إذا كان لديكم أصدقاء إيرانيون في فيس بوك، أو بدا لكم أنكم رأيتم أشخاصًا عديدين حليقي الرؤوس في صورهم الشخصية في الآونة الأخيرة، فهذه ليست صُدفة. إنها “نزعة سياسية”، احتجاج ينتشر بسرعة في مواقع التواصل الاجتماعي في إيران جرّاء تقارير عن تعذيب سجناء في القسم 350 من سِجن “اوين” السيئ السمعة، الذي يجري فيه اعتقال سجناء سياسيين بشكل أساسيّ.
ثار الاحتجاج الأسبوع الماضي حين تظاهر المئات من أفراد عائلات السجناء خارج مبنى البرلمان في العاصمة احتجاجًا على المعاملة العنيفة التي يتلقاها أحباؤهم في السجن كما يبدو. فحسf ادّعائهم، أصيب أكثر من 20 من أقربائهم في مواجهات بين سجّانين وسجناء في السجن في 17 نيسان.
يبدو أنّ معظم الاضطرابات حدث في القسم 350 المخصَّص لاعتقال السجناء السياسيين. ووفق موقع إنترنت مقرَّب من زعيمَي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، بدأت الاضطرابات بعد أن رفض سجناء مغادرة زنزاناتهم إثر فحصٍ أمنيّ روتينيّ.
هؤلاء السجناء هم جزءٌ من مئات اعتُقلوا خلال تظاهرات المعارضة في إيران صيفَ 2009، إثر انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية رئاسيّة ثانية، في انتخاباتٍ شهدت تزويرًا حسب ادّعائهم. وكانت تلك أخطر تظاهرات في إيران منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، وقد أحبطتها السلطات بيدٍ قويّة. وفق بعض التقارير، يجري احتجاز السجناء في زنزانات قاسية تنتهك مواثيق حقوق الإنسان، وادّعى بعض أقرباء السجناء أنهم مُنعوا من زيارة السجن. بالتباين، تدّعي السلطات الإيرانية أنّ أيّ حدث استثنائيّ لم يحدُث.
وفق بعض التقارير، اتُّخذ قرار بدء “احتجاج حلاقة الرأس” إثر نشر صورة السجين السياسي الشهير، عبد الفتاح سلطاني، حليقَ الرأس. وكان الادّعاء أنّ السجّانين هم مَن حلقوا رأسه في خطوة هدفت إلى إذلاله.
يرفع المحتجّون صورَهم وهم حليقو الرؤوس أو بشعرٍ قصير جدًّا إلى صفحة “مع السجناء السياسيين في القسم 350 في سِجن اوين” على فيس بوك. ويضيف عدد منهم إلى الصورة الكلمة “فخور”، ويتصّورون فيما يشيرون بأيديهم إشارة V، مع شريط أخضر مربوط بمعصمهم.
{gallery}iran-s{/gallery}