زار رئيس المخابرات المصرية، اللواء محمد فريد التهامي، هذا الأسبوع واشنطن لإحاطة المسؤولين الأمريكيين بالمخاطر التي تواجهها مصر في مواجهة تنظيم القاعدة في سيناء وراسخة ومدن السويس الساحلية، مع ورود أنباء في الأسابيع الأخيرة عن تدفق مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من ساحات القتال في سوريا والعراق عبر الأردن، وفقا لما ادعاه تقرير النشرية الأسبوعية لموقع “ديبكا” الاستخباري الإسرائيلي.
وقد وافقت واشنطن على طلب عسكر مصر بتزويدهم بأنظمة متقدمة لجمع المعلومات الاستخبارتية ومروحيات أباتشي وغيرها من المعدات لمحاربة “الإرهابيين” في سيناء، بما يخفف الحظر الجزئي على الأسلحة الذي تفرضه واشنطن على مصر بعد الإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر واضطهاد جماعته. كما تعني الموافقة أيضا أنه لا تأثير لصفقات السيسي مع موسكو تأثير في تزويد واشنطن انقلابيي مصر بالأسلحة.
وفي زيارته لواشنطن، وفقا للتقرير، حاول وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، التهرب من القضية المثيرة للجدل المتعلقة بأحكام الإعدام الجماعي التي أصدرها القضاء المصري، بمحاولة إقناع مسؤولي الإدارة أنه إذا انتُخب رئيسا في نهاية هذا الشهر، فإن السيسي سوف يستمر في محاربة جماعة الإخوان المسلمين في الوقت نفسه سيعمل أيضا على تعزيز الديمقراطية.
وهذا التناقض لا يرضي تماما واشنطن، وخصوصا عندما صدر حكم بالإعدام الجماعي على حوالي 682 مناهضا للانقلاب المصري بعد 10 دقائق من بدء جلسة المحاكمة.
وقد ردَ السناتور باتريك ليهي، ديمقراطي من فيرمونت، والذي يرأس اللجنة الفرعية للمخصصات في مجلس الشيوخ التي تشرف على المساعدات الخارجية، بسخط في اليوم التالي، حيث تعهد بمنع المزيد من المساعدات العسكرية لمصر حتى إقامة محاكمة عادلة.
ومع كل ذلك، يبدو أن إدارة أوباما تغاضي عن كل هذا في الوقت الراهن، وفقا للتقرير، ذلك أنه من المقرر أن يزور وفد عسكري أمريكي إلى القاهرة، خلال الأسبوع المقبل، لدراسة طلبات الأسلحة ومعرفة ما إذا كانت تطابق احتياجات مصر الأمنية العملية قبل عرضها على الرئيس أوباما للموافقة عليها.
وكشف التقرير أن اثنين من أكبر داعمي الانقلاب العسكري في مصر مارسوا ضغوطا على واشنطن لتمرير الصفقة، وهما: ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، العجلة الكبيرة في الدوائر المالية والاستخباراية لواشنطن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي دفع الكونغرس الأميركي في هذا الاتجاه.
لكن تشير مصادر “ديبكا” إلى شواغل ثلاثة تثير قلق الإدارة الأميركية تجاه السيسي:
1 . الخوف من أنه ما إن يحصل الحكم العسكري المصري على ما يريد من واشنطن، ودون تحفظات، فإنه ينسى وعوده في تغيير الاتجاه إلى مسار لم يتفقوا عليه مع الأمريكيين.
2 . سوف يستخدم الأموال الأمريكية والمساعدات العسكرية لمواصلة سحق الإخوان المسلمين.
3 . علمت الإدارة من الاستخبارات أن السيسي يدرس إرسال جيشه لشن هجوم عسكري ضخم في شرق ليبيا ضد منظمات مرتبطة بالقاعدة، ويُعتقد أن لها حضورا كبيرا في بنغازي ودرنة.
وقد زعمت المخابرات المصرية أن هاتين المدينتين هما مصدر معظم الأسلحة التي تُستخدم من قبل خلايا القاعدة والإخوان في سيناء وقطاع غزة لترويع المدن المصرية وتهديد قناة السويس، وفقا لما أورده التقرير.
وتخشى واشنطن، وفقا للتقرير نفسه، أن الحاكم (العسكري) المصري سوف يستخدم عملية مكافحة الإرهاب في شرق ليبيا للاستيلاء على الحقول والمنشآت النفطية في إقليم برقة ..