وكانت شركة تويتر قد ذكرت أن تراجع عدد المستخدمين عمّق مخاوف المستثمرين بشأن قدرتها على اكتساب المزيد من المتابعين، ما جعل أسهمها تتراجع بمعدل أكثر من 10 في المائة في المداولات اليومية في البورصة، ليستقر سعر السهم الثلاثاء الماضي عند 38.05 دولارا للسهم، ما يعتبر أقل من مستويات الطرح العام الأولي في 25 نوفمبر عندما بلغ سعر السهم 38.80 دولاراً.
غير أن ما يزيد من قلق الشركة، التي يقع مقرها في مدينة سان فرانسيسكو، أن عدد مستخدميها الشهري الذي كان يناهز 255 مليون مستخدم كمعدل، أصبح أقل من ذلك بكثير.
محاكاة فيسبوك.. حلم بعيد التحقيق
وقالت تقارير إعلامية أن النتائج كشفت تراجعاً في الزخم في الشركة، التي توقع لها مستخدمون متحمسون أن توازي فايسبوك في الحجم.
وقال بريان وايزر المحلل في مؤسسة “بيفوتال ريسيرتش” إن الآمال بتحقيق نمو في شركة تويتر لتصبح وسيلة اتصالات كما حدث مع فيسبوك يعد أمراً غير واقعي وبعيد عن الواقع”.
يذكر أن موقع تويتر قد بلغ ذروته في شهر ديسمبر الماضي برأسمال قدر بـ 46 مليار دولار بعوائد بلغت 665 مليون دولار في عام 2013، ما جعل أسهمها من أغلى الأسهم في العالم.
إلا أن شهر شباط فبراير الماضي شكل بداية تصدع في قيمة الشركة مع الكشف عن تراجع النمو في المستخدمين إلى أدنى معدل له منذ سنوات.
وقد دفع ذلك الرئيس التنفيذي لتويتر ديك كوستولو إلى التعهد بتعديل تصميم الموقع. متحدثا في الوقت نفسه لمحللين في وول ستريت عن أن التغريدات خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار في مارس شوهدت أكثر من 3 مليارات مرة عبر الإنترنت، وذكرت مرات لا تحصى في البرامج الإذاعية والتلفزيونية.
ويدور نقاش كبير حاليا في الولايات المتحدة عما إذا كانت شركة تويتر تقود “فقاعة اتكنولوجية” جديدة، وعما إذا ما تمت المبالغة في تقييم قيمة شركات التكنولوجيا، وهل كان الأشخاص الذين تولوا التقييم مختصون، أم “أن حماس المستثمرين دفع أسعار الأسهم صعودا دون تبصر”، كما قال مستثمر الأسهم الخاصة ادوين بوستون مؤخرا لتلفزيون بلومبرغ
يذكر أنه في وقت سابق من هذا العام، دفعت شركة فيسبوك مبلغ 19 مليار دولار لشراء تطبيق “واتس آب”، و 450 مليون مستخدم، إلا أن مختصين يقولون أن هذه الصفقة اشترت، إلى جانب “واتسآب”، القدرة على الوصول إلى المزيد من الجمهور، وبالتالي، ضمان عوائد شركات الإعلانات.
ويقول ستيف بلانك وهو رجل أعمال وأستاذ في جامعة ستانفورد، الذي حذر من فقاعة التكنولوجيا في عام 2011: ” لأول مرة يساوي عدد المستخدمين عدد المبيعات”، ويقول إن هناك نوعا من المبالغة في التقييم لأسعار شركات التكنولوجية وبضائعها.
وتخوف السيد دايفيد اينهورن من شركة غرين لايت كابيتال” في حديث إلى صحيفة وول ستريت جورنال من توسع الفقاعة إلى ما هو أبعد بكثير، لأن معظم الأموال المفقودة في قطاع التكنولوجيا تأتي من المستثمرين من القطاع الخاص، ومتى انفجرت الفقاعة ينعكس ذلك على غيرها من القطاعات.
“منصة النشر التي حملت الولوج إلى عالم الإنترنت عبر الهاتف النقال تنحسر”، تقول ذا أتلانتك، إلا أن نفوذها على النشر لا يزال قائما، فتويتر يُستَخدم ليكون نوعا من بديل لغرفة الأخبار أو الحانة حيث يمكن اللقاء حول أفكار ومناقشتها.
وشبهت “أتلانتك” كلمة تويتر مع فايسبوك، بكلمة مدون مع صحافي، لافتة إلى أن تويتر شيء قد تم تجاوزه، كان دائما على شكل منصة أراد الناس أن يتجمعوا حولها، ولكنهم بدأوا يفترقون بعد أن انتهت المتعة.
أما عن ماذا بعد تويتر، فقد سألت الصحف الأميركية هذا السؤال، وخلصت إلى أن منصات تواصل اجتماعية أخرى، مثل سناب تشات وإنستغرام، من المرشح أن تحل محل تويتر الذي وُصف بأنه غص واختنق، بطريقة تجعل من المستخدمين يريدون اكتشاف منصات جديدة، تعطي مجموعات من المحتوى لا مجموعات من القراء.