تتسارع الجهود في المملكة العربية السعودية لاحتواء فيروس كورونا الذي يخترق مناطق جديدة من الخليج والمنطقة العربية بسرعة كبيرة، مع ازدياد حالات المرضى والوفيات بهذا الفيروس الذي لا تزال مسبباته “غامضة” ومجهولة.
وتأتي هذه الجهود في وقت تخطى عدد ضحايا الفيروس المئة، وتزامنا مع اعلان اكتشاف إصابة هي الأولى في مصر، لمهندس يبلغ من العمر 27 عاما، كان عائدا من المملكة العربية السعودية.
وقد سجلت حالات عدوى بالفيروس في عدد من دول الشرق الأوسط، بما فيها الأردن وقطر والإمارات وتونس ومصر. كما تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية باكتشاف حالات إصابة بكورونا في أربع دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة.
وأظهرت التقارير أن كل الحالات في أوروبا لها علاقة سواء مباشرة أو غير مباشرة بحالات في منطقة الشرق الأوسط.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا رجحت فيه أن يكون مصدر الفيروس الإبل والجمال، كما تواترت معلومات عن إمكانية أن يكون لفصل الربيع وتفتح الأزهار دور في سرعة انتشار الفيروس.
وأشارت معطيات إضافية إلى خطر تطور العدوى، من الحيوان إلى الإنسان ومن الإنسان إلى الإنسان.
وأفادت آخر المعلومات بتجاوز عدد الإصابات 300، وعدد الوفيات 102.
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أقال في وقت سابق وزير الصحة عبد الله الربيعي من منصبه على خلفية عدم القدرة على مواجهة الانتشار الواسع للفيروس، حسبما أشارت وسائل إعلام محلية.
الشائعات تثير فزع السعوديين
وقد دخل خصم جديد على ساحة المعركة المستمرة مع الفيروس، هو الشائعات التي بدأت تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر الهواتف المحمولة والرسائل النصية. والتي أضحت تثير البلبلة والذعر في قلوب المواطنين السعوديين، وخاصة أهالي الطلاب.
وتسببت إحدى الشائعات حسب تقارير صحافية، قد دفع العديد من الآباء في مدينة جدة على البحر الأحمر إلى أخذ أبنائهم من المدارس، ما تسبب في حالة من الفوضى.
من ناحية أخرى، أشارت تقارير صحافية إلى أن وزارة التربية السعودية أصدرت توصيات لإدارات المدارس، بضرورة أن يكون للمدارس خطط قابلة للتنفيذ الفوري، تتعلق بكيفية حماية الطلاب، والتصرف في حال اكتشاف عوارض للفيروس.
وتشمل التدابير الوقائية تعزيز الوعي بين الطلاب والموظفين وضمان مستوى عال من الاستعداد، وتخصيص غرف خاصة لعزل التلاميذ الذين يشك في احتمال إصابتهم بالفيروس.
كما حثت الوزارة على إلغاء طابور الصباح اليومي وكذلك صلاة الظهر لتجنب تجمع الطلاب.
من ناحية أخرى، أعدت وزارة الصحة السعودية خطة لمواجهة الفيروس، وأعدت العديد من المستشفيات في سائر أنحاء المملكة، مراكز متخصصة للتعامل مع الفيروس، كما أعلن مستشفى الملك خالد، كمركز للتحقق من حالات العدوى المشبوهة، على ما قال صالح المؤنس، رئيس قسم الصحة:
وكانت السعودية قد طلبت الاستعانة بمنظمة الصحة العالمية فور اكتشاف الفيروس، وبدأت دراسات لمعرفة كيفية نشوء الفيروس، واختبار الأدوية الفاعلة لعلاجه والوقاية منه.
يشار إلى أن فيروسات كورونا هي من عائلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب المرض لدى البشر والحيوانات. وقد تم التعرف إليها في ستينات القرن الماضي، وتمت تسميتها نسبة إلى الانعكاسات التي تشبه التاج على سطح الفيروس (crown-like)، من هنا التسمية “كورونا”.
وعند البشر، يمكن أن تسبب هذه الفيروسات أمراضا تتراوح في شدتها بين نزلات البرد ومرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد المعروف بـ “سارس” (SARS) والمرتبط بثلث التهابات الجهاز التنفسي العلوي عند البالغين، وفق ما شرح مدير المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية الدكتور علاء العلوان في حديث سابق مع قناة “الحرة”.
وكانت سلالة جديدة من الفيروس المسبب لسارس قد ظهرت عام 2003 ، أما الفيروس الجديد فيطلق عليه “كورونا فيروس”، وهو الاسم المختصر لالتهاب الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط الذي يسببه فيروس كورونا.
يذكر أن هذا النوع من الفيروس هو سلالة جديدة من فيروسات كورونا لم تظهر لدى البشر من قبل. وقد تم اكتشاف هذه السلالة الجديدة من الفيروس في المملكة العربية السعودية في شهر سبتمبر/ أيلول 2012.