تحت عنوان “تسليح مصر سيجلعها تلعب بالنار” شنت صحيفة (هفنجتون بوست) الأمريكية هجوما لاذعا على الفريق “عبد الفتاح السيسي”، المرشح الرئاسى ووزير الدفاع السابق، ووصفته بأنه أصبح مصدرا رئيسيا لعدم الاستقرار بالمنطقة.
واستهلت الصحيفة تقريرها قائلة: فى لعبة شد الحبل بين القيم والمصالح الاستراتيجية، فإن التزامات أمريكا أمام إسرائيل وباتفاقية كامب ديفيد وقناة السويس لا يجب أن تكون السبب وراء انخراط الولايات المتحدة مع مصر، فأجراس الإنذار ينبغى الآن أن ترن فى آذان وزارة الدفاع الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن تطلعات “السيسي”، لم تتوقف لحد استعادة بلاده للمساعدات العسكرية الأمريكية لمكافحة التمرد المتزايد فى شبه جزيرة سيناء فقط، بل إنها امتدت لتصل إلى حد مطالبته بتدخل غربى ثانى فى ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن السيسى فى مقابلته مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية قوله: “رفض حلف شمال الأطلسى نشر قوات حتى استقرار الوضع الليبي، بعد أن لقى الزعيم معمر القذافى مصرعه، أحدث نوعا من الفراغ السياسي، ما جعل ليبيا تحت رحمة المتطرفين”، مؤكدا أن التاريخ سيحاسب الأمريكيين وحلفاءهم بقسوة لأنهم تركوا ليبيا للمتطرفين الإسلاميين”.
وقال السيسى: إن عدم استعداد أمريكا لمساعدة مصر فى معركتها ضد التمرد الإسلامى الأكبر فى تاريخ البلاد والمساعدة فى احتواء الحرب الأهلية فى العراق، ليبيا وسوريا، قد مهد أرضا خصبة للتطرف الدينى الذى سيكون بمثابة كارثة ليس للعرب فقط ولكن أيضا لأمريكا ذاتها.
ورأت الصحيفة أن رسالة “السيسي” بأن شرق ليبيا كانت تستضيف “معسكرات تدريب الجهاديين” التى كانت تعمل يدا بيد مع الإخوان، لم تأت من فراغ.
فوسائل الإعلام فى مصر تعج التقارير حول ما يسمى “الجيش المصرى الحر” الذى يعد العتاد من أجل تحويل مصر لسوريا جديدة، إلا أن السلطات الليبية نفت مثل هذه الأقاويل، مؤكدة أنه عند الحديث عن “جيش” فإن ذلك يشير إلى أعداد كبيرة من القوات وهذا غير متواجد فعليا فى ليبيا ويمكن أن يكون عدد أفراد ما يمكن تسميته بالجيش المصرى الحر لا يتعدى صوابع اليد الواحدة.
وحثت الصحيفة على عدم اتخاذ دوافع الجيش المصرى بالتدخل فى ليبيا بـ”استخفاف”، على الأقل من جانب وزير الدفاع الأمريكى “تشاك هيجل” الذى سمح بتقديم وتزويد مصر بـ10 طائرات أباتشى لاستخدامهم فى سيناء، وليس على الحدود الليبية!!.
وزعمت الصحيفة قائلة: نوايا السيسى باتت واضحة بالفعل تجاه ليبيا.
مستشهدة بتصريحات قائد المحاولة الانقلابية الفاشلة فى ليبيا الجنرال “خليفة خفتر” الذى ادعى أن “السيسي” عرض التدخل العسكرى ونشر قواته للسيطرة على حقول النفط فى منطقة الهلال بحجة مكافحة الإرهاب.
وختمت الصحيفة تقريرها متطاولة على السيسى قائلة: بتدخل السيسى فى الدول الفاشلة الأخرى مثل ليبيا التى تعج بالسلاح، فإنه يكون بذلك أصبح مصدرا رئيسيا لعدم الاستقرار فى المنطقة. فما كان يحاول القيام به فى شرق ليبيا يهدد أمن الجميع. وقد رأينا بالفعل كيف أن الأسلحة التى أغرقت ليبيا غذت التمرد فى مالى والحرب الأهلية فى سوريا. فهل يريد “هيجل” أن يضع مصر أيضا على تلك القائمة؟ أم أن هذا ضمن المصلحة الوطنية للولايات المتحدة؟؟!