نجح الرئيس الجزائري “عبد العزيز بوتفليقة” في رفع الحرج عن باقي الرؤساء والملوك العرب الذين أقعدهم كبر السن وشدة المرض فجعلهم لا يتحرجون من الظهور على كراسيهم المتحركة.
فبعد أيام من ظهور بوتفليقة على كرسي متحرك فاخر لينتخب نفسه مجددًا رئيسًا للجزائر، ظهر الرئيس العراقي “جلال طالباني” يوم أمس على كرسي متحرك وهو يدلي بصوته في أحد المراكز الانتخابية في ألمانيا التي نقل إليها منذ حوالي عام ونصف العام بسبب إصابته بجلطة دماغية.
ورغم أن الحالة الصحية لطالباني بدت أفضل من تلك التي ظهر عليها بوتفليقة، فإن أداء بوتفليقة خلال غيبوبته كان أفضل من أداء طالباني، فبينما خسر طالباني سلطاته خلال غيبوبته ولوحق مساعدوه ونوابه من قبل المدعين العامين الذي حركهم رئيس الوزراء “نوري المالكي” نجح المقربون من بوتفليقة وعلى رأسهم شقيقه ورئيس وزرائه في الحفاظ على سلطته وقصقصة أجنحة رئيس جهاز المخابرات “محمد مدين” المعروف بـ “الجنرال توفيق”.
و”جلال الطالباني” الذي بلغ من العمر 80 سنة هو الرئيس السابع لجمهورية العراق والحاكم الجمهوري التاسع للعراق منذ تأسيس الجمهورية، في حين يعد الرئيس الثاني للعراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، وهو كردي الأصل ويعرف في صفوف الأكراد باسم مام جلال أي العم جلال؛ وذلك لسمعته الطيبة لدى أكراد العراق بصفته أبرز الشخصيات الكردية في التاريخ العراقي المعاصر.
وإن كان طالباني قد وصل إلى رئاسة الجمهورية عبر السبل الديمقراطية دون أن يُطعن في شرعيته ودون أن يُتهم بالتزوير، على عكس الرئيس الجزائري الملقب دائمًا بمرشح العسكر والمتهم بتزوير الانتخابات من قبل كل أطياف المشهد السياسي الجزائري، فإن استمرار طالباني في رئاسة الجمهورية رغم عجزه الكامل عن القيام بمهامها يعكس حالة العجز التي وصلت إليها الأنظمة العربية التي لا يحدث فيها التغيير سوى عبر الانقلابات أو الثورات أو الحروب.
ويتميز طالباني وبوتفليقة عن الملك السعودي بظهورهما على كرسي متحرك في حين يظهرخادم الحرمين الملك “عبد الله بن عبد العزيز” بصفة دائمة على كرسي ثابت.
ويتميزان كذلك عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك بأنهما ظهرا على كراسيهم المتحركة دون أن يطاح بهما ودون الوقوف خلف قضبان قفص الاتهام.
أحد المعلقين على مشهد طالباني وبوتفليقة وملك السعودية قال: “كراسي متحركة، تنفس صناعي، على فراش الموت، ولو أتيح لهم الحكم من القبور لفعلوا! حال حكام العرب!”، وقال آخر: “ديمقراطية العرب نوعان: إما أن يأتي الرئيس إلى صناديق الاقتراع على كرسي متحرك كما الجزائر أو أن يأتي الشعب كله على كراسي متحركة كما في سوريا”.
كراسي متحركة، تنفس صناعي، على فراش الموت، ولو أتيح لهم الحكم من القبور لفعلوا! حال حكام العرب ! pic.twitter.com/HSgw4RIdOP
— Basheer | محمد بشير (@MBAA) April 29, 2014
ديمقراطية العرب نوعان: إما ان ياتي الرئيس الى صناديق الاقتراع على كرسي متحرك كما الجزائر أو ان ياتي الشعب كله على كراسي متحركة كما في سوريا
— alitaha (@alitaha1973) April 26, 2014
(الصفوة)