أحمد المصري- الأناضول: غاب الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، للأسبوع العاشر على التوالي، عن خطبة الجمعة، الذي اعتاد أن يلقيها منذ سنوات في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة.
ورغم غياب القرضاوي عن الخطابة، إلا أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يترأسه، ويتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا له، واصل أنشطته.
وأصدر الاتحاد على مدار الأسبوع الماضي فقط ثلاثة بيانات اثنين منهما، أدان بهما أحكام الإعدام والمؤبد والإحالة للمفتي، الصادرة الإثنين، في مصر بحق 1211 من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، بينهم المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع.
وندد الاتحاد، في البيان الثالث الذي أصدره مساء أمس، بـ”المجزرة البشعة” في مدرسة عين جالوت الابتدائية بشرق حلب بسوريا، والتي قتل خلالها 25 طفلاً على الأقل ؛ وجرح عشرات آخرون في قصف جوي نفدته قوات نظام بشار الأسد على المدرسة الأربعاء الماضي .
واعتاد القرضاوي أن يعلن، قبل كل جمعة، غزمه إلقاء الخطبة، إلا أنه لم يعلن منذ آخر خطبة ألقاها في 21 فبراير/ شباط الماضي أنه سيخطب سوى مرة واحدة وذلك يوم الجمعة 11 إبريل/ الجاري إلا أنه اعتذر عنها بسبب “وعكة صحية”.
وتعد هذه عاشر خطبة جمعة يغيب عنها القرضاوي منذ آخر خطبة له، والتاسعة منذ أزمة سحب السفراء في 5 مارس/ آذار الماضي، والثالثة منذ إعلان وزراء خارجية دول الخليج، في 17 إبريل/ نيسان الجاري، موافقة دولهم على آلية تنفيذ وثيقة الرياض.
ووثيقة الرياض هي اتفاق مبرم في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في الرياض ووقعه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحضور الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وعاهل السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز، ويقضي بـ”الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر”.
وجاء اتفاق الخميس 17 إبريل على أمل إنهاء أزمة خليجية بدأت في الخامس من مارس/ آذار الماضي، عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفراءها من قطر.
ويروج البعض لغياب القرضاوي على أنه بضغوط من قطر على خلفية الأزمة الخليجية، ولا سيما بعد أن أعلن أنه سيخطب جمعة 11 إبريل ثم عاد واعتذر ، إلا أن القرضاوي أصدر بيانا في 20 إبريل نفى فيه تعرضه لأي ضغوط .
وبشأن غيابه عن الخطابة في مسجد عمر بن الخطاب منذ عدة أسابيع، ذكر القرضاوي في تصريحات سابقة أنه “متوقف لأسباب شخصية وليس لشيء آخر”.
وتتهم الإمارات الشيخ القرضاوي بالتدخل في شؤونها عبر توجيه انتقادات لها في خطبه من الدوحة.
وقبيل أزمة سحب السفراء، شهدت العلاقات بين الإمارات وقطر احتقانا، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في 2 فبراير/ شباط الماضي استدعاءها، سفير قطر في أبو ظبي، فارس النعيمي، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على خلفية ما وصفته بـ”تطاول” القرضاوي، في خطبة بالدوحة، وجه خلالها انتقادات للإمارات في يناير/ كانون الثاني الماضي، في خطوة كانت غير مسبوقة في العلاقات الخليجية.
وانتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الإمارات في خطبته، قائلا إنها “تقف ضد كل حكم إسلامي، وتعاقب أصحابه وتدخلهم السجون”.
وأضاف أنها تؤوي المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، أحمد شفيق، الذي وصفه بأنه “من رجال حسني مبارك (الرئيس المصري الأسبق)”.
وتدعم الإمارات السلطة الحالية في مصر، وتعتبر الإطاحة بالرئيس محمد مرسي “ثورة شعبية”، فيما تتهم القاهرة قطر بدعم أنصار مرسي، يعتبر القرضاوي واحداً منهم، والذين يرون في الإطاحة به “انقلاباً عسكرياً”.
وفي أعقاب خطبته، قال في خالد بن محمد العطية وزيرالخارجية القطري في تصريحات لتليفزيون قطر إن “ما قيل على لسان الشيخ يوسف القرضاوي لا يعبر عن السياسة الخارجية لدولة قطر”.
وفي الخطبة التي ألقاها في 21 فبراير/ شباط الماضي (آخر خطبة له) قال القرضاوي إنه سيظل “يخطب ويقول كلمة الحق يرضى بها من يرضى ويغضب منها من يغضب”.