قدم عدد من أعضاء مجلس النواب في مملكة البحرين عريضة إلى رئيس المجلس، طالبوا فيها بإسقاط عضوية أسامة مهنا التميمي “المثير للجدل والمشاجرات” بعدما تلفظ بكلمة اعتبرت “مسيئة” بحق نائب آخر، أثناء مشادة كلامية خلال الجلسة الأخيرة للمجلس.
وقبل أقل من ثلاثة أسابيع من انتهاء الدورة الحالية لمجلس النواب، الذي يختتم أعماله في 21 مايو/ أيار الجاري، طلب عدد من النواب إسقاط عضوية التميمي الذي يحمل توصيف (النائب الملاكم) من المجلس، وهو الطلب الذي يتطلب موافقة ثلثي المجلس المكون من 40 عضواً.
وهذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها قضية إسقاط عضوية التميمي من المجلس، حيث كانت هناك محاولة سابقة، في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، لتعديه على النائب غانم البوعينين ولشتمه النائبة سوسن تقوي في ردهات مجلس النواب.
عبارات نابية
واستند النواب في طلبهم الأخير، وفق موقع (ايلاف) إلى توجيه التميمي عبارات “نابية” إلى عضو المجلس، حسن الدوسري، الأمر الذي دفع رئيس المجلس، خليفة الظهراني، إلى رفع الجلسة لمدة خمس دقائق، كما هدد بتطبيق اللائحة الداخلية على النائب التميمي، إذا ما كرر فعلته.
إلا أن التميمي اعتبر، في تصريحات لـ (سي إن إن) أن “الهدف من الحملة هو تغير مسار القضية، من مناقشة الإضراب الذي قام به 350 سجينًا سياسيًا في سجن (جو) المركزي، ومعرفة نتائج النيابة العامة التي تحقق بالموضوع، إلى اتجاه آخر.. وبالتالي عدم مناقشة تجاوزات وزارة الداخلية”، على حد قوله.
وأكد التميمي أن “البحرين دولة مؤسسات.. ونحن في المجلس نسعى إلى التأكد من تطبيق الجهات المعنية، وخصوصاً وزارة الداخلية والمسؤولة عن السجون، الاتفاقيات والقوانين المحلية والدولية، لا سيما بحضور مفوضية حقوق الإنسان الدولية، المتواجدة في البحرين منذ شهرين”.
ملاكمة وهمية
ويشار إلى أن النائب أسامة مهنا ظل محور تندر في الصحافة البحرينية لعدة سنوات على اعتبار ترويجه لنفسه على انه أحد أبطال العالم في ملاكمة (التاي بوكسينغ).
ومن المعروف أن التميمي يمتلك موقعاً على شبكة الإنترنت، باسم “أكاديمية أسامة التميمي للفنون القتالية”، كما أنه معروف لدى بعض الأوساط السياسية في مملكة البحرين باسم “النائب الملاكم”، وله صور على بعض مواقع التوصل الاجتماعي، تظهر ممارسته بعض الرياضات القتالية.
يذكر أن مشاداتٍ كلامية حدثت بين النائب أسامة مهنا واثنين من النواب حصلت في جلسة 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، إذ توترت أجواء الجلسة مع بدايتها بعد مشادة بين النائب المذكور وزميله غانم البوعينين، فيما شهدت فترة الاستراحة توتراً آخر بينه وبين النائب سوسن تقوي.
وكان أسامة مهنا وجه انتقادات لوزارة الداخلية، الأمر الذي رفضه النائب البوعينين، ليرد عليه مهنا:”انت نائب؟ سأجعل البحرين كلها تضحك عليك ايها الانبطاحي …. وان لم تصمت فسأصفعك بالكتاب”. وهو ما ادى الى تهديد رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني برفع الجلسة ان لم تهدأ الأجواء فانسحب البوعينين وتواصلت الجلسة.
ويكيليكس: السفارة الأميركية
كما ان النائب سامي مهنا التميمي كان مهددا بالطرد من جانب مجلس النواب حين كانت احدى الصحف المحلية البحرينية نشرت العام 2013 أن موقع (ويكيليكس) أفاد في احدث تقاريره عن مملكة البحرين بأن للسفارة الأميركية في مملكة البحرين دورًا في تجنيد النائب أسامة التميمي عضو مجلس النواب لخدمة مصالح أميركية غير مكشوفة للعلن، إلى جانب تسريبه موضوعات وملفات خاصة بمجلس النواب إلى السفارة الأميركية في البحرين.
وحينها، أكد عبدالله الدوسري النائب الأول لرئيس مجلس النواب انه ليس من اختصاص هيئة مكتب المجلس إسقاط العضوية عن أي نائب، كما انه ليس من اختصاصها إحالة أي نائب إلى التحقيق أمام اللجنة المختصة من تلقاء نفسها.
وشدد الدوسري على أن الموقف الذي اتخذه مكتب المجلس بشأن ما نشرته احدى الصحف حول النائب أسامة مهنا التميمي وعلاقته بالسفارة الأميركية، جاء بهدف حث النائب نفسه للرد على ما جاء في الخبر المنشور.
وأضاف الدوسري في تصريحات خاصة آنذاك لصحيفة (أخبار الخليج) أن الإشكالية أن النائب لم ينف هذه الأنباء، ومن المفترض به أن يوضح موقفه أمام زملائه النواب، لأن هذه الاتهامات إذا ما صحت تستلزم آليات أخرى، بالإضافة إلى أن الأنباء المنشورة لا يقبلها أي نائب في المجلس، وتمثل تهماً خطيرة لا يمكن السكوت عنها.
وأشار النائب الأول لرئيس مجلس النواب أن صمت النائب أسامة التميمي عن الرد يجعله عرضة لمزيد من الإجراءات التي قد يقدم عليها باقي النواب طبقا للائحة الداخلية للمجلس.