نفى الأمير طلال بن عبدالعزيز، أحد أشقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تهنئته للأمير مقرن بن عبدالعزيز، الذي عين مؤخرا وليا لولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبدالعزيز.
وقال، الأربعاء، في تغريدة في حسابه على موقع تويتر “تلقيت اليوم رسالة شكر من سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز يشير فيها إلى تهنئتي له بتعيينه ولياً لولي العهد”.
وأضاف الامير طلال (83 عاما)، وهو من ابرز الامراء المطالبين بإصلاحات في المملكة ومن اصحاب التوجه الليبرالي، “وحيث أنني لم يسبق لي تهنئته ولا غيره فلزم التنويه فموقفي بضرورة البعد عن التجاوز الذي يؤدي إلى الفرقة ثابت كما أعلنته في 23 يناير 2012 ولن يتغير”.
وكان الديوان الملكي السعودي قد أعلن، في 27 مارس/اذار، عن أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد أو ملكا للسعودية في حال خلو المنصبين، مع استمراره نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء.
ومما ورد في نص الأمر الملكي، “اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد، مع استمرار سموه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء”.
وبغية قطع الطريق امام اي محاولة لالغاء او تغيير القرار، اكد العاهل السعودي (90 عاما) انه “لا يجوز تعديله باي حال من الاحوال او تبديله باي صورة كانت ومن اي كائن كان او تسبيب او تاويل”.
وبموجب القوانين التي تحكم عملية التعاقب على الحكم والتي وضعها العاهل السعودي قبل عشرة أعوام فإن من حق الملك الجديد أن يختار خليفته من ضمن أسرة آل سعود الحاكمة ما دامت هيئة البيعة موافقة على اختياره.
وضمن آليات الخلافة التي اقرت قبل بضعة اعوام، عين الملك عبد الله اعضاء هيئة البيعة ووضع على رأسها اخيه غير الشقيق الامير مشعل بن عبد العزيز.
وتضم الهيئة 34 اميرا من ابناء وأحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تامين انتقال الحكم ضمن آل سعود لا سيما عبر المشاركة في اختيار ولي العهد.
السكوت علامة عدم الرضى عند الامير طلال
وكثيرا ما يختلف الامير طلال مع توجه أعضاء الأسرة الحاكمة التي ينتمي إليها، ويشتهر بعزوفه عن المشاركة في السلطة أو القبول بمناصب رسمية.
ويقول مراقبون ان تغريدات الأمير طلال تعكس عدم اتفاقه مع خطوة تعيين الامير مقرن وليا لولي العهد، وهي تمثل خروجا عن حالة الصمت التي نحى إليها منذ اتخاذ الملك عبدالله لذلك القرار.
وهيئة البيعة مكونة من ابناء الملك المؤسس. وينوب عن المتوفين والمرضى والعاجزين منهم، احد ابنائهم يضاف اليهم اثنان من ابناء كل من ابناء الملك المؤسس يعينهما الملك وولي العهد.
ويقترح الملك على “هيئة البيعة” اسما او اسمين او ثلاثة اسماء لمنصب ولي العهد.
ويمكن للجنة ان ترفض هذه الاسماء وتعين مرشحا لم يقترحه الملك.
وإذا لم يحظ مرشح الهيئة بموافقة الملك، فان “هيئة البيعة” تحسم الامر بالغالبية في عملية تصويت يشارك فيها مرشحها ومرشح يعينه الملك.
والأمير طلال بن عبد العزيز هو أخ غير شقيق لملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، وأكد مؤخرا ضرورة تحوّل الملكيات العربية إلى ملكيات دستورية، معتبرا أن الملكيات المطلقة لم تعد تتماشى مع لغة العصر.
وشدد على ضرورة وجود برلمان منتخب يتولى التشريع والرقابة والمساءلة وأن نقطة البدء يجب أن تتمثل في توسيع سلطات مجلس الشورى السعودي.
وكان الامير السعودي، قد أعلن استقالته من “هيئة البيعة” التي تتولى مسؤولية اختيار ولي العهد في السعودية في العام 2011.
وكتب الامير طلال على موقعه في شبكة الانترنت “اعلن الامير طلال بن عبد العزيز استقالته من هيئة البيعة بعد ان رفعها للملك عبدالله”، من دون ان يحدد اسباب هذه الاستقالة التي تعتبر امرا نادرا في السعودية.
وجاءت استقالة الامير طلال بعد اكثر من اسبوعين على اختيار اخيه غير الشقيق نايف وليا للعهد بعد وفاة شقيق هذا الاخير الامير سلطان بعد مرض طويل.
والأمير طلال المعروف بأعماله لمصلحة التنمية البشرية، يرأس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة الذي تتمحور اعماله حول تشجيع التعليم والصحة في البلدان النامية.
وطالب مراراً بضرورة تطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية بالمملكة، التي تعد الدولة الأولى في إنتاج النفط عالمياً، محذراً من أن بلاده قد تشهد اضطرابات على غرار ما يحصل في العالم العربي في حال لم يتم اجراء اصلاحات عاجلة.
وكان الامير طلال المولود في 1935 عضوا في بداية الستينات في حركة الامراء الاحرار.
وابنه الامير وليد ملياردير يرأس شركة المملكة القابضة.