يللا نقلبها هجص شوية ونتكلم عن جو المؤامرات الكونية الغامضة، خصوصا وإننا بقينا بلد الطب الكوني والجنرال عبد العاطي، أي نعم أنا كده ها أتعدى على اختصاص خبراء زي أبو عرايس وسبايدر والعوكش، بس الصراحة لقيت الجو ده بياكل مع الناس الغلابة اللي بتحب الغموض والماورائيات والغيبيات.
ضربات موسى العشر مذكورة في الإنجيل، وتحديدا في سفر الخروج من الإصحاح السابع إلى العاشر، حيث أصاب الله مصر بعشر مصائب بسبب ما فعله فرعون والمصريون في سيدنا موسى وأتباعه. وكانت الضربات هي : تحول نهرالنيل إلى دماء، وإنتانه، وموت كل الأسماك فيه، هجوم الضفادع وهجوم البعوض وهجوم الذباب، الغبار، الأمراض والأورام والبثور والتقيحات، أوبئة المواشي، عواصف برد وثلج، الجراد، الظلام، موت الأطفال الأبكار، والموت الكثير.
نظريتي بقى بتقول إن كل الحاجات دي بتتكرر دلوقت من جديد وهاثبتلكم– حتة سبايدر هاثبتلكم دي- تعالوا كده نراجعهم واحدة واحدة، ونشوف الحاجات دي حصلت لنا مؤخرا ولا لأ. طبعا الضفادع والبعوض والذباب دول مفروغ منهم، لكن شفتم عكارة النيل اللي اتنشرت صورها مؤخرا في الصحف؟ شفتم صور الأسماك الميتة في النيل في البحيرة وكفر الشيخ؟ شفتم الجراد اللي زارنا السنة اللي فاتت في مارس؟ شفتم العواصف الثلجية اللي ضربت مصر مؤخرا والبرد اللي نزل وحادثة سانت كاترين؟ شفتم الغبار والسحابة السودا؟ قطع الكهرباء ده ظلام ولا مش ظلام؟ الحمى القلاعية للمواشي وأنفلونزا الطيور والخنازير التي أضرت بما يأكله المصريون؟ وفيات الأطفال من أول إنقطاع الكهربا عن الحضانات إلى ضربهم بالنار في المظاهرات؟ كلموني عن الأورام السرطانية وفيروس سي؟
يرد ذكر ضربات موسى أيضا في القرآن الكريم في سورة الأعراف (آية 130): ‘وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ’، والأعراف أيضا (آية 133): ‘فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلْجَرَادَ وَٱلْقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ’. ويذكر الطبري والقرطبي وابن كثير، كل منهم على حدة، شرحا مفصلا للمصائب التي أصابت مصر في تلك الفترة في تفاسيرهم للقرآن، ويمكن الرجوع إليهم.
لكن هل هناك أدلة علمية وتاريخية تدل على حدوث ذلك بالفعل، أم أن كل الأدلة غيبية ومن الكتب المقدسة؟ توجد بردية تسمى بردية إيبوفير في المتحف القومي في لايدن بهولندا، عبارة عن قصيدة شعرية من سبعة عشر صفحة، تتحدث عن مصائب تشبه الضربات العشر حلت بمصر، كما أثبت البروفيسور أوجوستو ماجيني المتخصص في علم المناخ في جامعة هايدلبيرج الألمانية حدوث تغيرات فجائية في مناخ مصر في تلك الحقبة– منذ 3000 سنة- سببت جفافا وبطئا في نهر النيل، وتراكم الوحل، وحدوث تعفن للمياه نتج عنه تكاثر الكثير من الضفادع والناموس والحشرات وموت للأسماك. ويقول أيضا البروفيسور فيرنر كلوس عالم الأحياء من معهد لايبزج بألمانيا الرأي نفسه، مضيفا إليه أن هذه الحشرات تسببت أيضا في نقل الأمراض للبشر والحيوانات.
كما تقول نادين فون بلوم من معهد فيزياء المناخ بألمانيا إن انفجار بركان سانتوريني في شمال جزيرة كريت نتجت عنه سحابة سوداء ضخمة غطت مصر وتسببت في الغبار والظلام وأمطار من الثلج والبرد أيضا منذ 3000 عام. ويؤيد رأيها الدكتور سيرو تريفيسانتاتو عالم الأحياء الكندي الذي أضاف أن تساقط الغبار البركاني يخلق مناخا رطبا يجذب الجراد من أجل التكاثر.
بقي لنا التنبؤ بسبب حدوث هذه الضربات العشر لمصر مرة أخرى في يومنا هذا. طبعا سينبري أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في تفسير الأمر لصالحهم، وأن هذا عقاب لمصر على إزاحة مرسي بإعتباره موسى هذا الزمان. أو سيقول أنصار مبارك إن هذا عقاب للمصريين على ثورتهم ضد الراجل الكوبارة المحترم اللي كنا عايشين في خيره وأمانه، أي كلام في البتنجان طبعا، والحقيقة أن موسى هذا العصر في رأيي والذي جاء لهداية المصريين ليس شخصا بل هو ثورة يناير التي جاءت بالحرية والديمقراطية عبر دماء الشهداء وتضحياتهم لينقلب عليها المصريون مطالبين بعودة حكم الطاغوت العسكري والنظام المباركي الفاسد مرة أخرى، فحقت عليهم ضربات موسى مرة أخرى.
وائل عباس