تحت عنوان «ابتعد عن ألبان الإبل، وخفافيش القبور المصرية»، حذرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية من إمكانية انتشار الفيروس الجديد الشبيه بفيروس «سارس» المميت، وهو فيروس «ميرس»، أو المعروف بكورونا، في منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم إلى جميع أنحاء العالم.
وأشارت المجلة إلى القلق العميق في المملكة العربية السعودية من انتشار ذلك الفيروس، الذي يقتل ثلث المصابين به فجأة وبطريقة غامضة، موضحة أن الرياض تكافح للحصول على إجابات هي وجيرانها من البلاد في المنطقة.
وأوضحت المجلة أن من بين الإصابات، اثنان على الأقل من المعتمرين، الأول من ماليزيا والثاني من تركيا وتوفي الأسبوع الماضي في مكة، ويقال إنهما شربوا من لبن الإبل في جدة، مما يجعل احتمال نقل العدوى لهم عن طريقه احتمالا كبيرا.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم العثور على حالات مصابة في الأردن، والكويت، وعمان، وقطر، والإمارات، وكذلك في فرنسا، وألمانيا، واليونان، وإيطاليا، وبريطانيا، والفلبين، هذا فضلا عن مصر التي أعلنت عن أول حالة في أبريل الماضي، مما يعزز فرضية أن يصبح الفيروس عالميا.
وأضافت المجلة أن هناك أدلة علمية وفيرة بأنه بجانب الإبل، يعتبر المضيف الرئيسي للفيروس هي «خفافيش القبور المصرية»، التي انتشرت مؤخرا في شرق المملكة العربية السعودية، فوق أشجار النخيل، وفي أبريل الماضي، نشر فريق بحثي دولي دليل على أن الخفافيش قد تكون قادرة على حمل فيروسات خطيرة مثل فيروس «إيبولا»، و«سارس»، وكذلك «ميرس»، حيث انتقلت تلك الفيروسات بطريقة ما من الخفافيش إلى الإبل، ومن ثم إلى الإنسان.
وكانت قد أثبتت التحاليل الوراثية بالإضافة إلى التحاليل المختبرية لعينات لبن الإبل بأنه ملوث بالفيروس بنسبة 100%، ونتيجة لذلك حث وزير الصحة السعودي الجديد هذا الأسبوع المقيمين في المملكة على تجنب شرب لبن الإبل.
وبالإضافة إلى خطر انتشار الفيروس على الصحة بشكل عام، حذرت المجلة من المخاطر السياسية على المملكة بسبب انتشاره، فبرغم نقل الحالات المصابة إلى مستشفى الملك سعود في جدة، ظهرت إصابات عديدة لأشخاص من الرعاية الصحية للحالات، وبالتالي فقدت وزارة الصحة السعودية قدرا كبيرا من المصداقية، وانتشرت شائعات عن عدم الكفاءة في المستشفيات.
ومن المخاطر السياسية كذلك وفقا للمجلة، كون السعودية والملك عبد الله والعائلة المالكة السعودية، هم حفظة أكثر المواقع المقدسة في الإسلام، خاصة مع قرب موسم الحج الذي يتدفق فيه الملايين من الحجاج إلى المدن المقدسة، مما يزيد من واجب للملك وعائلته المالكة لتوفير مكان آمن وصحي لجميع الحجاج.