الحلم الأميركي.. هو ذلك المبتغى الذي سعى ويسعى مئات الآلاف في العالم إلى الوصول إليه، حلم العيش الكريم في دولة تحترم حقوق مواطنيها مهما كان جنسهم أو عرقهم أو ديانتهم.
من منا، نحن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لم يخطر بباله أن يغادر وطنه وأرض أجداده بحثا عن حياة أفضل في مكان آخر؟، تكون أنت فيها صاحب القرار وليس الحاكم أو الوزير أو الأمير، مكان تحترم فيها السلطات حقوقك، وإن انتهكتها فلك أن تقف في وجهها وتقول “أنت من انتهك حقوقي”، دون أن ترمى في السجن أو تتعرض للمضايقة.
أليس هذا حلم لكثير من أبناء بلادنا؟ كيف لهذا المراد أن يتحقق؟ سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على سبل العيش بشكل قانوني في الولايات المتحدة والحصول على الجنسية الأميركية.
خطوات أولى
عليك أولا أن تصل إلى الولايات المتحدة أولا بكل تأكيد.. لن تصبح أميركيا وأنت جالس في مدينتك.
هناك عدة طرق للانتقال إلى الولايات المتحدة والعيش فيها بشكل دائم، تتمحور معظمها حول الحصول على تأشيرة هجرة ثم بطاقة الإقامة الدائمة (غرين كارد) ومن ثم الجنسية.
لن توافق إدارة الهجرة والمواطنة الأميركية على كل طلب هجرة يتقدم به مواطن أجنبي، فيجب على الطلب أن يستوفي شروطا معينة تفرضها السلطات في الولايات المتحدة، وهي:
الهجرة على أساس صلة قرابة مباشرة
أن يكون لك قريب من الدرجة الأولى يحمل الجنسية الأميركية (الأم والأب والأخ والأخت والزوج والزوجة والأبن والبنت). يعتبر القانون الأميركي هؤلاء أقرباء من الدرجة الأولى، يحق لهم التقديم لك أنت قريبهم طلبا للحصول على تأشيرة هجرة إلى الولايات المتحدة.
وتعتمد مدة انتظار النظر في الطلب والموافقة عليه على صلة قرابة المتقدم بك، فلو كان المتقدم أخا أو اختا، قد يطول الأمر ليصل إلى 13 عاما، حسب آخر أرقام وزارة الخارجية الأميركية.
الهجرة على أساس العمل أو الخبرة
تعطي الولايات المتحدة شركات القطاع الخاص والمؤسسات غير الربحية الأميركية فرصة جذب الخبرات الأجنبية للعمل فيها، عبر الحصول على تأشيرات هجرة لأجانب يملكون خبرات أو مهارات غير متاحة لتلك الشركات في الولايات المتحدة.
تأشيرة الهجرة من هذا النوع تكون مؤقتة في أغلب الأحيان، تكون لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد لثلاث سنوات أخرى.
الهجرة على أساس التبني
يعطي قانون الولايات المتحدة مواطنيها الحق بتبني أطفال من دول أخرى، فما أن تنتهي اجراءات التبني رسميا حتى يحصل الطفل على تأشيرة للهجرة إلى الولايات المتحدة مع عائلته الجديدة، ليكون بعدها قادرا على الحصول على غرين كارد ومن ثم الجنسية الأميركية.
ظروف خاصة
تعطي الحكومة الأميركية وضعا خاصا لرعايا بعض الدول، وتسمح لهم بالهجرة إلى الولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال، هنالك برامج هجرة خاصة بالعراقيين الذين عملوا كمترجمين للقوات الأميركية بعد دخولها العراق عام 2003، وأولئك الذين عملوا مع الحكومة الأميركية في بغداد.
وهناك أيضا برامج مشابهة للمواطنين الأفغان الذين عملوا مع القوات الأميركية في أفغانستان.
الزواج من أميركي أو أميركية
الارتباط بأميركي أو أميركية سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها يؤهل المواطن الأجنبي للحصول على غرين كارد ومن ثم الجنسية.
لو كان الارتباط (الخطوبة أو الزواج) قد حدث خارج الولايات المتحدة، يقدم حامل أو حاملة غرين كارد أو الجنسية الأميركية طلبا للحصول على تأشيرة تسمح للمواطن الأجنبي بدخول الأراضي الأميركية.
أما لو كان الارتباط قد حدث داخل الولايات المتحدة، فيمكن لصاحب أو صاحبة غرين كارد أو الجنسية تقديم طلب لتغيير الحالة الرسمية، من حيث قضية الهجرة، لتتحول من تأشيرة (سياحة أو عمل أو دراسة)، إلى غرين كارد.
طلب العلم-الدراسة في أميركا
تتيح الولايات المتحدة لطالبي العلم من الأجانب الدراسة في مؤسسة تعليمية أميركية. يتقدم الطالب بطلب تأشيرة للدراسة في الولايات المتحدة بعد حصوله على وثيقة قبول من المؤسسة التعليمية في الولايات المتحدة.
مزيد من المعلومات في هذا الموقع
http://www.pdcarabic.com
الاستثمار- نصف مليون دولار
لك كنت تملك من المال 500 ألف دولار، تعطيك الولايات المتحدة تأشيرة هجرة على أساس الحصول على بطاقة الإقامة الدائمة (غرين كارد)، شرط أن تستثمر تلك الأموال في مشروع يوظف 10 أشخاص على الأقل.
اللجوء الإنساني والسياسي
تختلف الاجراءات في هذا الصدد اعتمادا على جنسية المتقدم والظروف الراهنة في بلده الأم، لكن ما أن يحصل طالب اللجوء على الموافقة، يحق له تقديم طلب للحصول على غرين كارد في ظرف عام.
اليانصيب- احصل على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة بالقرعة
الطريق إلى الجنسية
هناك بالتأكيد شروط معينة للحصول على غرين كارد، لكنها تختلف باختلاف تأشيرة الهجرة (صلة قرابة-عمل-دراسة-لجوء-الزواج) والظروف المحيطة بها.
ورغم أن طريق الوصول إلى “الحلم الأميركي” يبدو طويلا ومعقدا، فإن مجرد الحصول على غرين كارد يعني بشكل عام أن طريق الحصول على الجنسية الأميركية بات قصيرا.
بشكل عام، يحق لأي أميركي يقيم في الولايات المتحدة بصورة قانونية، ويحمل غرين كارد التقديم للحصول على الجنسية الأميركية بعد خمسة أعوام من تاريخ حصوله على بطاقة الإقامة.
ويستثنى من هذه القاعدة من تزوج أميركية أو أميركي، فهذا الشخص يحق له الحصول على الجنسية الأميركية بعد مرور ثلاث سنوات من تاريخ حصوله على بطاقة الإقامة الدائمة.
باستيفاء الشروط أعلاه، يقدم الشخص المؤهل طلبا للتجنس، مرفقا بالوثائق والإثباتات التي تؤهله ليكون مواطنا أميركيا.
تحدد إدارة الهجرة والمواطنة تاريخا لمقابلة المتقدم للتجنس للتأكد من صحة مؤهلاته والمعلومات المرفقة. في ذلك اليوم، يلتقي ضابط من إدارة الهجرة مع المتقدم، حينها أيضا يجري اختبار المتقدم في مواضيع التاريخ الأميركي واللغة الإنكليزية.
لا تقلق كثيرا، فقبل موعد الاختبار، تسلمك إدارة الهجرة مواد تعريفية، تتضمن تفاصيل الاختبارات (التاريخ الأميركي واللغة)، وحتى الأسئلة التي ستعرض عليك.. وأجوبتها أيضا.
تتضمن المواد التعريفية 100 سؤال يتعلق معظمها بالتاريخ الأميركي والدستور وحقوق المواطن وحقوق الدولة على المواطن.
100 سؤال.. يطلب منك ضابط الهجرة الإجابة عن 10 فقط.. تعتبر ناجحا في اختبار التاريخ والدستور لو أجبت عن ستة أسئلة فقط.. ستة.
أما بالنسبة لاختبار اللغة الإنكليزية، فيتضمن ثلاثة أقسام، الحديث، وباستطاعة ضابط الهجرة تقييمك خلال حواره معك، ثم الكتابة، ويطلب منك الضابط كتابة ثلاث جمل بسيطة، وأخيرا القراءة، ويطلب منك قراءة ثلاث جمل بسيطة أيضا.
بعد اجتياز الاختبارات، تكون قد وصلت المحطة الأخيرة في رحلة الحصول على الجنسية.
المحطة الأخيرة هنا هي حين تردد قسم الولاء للولايات المتحدة وتتسلم شهادة التجنس لتصبح رسميا مواطنا أميركيا.
وهذا نص قسم الولاء الذي يردده الأميركيون الجدد عند حصولهم على الجنسية:
“أعلن يمينا مطلقا، أنني انبذ وأتخلى عن الولاء لكل أمير وملك ودولة، أو سيادة الدولة التي تأتي منها مواطنتي. وأنني سوف أدعم وأدافع عن دستور وقانون الولايات المتحدة الأميركية ضد كل الأعداء من محليين وأجانب. وسوف أحمل الإيمان الحقيقي والولاء للدستور والقانون”.
“وسوف أحمل السلاح نيابة عن الولايات المتحدة الأميركية عندما يكون مطلوبا بالقانون، وأقوم بالمهام غير القتالية في القوات المسلحة الأميركية عندما يكون مطلوبا ذلك بالقانون. وسوف أؤدي العمل ذا الأهمية الوطنية في إطار التوجيه المدني، عندما يكون مطلوبا ذلك بالقانون. وأنني آخذ هذا الالتزام بجدية ومن دون تحفظ ومن دون تهرب. فليساعدني الله”.